حزب الله يتفاءل بالشر بعد توريث باسيل فيجده

جبران باسيل
الإلياذة العونية ومهرجان التطويب ومثلث الرحمة المتمثل بالثلاثي الواقف على المسرح عدا الركوع والإنحناء أمام عظمة القائد الأكبر الملهم، كلها إيماءات كاريكاتورية تؤكد كرتونية التيار البرتقالي، وتدعم نظرية الخوف من المجهول التي تعتري عقول بعض قادة الحزب

تشكل الإنتخابات (التعينية) الأخيرة في تيار “التغيير الديموغرافي” محطة عادية بالنسبة لكثيرين، وقد لا يكترث لها عدد كبير من المثقفين على إعتبار ان وجود عون وتياره لم يكن في يوم من الايام إلا لغاية تخدم مصالح الآخرين ولكن بالنسبة لهؤلاء الآخرين، وأعني مسؤولي حزب الله ومطبخه السياسي فالموضوع قابل للتمحيص والتفحيص والتفصيص والتشريح، ذلك أن تاريخ الصهر جبران باسيل الوريث لا يبشّر بالخير أو أقلها سيرته يشوبها الكثير من علامات الإستفهام التي تحتمل بعض الإجابات، وعدد لا بأس به من علامات التعجب يلزمها الكثير من التفسير للإكتفاء عوضاً عنها بالنقطة على السطر.

إقرأ أيضاً: ” حزبلة ” التيار العوني…

الرجل مهندس التفاهمات ومصمم التسويات والواضح مؤخراً إنه بارع في الإقناع، والنظرية عنده لا تأتي إلا ترجمة للأفكار، فما بالك وتربيته قائمة على قاعدة “أحبوا أعداءكم وإخوانكم كما تحبون أنفسكم “، وهو ما قد ينم عن خطأ في الفهم كبير.

فالأقرب إلى المنطق عندهم إذاً أنها دعوة للنفاق، وتمويه فيه إتقان وتزوير ومخادعة وإن مشاعر الرّضى والغضب الظاهرة عليه فمصلحة يحتاجها ويستخدمها كلما إشتهى فكره شيئاً أو أرادت نفسه حاجة أو لغاية هو قاصدها أو لربما هم ظلموا أنفسهم وأجهدوها وهو ليس إلا كتلة مشاعر مزاجية يعتنقها بطبيعية لا تفسير له سوى أنها بالفطرة ولدت معه.

إن من يستطيع تغيير أحكام الفقه عند أهل المذاهب والملل يعتبر مرتدا، وعند المؤمنين منهم والمتعصبين هو ليس موضع ثقة، وفاقد الشيء بالمنطق يخشى أنه سيسعى جاهداً لكي يحصل على ما يفتقده وهو لنفس السبب قد يعطيه لغيره إن طمع أن يحصل منه على المزيد . فما بالك و الصهر هنا يتقدم في الميراث على البنات و أبناء الأخ و العمات !

في هذه المرحلة بالذات من عمر المنطقة وعصر التحولات يخشى “حزب التيار”من الإستفزازات أو الخردقات، أو حتى الهفوات، أو الذهاب إلى شرذمات وإذا نجح المعارضون لحفل التطويب من تجميع انفسهم وتقديم برنامجهم للحزب بديلاً عن برنامج التجارة والملاءمة العائلية التي تميّز بها الوريث، سيكونون هم البديل وفي كلا الحالتين سيكون الحزب أمام مرحلة جديدة يحكمها الكثير من الإبهام نظراً لحداثة من أفرزتهم ولو شكلياً (الإنتخابات) الاخيرة في التيار العائلي (القوي).

عون

الإلياذة العونية ومهرجان التطويب ومثلث الرحمة المتمثل بالثلاثي الواقف على المسرح عدا الركوع والإنحناء أمام عظمة القائد الأكبر الملهم، كلها إيماءات كاريكاتورية تؤكد كرتونية التيار البرتقالي، وتدعم نظرية الخوف من المجهول التي تعتري عقول بعض قادة الحزب أقلها في هذه المرحلة بالذات، أي في وقت هم بحاجة ماسة إلى رأي عام مكمل وداعم له في معركته الإقليمية ضد تعاظم وتمدد الحركات (التكفيرية) أو التحررية أيضاً في المنطقة.

إقرأ أيضاً: جبران باسيل رئيس وحدة «التيار العوني» في «حزب الله»
العجز عن الصعود إلى الشمس لا يقع تحت تأثير التحريم ، وتحريم الزنى والربا هو لضرره وإيلامه وهو تماماً كما المشي فوق النار والشوك والمتفجرات. قوى الممانعة ستصطدم حكماً بشخصية الرئيس الجديد للحالة العونية العاشقة بالفطرة للتملك والتأبيد وطبعها الميال للمديح و التدليل ، هم حتماً سيواجهون ذلك بمزيد من الهرب من النفس، وبكثير من التغاضي عن الأخطاء التي قد تصدر وستصدر عنه لسبب وجيه يقنعون به أنفسهم، مبني على مبدأ التمييز بين ما هو ضار أو صعب وبين ما هو محرم .

وليس أبلغ من ان نقول هنا: “كم هو غير منطقي بل وشاذ أن يتخيل المصنوع الهزيل ويتوهم أنه أعظم من صانعه القوي”، ونقول ايضا انه سيأتي يوم يجبر فيه هذا الصانع أن يغير صنيعه الصغير إذا إن بقي فتى التيار يغنّي على هواه .

السابق
السيستاني يطلب من خامنئي الحد من نفوذ سليماني
التالي
وفاة شاب بسبب اللعب على الكمبيوتر