استمر أصحاب الشاحنات منذ الخميس الماضي بتنفيذ اعتصامات في منطقة كسروان، ذوق مصبح وأوتوستراد نهر الكلب، بسبب منعهم من دخول منطقة كسروان ونقل المرامل التي سحبت منها التراخيص، مهددين بالتصعيد وعودة اعتصاماتهم في حال عدم السماح لهم بمتابعة عملهم ونقل الرمال من المرامل.
إعتصام أصحاب الشاحنات الذي شكّل أزمة يوميّة وزحمة سير خانقة، بسبب تسكير الطرقات وذلك للضغط على السلطات الإدارية لإعطائهم الرّخص للعمل وسحب الرمول من فاريا وجوارها، وقد أكدّ أصحاب الشاحنات: «سنبقى أياماً طويلة إذا لم يتم التجاوب معنا»، ولكن بعد اجتماعهم اليوم مع محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل، أعلن أصحاب الشاحنات أنّهم «سيعلقوا إضرابهم لمدة يومين أو ثلاثة ريثما يتحقق وعد محافظ جبل لبنان» الذي وعدهم بتجديد أي ترخيص قديم.
كذلك تحدّث أصحاب الشاحنات عن استنسابية في اعطاء الرخص والموافقات، “فما يسري على باقي المناطق لا يسري على كسروان” وناشدوا وزير الداخلية نهاد المشنوق كفّ يد من يعطل اعمالهم.
لكن مصادر في وزارة الداخلية أكّدت أنّ لا صلة لوزارة الداخلية بالأزمة التي يثيرها اصحاب الشاحنات مشيرة الى المرامل هي في الاساس غير قانونية ولا يوجد لمالكيها رخص او مستندات تجيز لهم المضي في عملهم فيها.
ولكن يبقى السؤال ما هو الخطر البيئي التي تسببه المرامل في حال استمرارها؟
الخبير البيئي بول أبي راشد تحدّث لـ«جنوبية» عن الخطر الذي يتركه هذا القطاع على طبيعة لبنان وبيئته في حال عدم تنظيمها وقال: «التراب الخصب الذي ينبت فيه الأشجار والمزروعات لا يتعدى السنتيمترات، وعلميًا كل سنتيمتر من التراب الخصب يحتاج إلى 400 سنة كي يتكون، لذلك أولى ضحايا المرامل هي هذه السنتيمترات من التربة».
وتابع أبي راشد: «المرامل تؤدي إلى التصحّر، وتغيير معالم الأرض والقانون اللبناني يمنع تغيير معالم الأرض، وتدمير التربة الخصبة. وهي تؤثّر أيضًا على المياه الجوفية، تدمّر الأقنية الطبيعية، وتشقق الأرض بسبب الديناميت الذي يستخدم في المرامل، إضافة إلى تشويه جمال طبيعة لبنان».
اقرأ أيضاً: كسارة وادي السلوقي تنهش جباله… بترخيص!
وختم أبي راشد: «على الدولة الآن إقفال جميع المرامل غير المرخّصة في جميع المناطق اللبنانية وليس في فاريا وجوارها فقط، وإذا كنّا نحتاج إلى رمل ففي لبنان قانون ينظم عمل المرامل والكسارات والمقالع ويجب تنفيذه لتفادي هذه المخاطر».