هل الّف تفجيرا «برج البراجنة» قلوب «المستقبليين» و«حزب الله»

سجل تقدّم بارز في نهاية الأسبوع، على خطين، الأول أمني تمثَّل بـ"الإنجاز الاستثنائي" الذي حقّقته شعبة المعلومات بإلقاء القبض على كامل الشبكة الانتحارية المسؤولة عن تفجيري برج البراجنة. والثاني سياسي تمثّل بالمواقف "المتقدّمة" لكلَّ من الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

رسائل سياسية ايجابية تتطاير في الاجواء اذ أطلقت دينامية جديدة للحوار الداخلي بين القوى السياسية لا سيما تيّار “المستقبل” و”حزب الله”، وهذا ليس من أجل استمرار الحوار بين الطرفين، بل لإحداث نقلة نوعيةاذ لا تزال  لحظة التضامن الوطني مع ضحايا التفجير “صامدة”، في انتظار تبيان إمكانية إطالة أمدها والبناء سياسيا عليها، انطلاقا من مبادرة “السلة الكاملة” التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يوم الأربعاء الماضي ، ولاقاها الرئيس سعد الحريري بإيجابية.

والأكيد ان هاجس الارهاب سبب دفعا لترطيب الاجواء السياسية وتهدئة النفوس خوفاً “من الانهيار نحو الهاوية” على حدّ وصف نصرالله الذي دعا “الى الإفادة من الجو الإيجابي والتعاطف الوطني الكبير بعد الانفجار (انفجاري برج البراجنة) لتسوية وطنية شاملة تطال رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب”، وأكد ان هذه التسوية “لا شأن لها بالمؤتمر التأسيسي”. وقابله الحريري بالقول ان “درء الفتنة عن لبنان يحتاج الى قرارات مصيرية تجنب البلاد الذهاب الى الحروب المحيطة”. ورأى ان “بت مصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب”.

اقرأ أيضًا: «ناقل انتحاريي برج البراجنة» في قبضة «الأمن»

ورأت “الأخبار” أنه منذ العام 2005، اعتاد “حزب الله” وتيار “المستقبل” أن يتواصلا عبر الامن. اتصالاتهما عبر رئيس فرع المعلومات (العميد وسام الحسن ثم عماد عثمان) ووحدة الارتباط والتنسيق في الحزب (وفيق صفا) وغرفة عمليات الامن الداخلي (العميد حسام التنوخي) لم تنقطع يوماً، حتى في ذروة التوتر السياسي والأمني. وكانت هذه القناة تمهّد الطريق دوماً أمام إعادة التواصل السياسي بينهما.

هذه المرة، السياسة سبقت الامن. نصرالله طرح مبادرة الحل اللبناني للازمة السياسية، وعدم انتظار تدخل الخارج،. النقاشات داخل التيار كانت قد حسمت ضرورة ملاقاته في منتصف الطريق. وقبل صدور موقف إيجابي من كلام نصر الله، ضرب الإرهاب برج البراجنة (يوم الخميس)، فاستغل المستقبل الحدث من زاويتين:

–          الاولى، إظهار تضامن صرف، من دون أي “لطشة” سياسية.

–          الثانية، تمثلت في مسارعة فرع المعلومات إلى كشف غالبية المتورطين بالجريمة.

والعارفين بالعلاقات السياسية، يرون وفق “الأخبار” ان الحوار بين الطرفين لن يُنتِج محصولاً رئاسياً. ما سيتأتى منه ينحصر في تخفيف التوتر، وتغطية مستقبلية لمكافحة الإرهاب. فالعقدة التي تحول دون حل الأزمة اللبنانية لا تزال في مكان آخر: الرياض. وعلى المشككين بهذه القراءة ان يُراجعوا موقف السعودية من الحرب في سوريا واليمن.

اقرأ أيضًا: مناخ الانفراج ينسحب على خطاب نصرالله: نريد تسوية شاملة!

“المستقبل”: لا خطوات عملية بعد

ولاحظ مصدر نيابي في كتلة “المستقبل” عبر “اللواء” ان لا خطوات عملية بعد على صعيد ترجمة أجواء الانفراج التي لاحت من خلال كلام نصر الله ورد الرئيس الحريري عليه، والانطباعات الإيجابية التي اعلنها المشنوق بالنسبة إلى كلام نصرالله الذي هو كلام يُبنى عليه. وأشار إلى ان هذه الأجواء تحتاج إلى نقاش تفصيلي لم يبدأ بعد، وأن كان من الممكن ان تكون أولى مقاربة عملية له في الجلسة العاشرة لطاولة الحوار غداً الثلاثاء، ولاحقاً من خلال الحوار الثنائي بين الحزب والمستقبل. ولفت إلى ان العناوين التي طرحها نصرالله هي نفسها جدول أعمال طاولة الحوار.

“حزب الله”: الحلول للأزمات الكبرى وضعت على الطاولة

إلى ذلك، كشف مصدر مطلع على موقف “حزب الله”، عبر “اللواء”، ان دعوة أمينه العام إلى تسوية سياسية شاملة بدءاً من الرئاسة الأولى، جاءت على خلفية معطيات توفرت لديه ان الحلول للأزمات الكبرى وضعت على الطاولة، وإن النقاشات خرجت إلى العلن، وكان يمكن حدوث تطوّر يتعلق بشأنها لولا الانفجار الذي وقع في العاصمة الفرنسية وأدى إلى تأجيل زيارة الرئيس الإيراني حسن روحني إليها. ورأى ان التسوية التي أدت إلى إنعقاد الجلسة التشريعية لها ما وراءها لجهة الاتفاق على مرشّح رئاسي مقبول، وإقرار قانون انتخابات يراعي المطالب المسيحية وصولاً إلى إقرار مجلس للشيوخ الذي يضمن حقوق الطوائف اللبنانية كافة. وتوقع أن يؤدي التقاء الحريري ونصرالله على وضع المصلحة الوطنية أولاً إلى تنشيط الاتصالات، عبر الأطر المتاحة من أجل وضع عناوين التسوية على سكة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر، وهي نفس المدة التي وضعها مؤتمر فيينا لإطلاق الحل السياسي في سوريا.

 

السابق
هل تتصرف فرنسا برؤية مختلفة؟
التالي
هكذا ردّ «مارك زوكربيرغ» على حملة الاستنكار العربية بتخصيص الفرنسيين فقط بفحص الأمان