بشار الأسد يبايع قيصر روسيا… أين إيران؟

بوتين بشار الاسد
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد القصيرة للكرملين في موسكو، هي بمثابة توجيه رسائل سياسية روسية عدة وجادة للمجتمع الدولي بشكل عام، وللعرب بشكل خاص، ولإيران تحديداً، مفادها بأنه ممنوع اللعب على حساب المصالح الإستراتيجية الروسية العليا في سورية، وأيضا بمثابة إفهام أن سياسة روسيا وعلى رأسها الرئيس فلادمير بوتين ستبقى داعمة للنظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.

لم يمض على التدخل الروسي في سوريا مدّة شهر بثقله السياسي والعسكري، حتى غادر الرئيس السوري بشار الأسد على متن طائرة عسكرية روسية سرا ً مطار اللاذقية الى العاصمة موسكو زائرا ً نظيره الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وهذه الزيارة هي الأولى للرئيس السوري بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 إلى روسيا.

اقرأ أيضاً: كيف يقرأ اللبنانيون التدخل الروسي المستجد في سوريا

وبعيداً عن التكهنات السياسية حول هذه الزيارة والقضايا التي جرى التطرق إليها خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيسين، وبغض النظر أيضا عن أهدافها، تأتي الزيارة هذه بالمرتبة الأولى للشكر والامتنان وتقبيل اليدين بسبب عدم تخلي مخالب الدب الروسي عن النظام البعثي حتى الآن.

ليس هذا وحسب، فزيارة الرئيس الأسد إلى قلعة السياسة الروسية في الكرملين تأتي أيضاً من أجل مبايعة قيصرها فلاديمير بوتين على حساب ملالي طهران، مقابل تقليم أظافر نفوذ طهران العسكري والسياسي والديني في سورية، خصوصا ً بعدما شعر الأسد مدى فشل إيران الذريع وأتباعها في “حزب الله” بالقضاء على الثورة السورية. ما سبب أيضا ً بنتائج عكسية غير محسوبة ترجمت من خلال انتصارات عسكرية كبيرة للمعارضة السورية المسلحة في الجبهات على حساب النظام.

وبعد عودة الرئيس بشار الأسد الى سورية، أوعز الأسد الى مناصريه وشبيحته وإلى أجهزة استخباراته في بعض المناطق السورية بإجبار المواطنين بالنزول الى الشارع ضمن مسيرة تأييد وشكر للرئيس بوتين وبالخط العريض “شكراً بوتين”، “شكراً روسيا”.

“حزب الله” بقيادة أمينه العام السيد حسن نصرالله، والحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وبعدما انهكت قواتهما العسكرية داخل الوحول السورية مما أسفر عن مقتل لا يقل عن 1000 قتيل للحزب بينهم عشرات الكوادر العسكرية الكبيرة من قوات النخبة، وخسارة عشرات الضباط الايرانيين الكبار ايضا وعلى مستوى رفيع من قياديي الحرس الثوري، ناهيك عن الإمدادات الايرانية المالية الضخمة والسلاح الثقيل وآلاف المقاتلين الشيعة بعد جلبهم من العراق ولبنان لمساندة نظام بشار الأسد. بالمقابل الرئيس الأسد لم يزرطهران من اجل شكر قياداتها المعممين على كل ما قدموه له من المساعدات، والتي ما زالت مستمرة إلى الآن.

أمّا في لبنان وبمناسبة اليوم الاخير من احياء مراسم “عاشوراء” واجوائها داخل الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وتحديدا ً من امام مجمع سيد الشهداء، ثلاثة أمور مهمة حصلت خلال مراسم “عاشوراء”:

الأول: الظهور العلني الثاني للسيد حسن نصرالله أمام الجماهير من دون زجاج عازل للرصاص، وبخطابه الناري ضد المملكة العربية السعودية بعد اتهامه لها في استباحة دماء اليمنيين وقمع البحرينيين.

السيد حسن نصر الله

الثاني: تم تحويل ذكرى “عاشوراء” من قبل المحتشدين المشاركين في المراسم، من ذكراها الانساني من أجل الامام الحسين، إلى الشتم العلني عن طريق الهتافات الموت لآل سعود. أمّا الأمر الثالث فهو غياب الخطاب العدائي ضد إسرائيل.

اقرأ أيضاً: كربلاء القضيّة.. لا الفتنة

كما كان لافتًا ايضا ً في مراسم ذكرى “عاشوراء”، أسلوب التحدي والإستفزاز المعتاد الذي يتبعه “حزب الله” ضد لبنان شعباً ودولةً، بعد عرضه لسيارات ذات دفع رباعي مموّهة بغبار المعارك، تماما كمشهد سيارات “الدواعش”، وايضاً لبعض المجموعات المسلحة التابعة له، وأناقة زيّهم العسكري ضمن دائرة دولة “جمهورية الضاحية المتحدة” داخل دولة لبنان.

السابق
آيفون 7 سيفاجئ العالم..
التالي
بالفيديو: الامير السعودي ومرافقوه الموقوفون بتهمة محاولة تهريب طنين من حبوب الكابتاغون المخدرة إلى السعودية