«مصير الأسد» يفجّر الخلاف بين ايران وروسيا

الأسد بين ايران وروسيا
تصريح إيراني مفاجىء ولافت ضدّ الحليف المفترض لمحور الممانعة، الحليف الروسي الذي دخل مؤخرًا المستنقع العسكري في سوريا لمساندة نظام بشار الأسد، ولكن بحسب تصريح المسؤول الإيراني أنّ التدخل الروسي في سوريا ليس حفاظًا على نظام الأسد كما تفعل إيران بل من أجل مصالحها الخاصّة.

يبدو أنّ أنباء تضارب المصالح بين الطرفين الروسي والإيراني في سوريا بدأت تخرج إلى العلن، وهذا ما ظهر في التصريح الأخير للقائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي الجعفري، الذي شكك في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد، متهماً روسيا بالبحث عن مصالحها في سوريا.

جعفري اعتبر أن روسيا التي جاءت أخيراً إلى سوريا للدعم العسكري، تبحث عن مصالحها، ولا يهمها بقاء الأسد كما تفعل إيران. وأضاف: «روسيا موجودة هناك الآن وربما تكون مجبرة على البقاء لأسباب أخرى».

إقرأ أيضاً: بشار الأسد يبايع قيصر روسيا… أين إيران؟

lمؤتمر فيينا 2 حول سوريا

إذًا يبدو أن العلاقة بين الطرفين الروسي والايراني بدأت بالتوتر، وواضح أن مؤتمر فيينا (1) قد أقر الفترة الزمنية لبقاء بشار الأسد على رأس النظام السوري كما تقول العديد من وسائل الاعلام العربية والغربية، وهذا ما وصل إلى مسامع ايران عند مشاركتها في فيينا (2) الاسبوع الماضي، ويبدو أن استدعاء الأخيرة لهذا المؤتمر هو لإعلامها بالمقررات وضمان تنفيذها، وهذا دليل على استلام الروس للورقة السورية خصوصًا بعد ذهاب قائد قيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني إلى موسكو، والذي ناشد خلالها الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إنقاذ نظام الأسد الذي بدأ يتداعى خصوصًا بعدما ظهر الفشل الايراني في مساندة النظام حتى النهاية، مع ارتفاع منسوب الخسائر البشرية للحرس الثوري الايراني، وبداية انهيار الجيش السوري على أكثر من جبهة خصوصا جهة جبهة اللاذقية الخطيرة على معقل الأسد، وكذلك توقف زخم انتصارات حزب الله في سوريا وتحولها الى هزائم مع فقدانه للمئات من مقاتليه وكوادره، وعجزه الميداني الذي ظهر في الزبداني في عدم قدرته على السطرة عليها بعد ثلاثة أشهر من مهاجمتها دون جدوى…

لقمان سليموتعليقًا على هذا التصريح قال مدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق لقمان سليم لـ”جنوبية” أنّ «هذا التصريح جاء بعد مؤتمر فيينا الذي عقد كإخراج للأزمة السورية، ويبدو أن هناك إرادة دولية، لذلك جمع مؤتمر فيينا جميع التناقضات على طاولة واحدة لكي يحدّد دور كل دولة في الحلّ والتنازلات المطلوبة منها».

وأضاف سليم «من الواضح جدًا أنّ روسيا ليست لديها أيّة مشكلة بالتخلي عن بشار الأسد عندما يحين الوقت وشطبه من المعادلة السورية. وفي الأشهر الماضية وقبل التدخل العسكري الروسي في سوريا، كان هناك مسعىً روسيّاً لتشكيل قيادة بديلة عن قيادة الأسد، وخير دليل على ذلك رحلة بشار الأسد إلى موسكو والتي كان وحيدًا فيها، حتّى أنّ كل الصور التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمر بوتين في موسكو كانت ثنائية لا ثالث لهما، وكان واضحًا أن هذه الرحلة كانت بمثابة التحضير للمرحلة الجديدة».

وتابع «المصالح الإيرانية تختلف عن المصالح الروسية، فالإيراني يرى في بشار الأسد مؤسس الدولة السورية ويجب بقاءه على رأس النظام، أمّا الروسي فكان واضحًا أنّ لا مشكلة لديه في التفاوض على الأسد».

وشرح سليم ان «التباين يتضح بين الروسي والإيراني في التفاهم العسكري الروسي الاسرائيلي، فهناك وعود روسية لإسرائيل خصوصًا فيما يتعلق بالتمدّد الايراني وحزب الله في سوريا، ولكن يبدو أن روسيا لم تستطع تنفيذ هذه الوعود والدليل الغارة الاسرائيلية الأخيرة السبت الماضي على سوريا».

إقرأ أيضاً: روسيا تقضم أصابع إيران وحزب الله…

ورأى سليم أنّ «كل هذه المؤشرات وغيرها حوّلت الإشكال الصامت بين روسيا وايران الى اشتباك كلامي وذلك بسبب مصير النظام الذي يرأسه بشار الأسد».

وعن امكانية تطور الخلاف بين روسيا وايران خلص سليم في النهاية الى القول «طالما أن الحرب السورية مستمرة سيبقى الاشتباك موضعي، فالمصالح المشتركة بين الطرفين ستغلب على الخلافات. وسيلجأ الطرفان الايراني والروسي الى اعادة تصويب العلاقات بينهم».

السابق
بالصور: الحداد على ضحايا الطائرة الروسية في جميع أنحاء العالم
التالي
مروحية يونانية انتشلت ليلاً 26 مهاجراً لبنانياً وسورياً من المياه قبل غرق قاربهم