هل تفشل جلسات الحوار الوطني مجددا أم يتوحّد الزعماء أمام المطالب الشعبية؟

الحوار الوطني
بين الحوار الأول الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري عام 2005 عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين الحوار الذي دعا إليه الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2008 نصل لنتيجة واحدة وهي عدم التوصّل الى حلول للمشكلات المطروحة واستمرار الأزمة اللبنانية على حالها، فهل سيحصد الحوار الثالث النتيجة نفسها؟ وفيما يلي أهم مراحل الحوار الوطني في لبنان

اللبنانيون اليوم على موعد مع طاولة حوار بالنسخة الثالثة وسط تحشيد لحركة اعتصامات واحتجاجات واسعة تأتي في حين ترتسم علامات الشكوك حول مصير هذه الطبعة من الحوار الذي تعاقبت جولاته منذ تسع سنين من غير ان تفضي مرة الى نتائج حاسمة. اذ سيشكل حوار ساحة النجمة غداً استعادة لتجربتين مماثلتين كانت الأولى في مجلس النواب عام 2006 والثانية في القصر الجمهوري في بعبدا، خلال عهد الرئيس ميشال سليمان ولا شيء يضمن سلفا أن تكون نتائج التجربة الثالثة أفضل من سابقتيها ولو اختلفت الظروف.

وهذه نبذة تاريخية عن الحوار الوطني  من 2006 إلى2015:

طاولة الحوار

أطلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري في شهر كانون الأول 2005 مبادرة حوارية حدّد فيها نقاط الحوار بثلاث: كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى، البحث بالقرار الدولي الرقم 1559 وملحقاته أي ترسيم الحدود، والاتفاق على ماهية سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا.
عقد مؤتمر الحوار الوطني أولى جلساته في 20 آذار 2006 في مجلس النواب على شكل طاولة مستديرة. امتدت جلسات الحوار أربعة أشهر وتوقفت كلياً مع اندلاع حرب تموز 2006, فاجتمع الأضداد لأوّل مرة وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله نجم الجلسات الى جانب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الخارج حديثا من سجنه، وضمت الجلسات كل من: نبيه بري، فؤاد السنيورة، أمين الجميل، ميشال عون، السيد حسن نصر الله، سمير جعجع، وليد جنبلاط، بطرس حرب، سعد الحريري، الياس سكاف، محمد الصفدي، غسان تويني، ميشال المر، هاغوب قصارجيان وهاغوب بقرادونيان.

 

وفي 25 تشرين الأول 2006، جدّد الرئيس بري مبادرته الحوارية بنسخة “تشاورية” تقوم على دعوة قادة مؤتمر الحوار السابق إلى حوار تشاوري لمدة أسبوعين. جاءت هذه الدعوة لكسر الجليد بين الأطراف في ضوء تداعيات “حرب تموز و”.في 6 تشرين الثاني 2006، عقد اللقاء التشاوري جلسته الأولى في المجلس النيابي وتجدّدت اسبوعيا لأربع جلسات حتى نهاية شهر تشرين ثاني ثم توقفت. وحضر سلك الجلسات شخصيا كل من: بري، السنيورة، جنبلاط، الحريري، عون، أمين الجميل، بطرس حرب، جعجع، غسان تويني، ميشال المر، محمد الصفدي، آغوب قصارجيان، آغوب بقرادونيان . ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ممثلا السيد حسن نصرالله.

 

أماالمبادرة الحوارية الثانية فكانت في 9 أيلول 2009، أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الدعوة على شكل طاولة حوار وطني.
وتمحور جدول أعمالها حول الاستراتيجية الدفاعية واستمرت بالانعقاد عشر جلسات متتالية حتى تاريخ 19 آب 2010 ، وفي 4 تشرين الثاني 2010، عقدت آخر جلسة غاب عنها جميع الفرقاء باستثناء الرئيس نبيه بري بصفته رئيساً للمجلس النيابي وكان ذلك اذانا بانتهاء الجلسات وفشل الحوار مع تصاعد حدّة الانقسام في البلاد حول “المحكمة الدولية” وتمويلها والشهود الزور وغيرها وذلك بعد أن اتهمت تلك المحكمة أربعة قياديين عسكريين كبار في حزب الله بتخطيط وتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

طاولة الحوار
– في 28 أيار 2012، جدّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان مبادرته الحوارية أيضا بدعوة رسمية لانعقاد الحوار في 11 حزيران من العام نفسه في مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا. وشملت الدعوات كلاً من: نبيه بري، نجيب ميقاتي، أمين الجميل، محمد رعد، فريد مكاري، بطرس حرب، سعد الحريري، فؤاد السنيورة، ميشال عون، ميشال المر، وليد جنبلاط، سليمان فرنجية، طلال ارسلان، اسعد حردان، هاغوب بقرادونيان، جان اوغاسبيان، ميشال فرعون، محمد الصفدي، سمير جعجع وفايز الحاج شاهين.

وصدر إعلان بعبدا كنتيجة لطاولة الحوار هذه بين هيئة الحوار الوطني اللبناني واذيع البيان واطلقت عليه تسمية «اعلان بعبدا».

إعلان بعبدا لم يبق محليًا ، بل تمّ إبلاغه من قبل لبنان الى الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي واصبح وثيقة من وثائق هذه الجهات الدولية والعربية.

وأهم ما توصّل إليه «إعلان بعبدا» حياد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية تطبيقاً لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة. وبات اعلان بعبدا وثيقة رسمية وقد انتقد مسؤولو حزب الله الاعلان رافضين مبدأ الحياد عن الصراعات الاقليمية لأن ذلك يعني نأي لبنان بنفسه عن القضية الفلسطينية. بينما أوضح الرئيس سليمان في الاجتماع الذي سبق الاعلان وفي اكثر من مناسبة أن سياسة النأي بالنفس لا تشمل القضية الفلسطينية.

إقرأ أيضاً: بالاسماء هؤلاء من سيحضروا جلسة الحوار وبند الرئاسة على الطاولة اليوم

إلّا أن حزب الله تنصّل من هذا الاعلان وكانت كلمة النائب محمد رعد الشهيرة: «ان اعلان بعبدا ولد ميتاً ولم يبق منه الا الحبر على الورق».

وبالفعل ولد إعلان بعبدا ميتًا بدليل إرسال حزب الله مقاتليه للقتال في سوريا حتى يومنا هذا ناسفًا قرار حيادية لبنان عن الصراعات المجاورة.

اليوم وبعد حشد مظاهرة 29 آب المدنيّة المطلبيّة التي هزّ فيها الشعب العصا لحكامه زعماء الطوائف، هرع هؤلاء الى ساحة النجمة في حوار دعا اليه رئيس المجلس من أجل استيعاب المطالب الشعبية وكي لا يحدث الانفجار ويتكرر في لبنان ربيع العرب جالبا الحرب والفوضى كما يدعون، فهل تنجح اليوم الطبقة السياسية في حوارها مع بعضها البعض في استيعاب شعبها واسكاته، أم ان الحشود الغاضبة القادمة بقيادة الجمعيات المدنية الى ساحة الشهداء بعد ساعات سيكون لها الكلمة الأخيرة؟

 

 

 

السابق
تنبيه لمستخدمي نظام أندرويد من تطبيق إباحي يدعى Adult Player
التالي
تظاهرات السلطة: من المحازبين في القطاع العام