نصرالله خلال ملتقى دعم فلسطين: إسرائيل خط أمامي لقوى الاستكبار في منطقتنا

تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الملتقى الدولي لدعم فلسطين وبدأ:

الشكر للسادة العلماء وللاخوة في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة على عقد هذا اللقاء وفي هذا الوقت بالذات للتعبير عن الدعم والمساندة والتأييد للانتفاضة الشريفة المتجددة في فلسطين. عناصر المقاومة الذين يتواجدون في الميدان يحتاجون الى كل شكل من اشكال التعبير الداعم، ويشكل عامل مساندة وتقوية لاولئك الذين في الميادين، والذين يواجهون خطر الشهادة

القسم الاول من كلمتي توصيفي والقسم الثاني، محاولة لفتح بعض ابواب النقاش.

في الجزء الاول نحن امام مرحلة تاريخية من مصير الشعب الفلسطيني. ما يجري اليوم يعبر عن روح جهادية عالية وراقية ونحن امام عمليات استشهادية يومية او شبه يومية. عمليات الطعن او الدهس غالبا ما تنتهي بالشهادة. عندما نجد عدد كبير من العمليات يعبر عن الروح الاستشهادية والشجاعة واليقين والايمان الذي يمكن ان يدهش العالم

ثانيا، بساطة السلاح المستخدم في هذه المعركة السكين او السيارة، هذا السلاح لا يحتاج الى دعم لوجيستي وتعقيدات او تمويل كبير، ولا يمكن مصادرة هذا السلاح لكن اي سلطة احتلال او اي حكومة لا تستطيع ان تجمع هذا النوع من السلاح من ايدي الناس ولا يمكن لاي سلطة منع الناس من الحصول عليه، وهذا يدل انه عندما تتوفر الارادة يحضر الابداع ويجد الادوات المناسبة لمواصلة الجهاد والانتفاضة والمقاومة والعمل . ثالثا، لا شك ان الانتفاضة الجديدة فاجأت الصهاينة والعالم ايضاً، لكنها فاجأت الصهاينة حكومة وشعبا واجهزة امنية ونجد الصهاينة يتلاومون، لأن هذا الامر لم يكن في صلب توقعاتهم ولا توقعات مخبريهم المنتشرين في فلسطين المحتلة. رابعاً، هذه الانتفاضة ادخلت الرعب والخوف الى قلوب وكيان الصهاينة المدجج بالسلاح اثرت بقوة على حياتهم الشخصية وعلى ذهابهم وايابهم وتجمعاتهم وعلى اوضاعهم الاقتصادية المهمة جدا جدا لهم، وانتم تتابعون انعكاسات هذه العمليات الشعبية الاستشهادية على كيان العدو وعلى الشعب المستوطن والمحتل لفلسطين. بالنسبة للفلسطينيين، لا شيء يتغير وهم لا يحملون انفسهم اعباء اضافية فوق ما يتحملونه منذ سنين.

ما يجري لا يعبر عن احباط، كما يحاول العدو والبعض في العالم العربي التسويق له، ما يجري اليوم على ارض فلسطين من هذا الجيل الشاب يعبر عن وعي كبير في خيار المقاومة والمواجهة وفعل وعي وايمان في الانتخابات والمسارات والخيارات. هذه الانتفاضة تضع الامة جميعا من جديد امام مسؤولياتها تجاه فلسطين والاقصى.

اسرائيل ليست نتاج مشروع صهيوني فقط، وليس الصهاينة اليهود اجتمعوا واسسوا مؤتمر وسعوا لاقامة دولة او كيان لهم وانما هي نتاج ارادة دولية في ذلك الحين زرعت في قلب منطقتنا وكانت ومازالت تحظى بدعم دولي وغربي لا نظير له وعلى كل صعيد.

من يشتبه عليه فهم المعركة سيرتكب اخطاء تاريخية واخطاء استراتيجية، دائما كنا وما زلنا والآن سوف ندعو الى تصحيح الفهم حول حقيقة المعركة القائمة على ارض فلسطين، اسرائيل هي الخط الامامي لقوى الاستكبار والاحتلال والاستعمال القديم الحديث في العالم هي ممثل هذا المشروع الاستكباري الاستعماري الذي يستهدف المنطقة كلها والامة كلها بشعوبها بثقافتها بحضارتها بخيراتها وبمقدراتها، اسرائيل هي الثكنة العسكرية او القاعدة العسكرية المتقدمة في الخط الامامي في هذه المواجهة وهنا.

يجب ان ننظر الى الشعب الفلسطيني بنظرة مختلفة عما هو سائد في البلدان العربية والاسلاميةوالنظرة الصحيحية هنا تقول بأن الشعب الفلسطيني يجاهد ويقاتل كممثل عن هذه الامة ووكنائب عنها وكحاضر في الخط الامامي في الدفاع عن حاضر الامة ومستقبلها ومقدساتها وخيراتها، المقاربة الخاطئة تقول ان المشكلة اسرائيلية-فلسطينية وتقولانه على الفلسطينيين ان يحلوا مشكلتهم ونحن نرى ما نستطيع ان نقدم لهم ، هذه حجج والمقاربة الخاطئة هي التي تقول ان هذه المشكلة فلسطينية – اسرائيلية  وبالتالي على من يقاتل اسرائيل في اي ساحة اخرى او يحمل راية المقاومة يجب ان يسأل لماذا تقاتل نيابة عل الفلسطينيين؟ هل المطلوب ان تظهر فلسطينياً اكثر من الفلسطينيين او ملكيا اكثر من الملك. عندما تظهر في بعض الاماكن مواقف ضعيفة او متراجعة فهذه مقاربة خاطئة جدا فالامة لا تقاتل نيابة عن الفلسطييين انما بالنيابة عن نفسها وعن المقدسات فيها، هل المسجد الاقصى او بيت المقدس هو مقدس فلسطيني ، لا بل مقدس اسلامي، كذلك المقدسات المسيحية هل هي مقدس فلسطيني ام مسيحي. الفلسطينيون يدافعون عن هذه الامة منذ عشرات السنين يدافعون عن هذه الامة.

نرى اليوم في هذه المعركة ان الطرف المقابل حاضر بقوة، العدو الاسرائيلي يحظى بكل اشكال الدعم المادي الاقتصادي التكنولوجي السياسي الاعلامي، اذا كان من صوت ما يجد مساحة واسعة يسعى لاسقاطه كما الحال مع قناة الميادين. حتى الصوت ممنوع هذا ما يقوم به المعسكر الآخر ، واسرائيل تعتبر انه من واجب العالم المستكبر ان يدعمها هو لا يمن عليها ولا يتصدق عليها، هي تعتبر ان هذا واجبه لانها تدافع عن مصالح في هذه المنطقة ودائما تطالبه مرة ب10 مليار دولار وهناك حديث عن مساعدات من اميركا 5 مليار دولار مساعدات عسكرية اي انهم يريدون ثمن الاتفاق النووي الايراني 5 مليار دولار مساعدات عسكرية وهي تستغل كل فرصة على هذا الصعيد. اذا المعسكر الآخر ليس مقصرا مع من يمثله في هذه المعركة اما معسكر الامة مع من يمثله في هذه المعركة كيف يتعاطى وكيف يتصرف؟؟ التقييم بشكل عام لمعسكر الامة تقييم سلبي، ولست بصدد جلد الذات، انما في صدد البحث عن الاسباب  وان نفتش عن العلاج بدون يأس، لأن المعركة باقية ومستمرة ولا تقف عند قيادات معينة او فصائل وحركات مقاومة معينة ولا عند جيل معين. وهي معركة الامة معركة تاريخية ويجب ان نبحث عن مسؤولياتنا في هذه المعركة،  امة المليار مسلم تتعاطى بطريقة سلبية وفاشلة مع هذه القضية.

الآن يمكن ان يقول لك احد الامة مشغولة باحداث سوريا ولبنان مشغولة بحاله والعراق مشغول بحاله وهناك حرب في اليمن وفي افغانستان وباكستان الخ….

قبل خمس سنوات او ست سنوات لم يكن هناك احداث في اغلب هذه البلدان، ولم يكن هناك تهديدات جديدة ولا حروب جديدة ولا جو طائفي ومذهبي حاد، ولا اتهام المقاومة بالتواطؤ في بعض الاحداث، وكانت اسرائيل موجودة وهم يقاتلونها في فلسطين او لبنان وهناك اناس يدعموهم سواء في سوريا او في ايران او اماكن اخرى، ماذا رأينا من العالم العربي والاسلامي في الاجتياح الاسرائيلي عام 82 و في الاجتياح الاسرائيلي الواسع في العام 1996على لبنان عناقيد الغضب ومجازر قانا المعروفة، في الـ2006 في حرب تموز، ماذا رأينا؟ نتكلم عن تعاطف كبير في العالم العربي والاسلامي ولكن ” لنقرشه ونحكيه بالارقام” ؟؟ هل نتكلم عن تعاطف؟ عال فلتأتوا لي عن تظاهرة في العالم العربي والاسلامي 100 الف ؟؟ 50 الف؟؟ هذا من ضمن المليار و400 مليون مسلم،  العدوان على عزة في العام 2008 الرهيب والقاسي وصولا الى الحرب الاخيرة، لم يكن هناك مشكلة، اين كان العالم العربي والاسلامي؟ ما عدا الذي كان له موقف شريف سواء قدم دعما ماليا او موقفا سياسيا او دعما عسكريا ، ولكنها محدودة في ظل امة المليار و400 مليون مسلم، هذا قبل الاحداث لكي لا يحتج احد ويقول ان الفتنة شملت عالمنا من المحيط الى الخليج ومن اندونييا الى… ، هكا كانت مقاربة الموضوع الفلسطيني للاسف الشديد

هذا الامر يتطلب وقفة. لا شك ان الاحداث الجديدة زادت الخسائر لأن كثيرين ممن كان يمكن ان يبذل جهداً سياسيا او اعلاميا او عسكريا او ماليا او دعماً لوجستياً لفلسطينيين شغلتهم معارك أخرى للحفاظ على الكيانات والوجود، هذا يتطلب وقفة سريعة

اين كنا نجد احيانا امام اي حادث تفصيلي في المنطقة، هناك من يقف ويهدد بالمليار مسلم وال400 مليون مسلم؟ فلسطين محتلة لماذا لم تهددوا بالمليار مسلم لنعالج هذا العار التاريخي الذي لحق بنا كأمة، ما هي الاسباب؟

1_ هناك اقتناع في العالم العربي والاسلامي لدى الكثير من الحكومات امتد الى الشعوب والى حركات اسلامية متدينيين واسلاميين يقول ان المسؤولية هي مسؤولية الشعب الفلسطيني والمسجد الاقصى، لا مسؤوليتنا، في السنوات الاخيرة وخاصة خلال العقد الاخير عمل على هذا الامر فكريا علميا ثقافيا مراكز دراسات وحتى وصل الامر الى التنظير الفقهي في مكان او آخر وهو لا يستند الى اي دليل شرعي حقيقي يحاول ان ينظّر على هذه الفكرة، وعلى الشعب الفلسطيني حل الامر بنفسه.

هناك الكثير من الناس والشعوب بات عندها قناعة ان لا تكليف شرعي او واجب ديني من جانبها ازاء فلسطين، هذا الامر الذي لدي انا ولديكم من البديهيات الواضحات هذا اجماع تاريخي منذ بدء الاسلام وحتى قيام الساعة ، ولكن  نتيجة التضليل خلال العقود من الزمن خاصة العقد الاخير لم يعد واضح ما يستلزم جهد علمائي للناس وثقافي

2-  هو اقتناع الناس ان اسرائيل لم تعد تمثل خطراً على الحكومات في لبنان وسوريا، وهذه القناعة موجودة عند الكثير من العامة والشعوب. اسرائيل تهديد لفلسطين فقط ، لم تعد خطرا على لبنان وسوريا والاردن آمنة ومصر آمنة وبقية الدول العربية هي بمنأى عن اي عدوان او طمع اسرائيلي

هذه القناعة للاسف صارت موجودة ليس فقط عند الكثير من الحكومات بل عند كثير من العامة ومن الشعوب ومن النخب.

هناك جانب موضوعي انه نتيجة تضحيات وانتصارات وانجازات حركات المقاومة في المنطقة الخطر الاسرائيلي تراجع مشروع اسرائيل الكبرى سقط، اسرائيل التي لا تستطيع ان تبقى في جنوب لبنان ولا تستطيع ان تبقى في غزة لا تستطيع ان تبني اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات انما اسرائيل القوية الجازمة المحتلة لفلسطين باستثناء غزة  لا تزال موجودة وتشكل خطراً وتهدد شعوب المنطقة وحكومات المنطقة وتستفيد من كل الفرص القائمة.

اسرائيل لها اطماع واهداف خطرة وهذا ايضا يحتاج الى جهد سياسي وثقافي واعلامي على عاتق العلماء والقوى السياسية ووسائل الاعلام والنخب، ما الذي يجعل الانسان يتحرك اما الوازع والدافع الاحساس بالتكليف او الواجب سواء كان ديني او وطني او قومي او اخلاقي او الاحساس بالخطر، نحن وصلنا اليوم ان ما يحيط بفلسطين ليس فيه قناعة بالمسؤولية بالواجب او التكليف كما لم يعد لديه احساس بالخطر

هناك جزء من اللبنانيين مقتنع ان اسرائيل لم تعد تشكل خطرا او تهديدا على لبنان وان المقاومة تأخذ هذا الموضوع فقط كذريعة للاحتفاظ بسلاحها ، اذا هذا نموذج مما هو موجود في منطقتنا

3_ الاشتباه في معرفة العدو والصديق، والانسياق خلف الارادات الدولية فيما تختاره لنا من اعداء واصدقاء وهنا موضوع اسرائيل وايران.

4_ الاشتباه في فهم الاولويات وتشخيص الاولويات وتحديدها مما جعل الكثيرين يتيهون ويغرقون في ملفات وصراعات خطيرة جدا وبعيدا عن المعركة الاساسية وهذا ما نراه اليوم وامس وللاسف يحضر امامنا بقوة

الانسان يتألم عندما ينظر من حوله ويرى كيف انه كيف في الماضي استطاعت هذه الامة ان تنهض  وترسل آلاف  المجاهدين الى افغانستان لتحريرها من الاحتلال السوفياتي وتقدم امكانيات هائلة  وتنفق اموال طائلة من الحكومات والاشخاص من جيوبهم وممتلكاتهم وتوفر وسائل  تعبئة على امتداد العالم الاسلامي، ولم يحصل هذا من أجل فلسطين، حتى المعركة في افغانستان اجتذبت اليها فلسطينيين ، لكن هذا لم يحصل لفلسطين لماذا؟ اليس هذا سؤال كبير يحتاج الى تأمب ووقفة واجابة، هل افغانستان مقدسة اكثر من فلسطين، لاشك انها قضية حق، ولكن هنا قضية حق وهنا قضية مقدسات  وهنا تهديد لكل الامة.

اليوم ايضا  في سوريا والعراق واليمن وليبيا حيث الحروب الواسعة، هناك اسلحة واموال طائلة مليارات الدولارات تنفق تنفق اموال حكومية وشخصية وفتاوى تصدر وعمليات استنهاض هائلة جدا، لماذا لا يحصل هذا لفلسطين؟ اذا احصينا العمليات الانتحارية  ولا اقول الاستشهادية منذ العام 2003 ضد الشعب العراقي سنة وشيعية وكرد وغيرهم ومساجد وحسينيات وكنائس واسوا واضرحة … وفي افغانستان وباكستان وفي سوريا وفي نيجيريا والعام الماضي في لبنان واليمن واماكن اخرى من العالم ولو احصيناها واتينا بهؤلاء الشباب الذين يجب ان نبكي عليه بدل الدموع دما لانهم خسروا الدنيا والآخرة لو جئنا بهم وبهذا العدد من العمليات، كانت كافية لازالة اسرائيل من الوجود الا انها استخدمت لتدمير شعوبنا ووعينا وبلداننا وعواطفنا تجاه بعضنا البعض حتى لتدمير ومواقفنا تجاه القضية المركزية اي قضية فلسطين. الا يستحق هذا الواقع الوقوف من اجل التأمل والدرس البحث عن العلاج

5_ الاسوأ من كا ما ذكرت،  هو العمل في العقود الماضية لكن في السنوات الاخيرة ازداد اكثر من اي وقت مضى، على ايجاد حالة عداء واسعة لدى عدد من الشعوب العربية والاسلامية تجاه الشعب الفلسطيني. بدل ان يتركز بعض الجهد الرسمي  العربي والاعلام العربي حالة تعبوية تنتج عداءا لاسرائيل، قام بتحويل الشعب الفلسطيني الى عدو، او خصم او الى حد ان  هذا الشعب لا يعنينا بشيء، وان تصل الشعوب العربية والاسلامية الى نقطة تشعر انها غير مبالية بمصير شعب.

عمل في السنوات الماضية ان هذا الشعب يهدم داره وبيوته ونجد شتامين وشماتين في العالم العربي والاسلامي.  وهذا في الجانب العاطفي والبنفسي عن اي شيء يعبر وانشغل على هذا الموضوع وتم استغلال احداث وانا لا اريد ان احمل مسؤوليات وانما اتحدث عن النتائج ولا احد ياتي ويقول اليوم ان السيد آتي من اجل ان يحاكم ويحمل مسؤوليان ويقول ان فلان غلط وفلان لم يغلط لا ، لا احاكم انما اسرد نتائج، وفي نهاية المطاف  وفي بداية السبعينات قدم الشعب الفلسطيني على انه عدو للاردن وللشعب الاردني وما من شك ان هناك مؤامرات واجهزة مخابرات وكله يساعد على كله . في لبنان حدثت حرب اهلية في لبنان تحت العنوان الفلسطيني  وتحولت المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني واللفصائل الفلسطينية  الى عدو بمعزل عن الاسباب وهو بحث ثاني لا الاسرئيلي ليس العدو والفلسطيني هو العدو وايضا  في مرحلة من المراحل ونتيجة أخطاء وفي الحرب العراقية الايرانية هناك من عمل على تحويل موقف ايران الى موقف عدائي باتجاه الشعب الفلسطيني  مستغلين بعض      الاخطاء ان فلان وفلان ايد صدام حسين ودعم صدام حسين بحرب الثماني سنوات على ايران  . في موضوع الكويت، دفّع الشعب الفلسطيني ثمن عاصفة الصحراء وغزو الكويت واحتلال الكويت صح غلط من المسؤول بحث ثاني لكن اي شيء سواء خطأ ام لا كان يستغل لتحويل الشعب الفلسطيني الى عدو لاخراجه من وجدان هذه الشعوب من قلوبها من عاطفتها من اهتمامها من  عاطفة الشعوب ومن دائرة المسؤولية فيها وهذا الان يعمل عليه اليوم يعني قبل الاحداث الاخيرة معروفة ان اكثر الدول او الشعوب بالحد الادنى التي كان ما زال لها موقف باتجاه فلسطين وحركات المقاومة سوريا العراق اليمن والشعب اليمني شعب البحرين الخ ولكن ما ذا يفعل اليوم في هذه السنيين عما ينعمل ايضا ولكن لن ادخل في التفصيل لان الموضوع يلزمه دقة وانا حريص

حريص على الا اثير حساسية احد انما اثارة الانتباه لمن تبقى مع الشعب الفلسطيني من اللبنانيين والسوريين والعراقيين والايرانيين واليمنيين وغيرهم ، ان هذا الموضوع ليس موضوعكم وانتم مشتبهين به وهذه ليست معركتم ومعركتم هي حيث يتعرض وجوداتكم للخطر وهذا الذي يعمل عليه الان وهذا اخطر شيء الان . كنا في الحروب السابقة التي تشن على غزة او فلسطين، نلاقي دموع ودعاء الا انه في الحرب الاخيرة وجدان في الوسائل الاعلامية الشماتةبل تجرا البعض ووصلنا الى حد من يخاطب نتانياهة بالقول اسحقهم واذبحهم واقتلهم وهذ      ا مستوى كبير وهائل من الحقد تم الوضول اىيه  وهذا عامل كبير وخطير يجب التوقف عنده وهناك  مشولية على الفسطيينين وعلى غير الفلسطيين وعلى غير الفلسطيينين مثلنا نحن على الشعوب العربية والاسلامية الا نجامل في هذا الامر وان نرفضه وان نقدم حقيقة الشعب الفلسطيني الشعب المظلوم الشعب المضطهد الشعب ال    ذي تحمل لعقود طويلة آلام الامة والذي يعيش في العراء وهذا البعد الاخلاقي والانساني والجهادي التاريخي الذي يمثله الشعب الفلسطيني هو الصورة التي  يجب ان نقدمها. وفي المقابل الاخوة الفلسطينيون معنيون بالانتباه والاحاطة بالمعطيات والعمل الى الحد من الخسائر لانه في نهاية المطاف هم في طليعة المعركة وهم الخ الامامي وا     ذا لم يكونوا هم في المعركة هذه المعركة لا يمكن ان تصل الى نتيجة مهما كان المساعد واالداعم

المسألة الاخيرة هي العمل الدؤوب على الفتنة الطائفية والمذهبيةوهي من الاخطار الكبر وهناك مزاج عام عند مسيحيي العالم العربي والشرق عموما المزاج العام هو مزاج مؤيد للقضية الفلسطينية ويقف الى جانب فلسطين ويعتبر اسرائيل عدوا، الا ان ما جرى اي السنيين الاخيرة حول هذا المزاج العام واعطه بعد طائفي للمعركة واصبح الذي يمثل تهيد للمسيحييح بات من يمثل تهديدا للمسيحيين هم المسلمون وهذا اكبر خطر وبعد لحد الان لم يجاهر احد بهذا الموضوع وفي وقت من الاوقات قد يجد في اسرائيل حليفاً بوجه هذا الخطر التكفيري الذ   ي لا يفرق بين اسنان واخر وال ذي لا يعطي لاحد نفس ان يفكر او يراجع او نفس كي يقف وايضا  في البعد المذهبي ومحاولات تحويل ما يجري في المنطقة الى صراع سني-شيعيي ياكل الجميع ويستنزف الجميع وهذا يحتاج الى جهد وفي نهاية المطاف انا مع ما يقترحه تشكيل اطار ما يمكن للاتحاد العالمي للمقاومة، ان يبادر هو اتحاد العلماء ان يشكل اطاراً  تشارك فيه حركات المقاومة وقوى اخرى ومراكز دراسات نتحدث عن الاسباب ونضع وسائل للعلاج،ونعم نستيطع ان نعالج وان نبذل جهد قد لا نستطيع ان نستقطب الامة الى هذه المعركة الا اننا نقبل بالخمس،  ولو استقطبنا اي جزء من اجزائها هو افضل من الواقع المر والاليم والقاسي الموجود حاليا ويمكننا ان نعمل وانا لااعتقد ان ه        ذا حيتاج الى جهد طويل كلنا في قلب المعكطرة . كلنا في قلب المعركة  ومؤتمرات كثيرة عقدت في الماضي وناقشت هذه الامور ويمكن ان نصل الى محصّلة ونوزع المسؤوليات على الحكومات والحركات والشعوب والنخب ووسائل الاعلام,.نستطيع ان نبذل جهودا وفي الحد الادنى اذا لم نربح احد فلنحد من الخسائرانا ادعي انه اذا استمرت الامور كما هي الان نحن نواجه المعركة الاساسية المركزية تواجه خسائر ويجب ان نعمل في الحد الادنى من اجل الحد من هذه الخسائر

في الختام ايها الاخوة والاخوات وامام هذه التضحيات العظيمة ندعو الى مساندة حقيقة لهذه الانتفاضة بعيدا عن التعبئة السلبية والصراعات المستجدة والخلافات والنزاعات . هذه الانتفاضة يجب ان نظر اليها بحق وهي  مؤهلة في الحد الادنى للدفاع عن المسجد الاقصى والمقدسات في بيت المقدس وقد لا تسطيع ان تحرر فلسطين ، ويمكن لهذه الانتفاضة اذا دعمت واسترت ان تفرض على حكومة العدو ورعاته وسادته ان يبتعدوا عن المسجد الاقصى  وان يتجنبوا المسجد الاقصى وان لا يستمروا في تهديد هذا المقدس الديني والاسلامي ومسؤولية حفظ المقدسات هي مسؤولية الامة ويجب الا نقصر في اي جهد لتستمر هذه الانتفاضة وتحقق الحد الادنى من الاهداف فضلا عن الاهداف الدائمة والمفتوحة في المعركة المفتوحة ونحن  نثق بالله وبوعده الصادق، ان هذا الصراع نهايته هو الانتصار الحتمي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السابق
من هم علماء القلمون، ولماذا استهدفوا وما علاقة ملف العسكريين؟
التالي
الخلاف الايراني السعودي الى الاعلام.. فهل تدفع «الميادين» الثمن؟