النفايات على طاولة الحوار وسلام عند تهديده بالاستقالة!

نفايات لبنان
تنعقد جلسة الحوار الوطني السادسة اليوم، على ضفاف السيول ومجاري المياه التي حملت أطنان النفايات إلى الشوارع والأحياء، في مشهد استحوذ على كل الإهتمامات، خصوصاً مع تهديد رئيس الحكومة تمام سلام بوضع النقاط على الحروف، وتهديد وزير الزراعة أكرم شهيب بالتخلي عن الملف، وعليه بدا أن الملف عاد الى صدارة الإهتمامات وتقدم على بند رئاسة الجمهورية الذي كان من المفترض أن يطرح على طاولة الحوار.

على الرغم من سيل التحذيرات الوطنية والبيئية والصحية من مغبة عدم تدارك الموقف قبل فوات أوان الصيف وهبوب العواصف الماطرة، وقع المحظور بالأمس وهطل “الخطر” على اللبنانيين متسبباً بمشهد سريالي موبوء تحت وطأة العاصفة التي يصحّ القول فيها إنها “هبّت مرّتين” على البلد مع ما خلفته من فيضانات ونفايات عابرة للشوارع والأحياء في العاصمة والمناطق.

وكالعادة، غرقت بقايا الدولة في برك المياه والعجز، مع فارق جوهري هو ان الفضيحة المبللة امتزجت هذه السنة بأكياس “النفايات البرمائية” التي جرفتها الامطار في كل الاتجاهات، في مشهد معيب وصادم لم يسبق له مثيل، وينطوي على الكثير من المخاطر الصحية والبيئية. والحقيقة ان الامطار الغزيرة لم تجرف فقط أكوام القمامة، بل أخذت معها أشلاء الدولة المفككة والمتحللة التي مضى عليها أشهر وهي تتخبط في ازمة النفايات التي سرت عليها المعايير الطائفية والمذهبية المعتمدة من قبل الطبقة السياسية تقليدياً في التعامل مع كل شاردة وواردة في هذا النظام، حتى باتت المطامر تخضع لقاعدة 6 و6 مكرر، فيما تبدو النفايات أكثر “علمانية” مع اجتياحها كل المناطق من دون تمييز بين انتماءاتها.

الحراك يتحرك

طلعت ريحتكم

ولعل “الغزوة البرمائية” يجب ان تعيد تحفيز الناس على الانخراط في الحراك المدني الذي يبقى، برغم كل الملاحظات عليه، الفرصة الوحيدة وربما الاخيرة للضغط والإنقاذ. وكان لافتا للانتباه أمس ان بعض الناشطين في الحراك كانوا اسرع من الاجهزة الرسمية في محاولة الحد من خطر تمدد أكوام النفايات الى نهر بيروت (منطقة الكرنتينا) الذي يشهد أكبر عملية تكديس عشوائي لأكياس القمامة على ضفافه! ومن ثم تجمع مجموعات أخرى من الحراك في ساحة رياض الصلح وبعدها أمام دارة الرئيس سلام في المصيطبة ، وهدد الناشطون بتصعيد تحركهم محددين الخميس المقبل ايضا مهلة نهائية لحل ازمة.

الكوليرا تقترب

مياه وسخة

الأضرار الصحية والبيئية التي نتجت عن تبعثر القمامة المكدّسة في الطرق “لم يعد يمكن تداركها بل التخفيف من ضررها نتيجة الترسّبات والتأثير على المياه والمزروعات” كما أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور في سياق إعلانه إجراءات ستتخذها الوزارة “لتفادي الأسوأ”. ورصدت عدة مواقفه حذرت من انتشار الأمراض:

– تخوفت المتخصصة في الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة زينة كنفاني عبر “السفير” من إمكان تلوث المياه الجوفية بمياه الأمطار التي تحمل معها رواسب النفايات. وحذرت من انتشار بعض الجراثيم.

– حذر الأستاذ في العلوم الجرثومية في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتور نبيل حداد عبر “السفير” من خطر ظهور داء “الكوليرا” في حال دخول أحد المصابين به إلى لبنان. وقال ان ارتفاع حرارة الطقس بعد انحسار الأمطار يساهم في تكاثر الجراثيم لا سيما البكتيريا المسببة للتيفوئيد.

إقرأ أيضاً: شهيب يمهل حتى يوم الخميس

النفايات تفرض نفسها على طاولة الحوار وسلام عند تهديده

نفايات

تمثلت انعكاسات كارثة النفايات في انها باتت تهدد جديا، وأكثر من أي وقت سابق، مصير الحكومة الذي يبدو انه متجه فعلا الى الحسم هذا الاسبوع بدءا من مجريات جلسة الحوار اليوم في مجلس النواب التي قيل فيها انها ستكون جولة انقاذ الحكومة انطلاقاً من كارثة النفايات التي انقلبت الى البند الطارئ العاجل الذي سيتقدم بنود الحوار، والا فان تلويح سلام والوزير شهيب بمهلة الخميس موعداً نهائياً “لرمي القفازات” في وجوه الجميع سيغدو أكثر من مجرد تلويح بل اجراء بقلب الطاولة الحكومية.

 

نبيه بريبري والموقف الصارم

وعلمت “الجمهورية” أنّ بري سيكون له على طاولة الحوار أيضاً موقفٌ صارم يدعو إلى تنفيذ خطة معالجة النفايات باستخدام القوى العسكرية والأمنية إذا اضطرّ الأمر، آخذاً مثلاً ما حصَل في مدينة نابولي الإيطالية لمعالجة أزمة نفايات نشأت فيها. مستغربًا كيف أنّ الدولة لا تستطيع التصرّف بأراضٍ ومشاعات تملكها لإقامة مطامر للنفايات، وتتراجع عن ذلك بفعل اعتراض مِن هنا وهناك، إلى درجة أنّه سخرَ من بعض الذين يتصرّفون على أساس أن يكون هناك “مطمر شيعي” مقابل “المطمر السنّي”، فيما قضية النفايات هي قضية وطنية بامتياز.

لا جواب من “حزب الله”..

إلى ذلك، قالت “المستقبل” إن اللجنة الفنية المختصّة لا تزال تنتظر جواباً إيجابياً “لم يصل بعد” من جانب “حزب الله” حول موقع طمر النفايات في البقاع الشمالي ما يعوق اكتمال خارطة المطامر الصحية مناطقياً ويحول تالياً دون تطبيق الخطة الحكومية المتوازنة لمعالجة الأزمة.

إقرأ أيضاً: تمام سلام يهدد مجددا: سأبق البحصة.. وشهيب مثله: الخميس سأطفىء محركاتي!

السابق
استقالة وزراء الكتائب عادت إلى الطاولة
التالي
والحشا شعبنا نايم…