هل أسقطت واشنطن صواريخ روسيا في إيران؟

صواريخ روسيا
احتماﻻن طرحا عسكريًا وسياسيًا لسقوط الصواريخ الروسية في إيران. الأوّل:عطل تقني وهذا خطير، لأنه من دولة جبّارة ويترتّب عليه معطيات خطيرة تطال قدرة موسكو وخطتها في الشرق الأوسط. الثاني: أن تكون موسكو قصدت إنزال الصواريخ في إيران لترسم حطوطًا حمراء لمصالح إيران بعد الإتفاق النووي مع الشيطان الأكبر. ولكن أحدًا لم يطرح الإحتمال الأصعب وهو أن واشنطن هي التي تحكّمت بمسارات الصواريخ…

انتهت العرّاضة الروسية، وانتهت معها سياسة القوة العابرة للقارات، وهذا يعني احتمال وقوع الإحتمال الأصعب وهو إمكانية أن تكون واشنطن قد تمكّنت من الدخول على البرمجة الإلكترونية لمنظومة الصواريخ الروسية العابرة والتحكم بمساراتها.

وهذا يعتبر خرقًا خطيرًا تترتب عليه نتائج مرّة أقلها أنّ واشنطن قالت عملانيًا لروسيا: انتهت اللعبة، وأن كل الترسانة الصاروخية الرّوسية ﻻ تساوي شيئًا. ومن الملاحظ أنّ واشنطن هي التي أعلنت الخبر قبل ساعات من التعليق الروسي الذي لم يُكذّب الخبر ولم ينفِ سقوط الصواريخ وخروجها عن مساراتها، إنما أعلن أنها وصلت أهدافها. وكان النفي الإيراني خجوﻻً وعامًّا، ولكن الملاحظة الأخطر أن عرّاضة الصواريخ توقفت عمليًّا.
روسيا في سورياإنّ موسكو أرادت من خلال استعراض القوة إيصال رسائل واضحة إلى من يعنيهم الأمر. إنها تسيطر على المياه الدافئة، وترسم خريطة جديدة في المشرق، أو أقله تثبت حصتها التاريخية لاستكمال اتفاقات سايكس-بيكو- سازانوف. والأخير كان وزير خارجية روسيا في الثلاثي الوارث لتركة الرجل المريض عشية نهاية الحرب العالمية الأولى في محادثات القاهرة (1916). ولكن اندﻻع الثورة البلشيفية شغل روسيا وحال دون وضع يد روسيا على حصتها في الدردنيل والبوسفور والتحكم بحركة الملاحة، والتدخل الروسي الحاسم هو الذي حال دون تنفيذ أنقرة عمليًا لتنفيذ منطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية.
ألآن تغيرت قواعد اللعبة ومعها الإشتباك السياسي، خصوصًا بعد وقف فورة استعراض القوة. وهو ما سيترتب عليه آثار جديدة، جعلت واشنطن مرتاحة للنتائج وأجهضتها بدون إطلاق رصاصة واحدة، وإذا ما ثبت ذلك الخرق الأميركي لمنظومة مسارات الصواريخ الروسية فإن التدخل الروسي تحوّل إلى تورّط لن يجر على موسكو إﻻ مزيدًا من الخسائر السياسية والمادية.

روسيا في سوريا
وما أزعج إيران هو تدخل موسكو في تفاصيل الحرب السورية كتجميد “اتفاق الزبداني“. وإبعاد إيران وميليشياتها اللبنانية – العراقية – الإيرانية عن التدخل في مناطق ونقاط في الداخل السوري. كانت تعتبرها طهران مكاسب ونقاط قوة.
واشنطن مرتاحة للتورّط الروسي، وأكثر للتدخل التقني لتحويل مسارات الصواريخ العابرة، والذي يتحكّم في المسار التقني – العسكري يتحكم بالمسار السياسي، وقد ظهرت هذه النتائج سريعًا.
· توقف القصف الصاروخي من قزوين.
· روسيا تبحث بالحل السياسي، بدون تشديدها على التمسّك بالأسد الإبن.
· الوقوف على رأي المملكة العربية السعودية.
· القول صراحة: ﻻ نريد التورّط بحرب دموية وطويلة في سورية.
هل تكون تلك من النتائج الأولية لخرق أميركي أنهى خطة القبضة الحديدية للدب الروسي؟ إذا توقف القصف الصاروخي القزوين، وسكت فإنه هذه المرة سيسكت طويلاً، وسيشكل بداية لهزيمة عسكرية – سياسية لموسكو لن تقتصر نتائجها على وقف الهبّة الروسية في الإقليم وحسب، بل ستنهي هذا الدور نهائيًا. وستنتهي لعبة حافة الهاوية، وأخذ الأمور إلى ضرب سقف، وستجنح موسكو بعد عياء إلى الإنكفاء تحت وطأة الضغط الإقتصادي إلى الداخل، وسيعود الدب إلى مخبئه من جديد.

إقرأ أيضاً: إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ

السابق
ميركل تتوجّه إلى تركيا الأحد للبحث في موضوعي الإرهاب وسوريا
التالي
«كفى»: تجربة مضيئة في التنسيق مع قوى الأمن