حزب الله وداعش حدّا «مغناطيس»… ويتبادلان الأدوار

حزب الله داعش
بالإتفاق أو بالذات أو بقصد قاصد، فكر داعش وحزب الله في هذه البيئة قديما وسابقا لكل محدث موجود. هؤلاء كقطعة المغناطيس المنقسمة، أصلهما واحد لكنهما اليوم حدّان متقابلان متنافران يتبادلان الأدوار.

قد يكون أجدى بالحركات العقائدية التي تمثل حقلاً مجتمعياً أن تتّحد بدل أن تتناحر لإدراك راسخ بأنّها جميعاً سواسية كأسنان المشط لا فرق بينها، ولا فضل لواحدة على أخرى، إلاّ بحجم سطوتها ومدى سلطتها على كم الناس المتواجدين على جغرافيا معينة من هذا الكوكب الدوار، الذي يدور حول نفسه دوراناً يلغي معه أي معنى أو ضرورة لمعرفة البداية من النهاية أو أي حاجة لإستنباط نقطة الإرتكاز إذ إن كل نقطة في الدائرة تعتبر من دون ذلك كذلك.

اقرأ أيضاً: شمّاعة داعش التي يعلق عليها حزب الله معاركه الحقيقية

فكرة المجتمع الماضوي التي تدعو إليه الدولة الداعشية والخلط بين الإيمان والسلطة الذي يمارسه حزب الله ويعتبره واحداً كما وإعتماد قاعدة الإرتداد والتخوين عند كليهما ومثلها الإقرار بمبدأ التقليد وإتقان لغة التكليف، والإغلاق على حرية التفكير وتمكين حراس العقيدة وتسليحهم كلها صفات تجمع بين المتضادّين صورياً المتشابهين بالتركيب.

إحتكار الحقيقة إحتقار للعقل وهي عند كليهما كمثل السطو على الأفكار، وقرصنة النظريات، ومصادرة العلوم ونسبها بسهولة إلى الذات وهو ما يبهر في العادة البسطاء المستسلمين ويفرح لها المؤمنون الخاضعون الراكعون الساجدون المضحون بأنفسهم للعقل المسيطر بفعل القوة المكتسبة الممنوحة له بالمنتقى من النصوص التي لن تغيّر في المضمون شيء.

حزب الله داعش

هؤلاء كقطعة المغناطيس المنقسمة، أصلهما واحد، لكنهما اليوم حدّان متقابلان متنافران يتبادلان الأدوار. أما السؤال عن السبيل إلى الخروج من حقلهم، فجوابه مناط بتأثير الدوران التابع للزمان والخاضع لجاذبية الأفلاك تماماً كما هي الشمس مع الهواء تشتد حرارته في وجدها ويبرد عندما تخبو.

تلك التركيبة الإستثنائية الشاخصة أبداً امام ناظرينا أتت من دون شك من عقل فاسد (أي قابل للموت)، وهي ستفسد، ومن الطبيعي (أي المسلم به) أيضاً أنه سيظهر مجدداً ما هو موالف أكثر منها ينقض على المخالف المتكاثر بعشوائية فيها، يحطم أيقوناتها ويجعل منها إذا حالفها الحظ ديناصورات منقرضة مقزمة مناسبة لتقبع بين السطور في نص داخل كتاب على رف مكتبة، أما إن إستحال حصول ذلك أو عجز عن فعله التقطير، لزم وجود طوفان وسفينة كالتي كنت في غابر الأزمان.

اقرأ أيضاً: حزب الله يتبنى خطاب داعش ويسير على خطاه

لا يمكن أن يوصف هذا الأمر إلا انه مساواة بالمفاسد بين العقول الفاعلة التي ما عادت تستطيع معها صبراً العقول الصغيرة المنفعلة، ويقيناً فإنه لن يقدر على استيعابها إلا العقول المفارقة للجسمانية السابحة وراء الغلاف الأوزوني المحيط بكوكب إسمه الارض.

السابق
بالفيديو: تعرفوا إلى قبو يوم القيامة!
التالي
نجل الوزيرة شبطيني في ذمة الله