محادثات سريّة أميركيّة -روسيّة: هل استوت الطبخة السورية؟

كشفت وسائل إعلام المانية النقاب عن محادثات بشأن سوريا بين الاستخبارات المركزية الأميركية والاستخبارات الخارجية الروسية في موسكو عقدت خلال الشهر الحالي من اجل مكافحة تنظيم داعش، فهل سوف تتطوّر تلك المحادثات كي تمهّد لرؤية مشتركة بين البلدين يمكن ان تؤسس لحلّ سياسي للأزمة السورية؟

نقل تقرير عن احدى الصحف الألمانيّة صادر عن أجهزة المخابرات الأميركية، إن الولايات المتحدة تعتزم البدء بتعاون استخباري مع روسيا من أجل محاربة تنظيم داعش في سوريا.

وكان تقرير لصحيفة (بيلد أم زونتاغ) الألمانية كشف منذ اسبوع أن وفد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أجرى مع وفد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في موسكو خلال الأسبوع الماضي محادثات تناولت مناقشة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.

وحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة مستعدّة لتزويد روسيا بما تجمعه أجهزة المخابرات الأميركية من معلومات لمساندة مكافحة تنظيم (داعش). وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن ازدياد عدد مقاتلي التنظيم وتدفّق اللاجئين من سوريا يدفعان واشنطن إلى التعاون مع موسكو.

يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أجرى يوم 18 أيلول (سبتمبر) مكالمة هاتفية بشأن سوريا مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

تزامنًا، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق من اليوم نفسه في لندن أن الرئيس باراك أوباما يجد المحادثات بين عسكريي الولايات المتحدة وروسيا خطوة مهمة.

وقال كيري في ختام مباحاته مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في لندن أمس السبت، إن روسيا وإيران يمكنهما أن تساعدا في مسألة مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في المفاوضات بشأن التسوية السلمية في البلاد.

كما جدّد كيري مطلب بلاده الداعي لرحيل نظام الرئيس الأسد فقال “خلال العام ونصف الماضي قلنا إن الأسد يجب أن يرحل لكن ما المدة والطريقة… هذا قرار يجب أن يتخذ في إطار عملية جنيف والتفاوض.” وأضاف “أنه لا يوجد إطار زمني محدد لديه لبقاء الأسد وليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول… هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه.”

وبرأي عدد من المراقبين للساحة السورية وما يحدث فيها من تطورات مستجدة تنعكس بوتيرة متسارعة على المنطقة، فانه وعلى الرغم من التصعيد الروسي الذي بلغ أوجه الاسبوع الماضي مع الاعلان عن وصول طائرات ودبابات حديثة بأطقم روسية الى مدينة اللاذقية لدعم الجيش النظامي السوري، وكذلك اعلان موسكو الدائم عن تمسكها بشخص الرئيس بشار الأسد، الّا انهم يدركون أن روسيا حضرت عسكريا الى سوريا بشكل مباشر لأنها شعرت ان نظام الأسد أصبح ضعيفا وجيشه يتآكل، وهو ما يهدّد بخسارة عامة لها في حال انهياره مقابل قوات المعارضة، كما انها لا تريد أن تبقي الساحة السورية حكرا على الحضور الايراني الطاغي في الميدان عبر وجود مئات المستشارين من الحرس الثوري، وآلالف المقاتلين الذين ارسلهم حزب الله الى كافة المناطق السورية لمؤازرة جيش النظام.

لذلك فان هؤلاء المراقبين يعلقون اليوم آمالا كبيره على تلك المحادثات العسكرية السريّة الاميركية – الروسية التي كشفها الاعلام الالماني وأيّدتها مصادر في واشنطن، على اعتبار ان الطبخة السورية يبدو انها قد استوت، وأصبح موعد اطفاء نارها وشيكا، والصّحن الروسي حضر عسكريّا الى اللاذقية من أجل البدء بتقاسم وجبة النفوذ على الساحل السوري.

السابق
«فورين بوليسي»: البنتاغون يعد خططا حربيّة ضد روسيا
التالي
كادر من حزب الله نصب 150 ألف $ على الإعلامي عباس ناصر