الرياض: التعزيزات العسكرية الروسية فـي سوريا تخلط الأوراق

روسيا

اشارت صحيفة “الرياض” السعودية إلى انه “خلال الأيام القليلة الماضية تحدثت تقارير من واشنطن عن تعزيزات روسية عسكرية في سوريا، وسؤال واشنطن لموسكو في شأن طبيعة هذه التحركات، وطلب الولايات المتحدة من دول اوروبية منع مرور طائرات روسية متجهة إلى سوريا يوحي بأن الأمر ينطوي على تطور خطير وتاريخي في المنطقة وسوريا تحديداً”.

وذكرت الصحيفة انه “منذ عصر الإمبراطورية الروسية ايام القيصر بطرس الأكبر، ومن ثم الملكة كاترينا الثانية، كان الوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط رغبة ملحة لروسيا، وما زالت تلك الرغبة قائمة إلى عصرنا الحاضر، وازدادت إلحاحاً مع المحاولات الغربية عزل موسكو عن محيطها الجغرافي، الأمر الذي يجعل امتدادها في العمق الشرق اوسطي امراً يصبّ في صلب اهتمامها، وبالتالي الاستماتة من اجل تثبيت قواعدها هناك، لكن لم يكن ذلك في السابق من خلال تدخل عسكري بل ناتج عن ترتيبات واتفاقيات عقدت بين الدولتين”.

واعتبرت “الرياض” ان “التطور والتحول الحاصل في التعاطي الروسي مع الأزمة السورية يخلط الأوراق في شكل عنيف، ويجعل من بوادر حلحلة الأزمة التي لاحت خلال الشهر الماضي لا تغدو سوى قراءة خاطئة في مشهد يبدو انه يفتقر إلى المنطقية، تعززه خطوة موسكو العسكرية الأخيرة، ومحاولاتها إبقاء النظام اطول مدة ممكنة من خلال القتال الى جانبه او مدّه بالاستشارات والعتاد العسكري، وعندما تحين ساعة رحيله قسراً او طواعية يكون الانسحاب نحو دولة الساحل الموعودة حيث معقل الطائفة العلوية، وهي رسالة روسية مفادها انها لن تتخلى عن مبرر وجودها في الشرق الأوسط، إذ تدرك حجم النقمة التي تحملها المعارضة السورية عليها في حال سقط الأسد، ما يعني فقدانها معقلها الوحيد في الشرق الأوسط”.

روسيا

كما اعتبرت الصحيفة ان “التحرك الروسي العسكري قد يعني ان فكرة روسيا إنشاء التحالف قد تكون وضعت قيد التنفيذ فعلياً، فالتحالف قد يعني عملياً روسيا وإيران وميليشياتها والنظام السوري، لكن ذلك ليس بالضرورة ان يؤدي إلى قلب المعادلة، بل ربما يحد من الخسائر التي تكبّدها النظام ومن يدور في فلكه، ويبقي على احتمالية نزوح الأسد إلى الساحل وحمايته من قبل روسيا بانتظار تقسيم قد يطال سوريا التي تمزّقها حرب شعواء منذ اربعة اعوام”.

ولفتت الصحيفة الى ان “التعزيزات العسكرية اللافتة توحي بأن الكرملين يُعيد صياغة فلسفة السياسة الخارجية الروسية في شكل جذري، فعلى رغم ما قيل في مقدمة هذا المقال عن اهمية الشرق الأوسط ومياه المتوسط لروسيا، إلا ان هذه البقعة الجغرافية لا تعد ضمن مناطق النفوذ الروسية التي تشمل القوقاز والبلقان بالدرجة الأولى، لكن ان يحدث هذا التحرك على المستوى العسكري فإننا في صدد تحوّل تاريخي للسياسة الروسية في المنطقة”.

السابق
إيلان .. استغلال المأساة للترويج الدعائي
التالي
تحرك في ساحة العبدة رفضا لنقل النفايات الى عكار