«بدنا»…أو حملة تيار المستقبل المدنية…ماذا تريد؟!

بدنا
منذ شهر تموز الماضي أي مع انفجار أزمة النفايات التي كانت الشرارة لبدء التحركات المطلبية دخل لبنان مرحلة جديدة، تمثلت بانتفاضة شعبية وصفها كثيرون بـ«ربيع» لبنان، وآخرون ذهبوا إلى نظرية المؤامرة التي لطالما تذرّعوا فيها لقمع الثورات في جوارنا. ومع بدء التحركات ازدحمت مواقع التواصل الإجتماعي بالحملات والمطالب التي نادت الشعب اللبناني من أجل أن ينتفض بوجه الفساد.

بدأت التحركات الإحتجاجية في لبنان مع حملة #طلعت_ريحتكم، ولأنّ مطالب الحملة لم تلبِ كافة تطلعات الناشطين الذين نزلوا الى الشارع وشاركوا طلعت ريحتكم بتحركاتها، أصبح هناك عناوين لحملات أخرى #بدنا_رياحتكم #بدنا_نحاسب #عالشارع #حلو_عنا وغيرهم..وعلى الرغم من اختلاف العناوين والتباين البسيط في المطالب إلاّ أنّهم يجمعون على الفساد وينسقون التظاهرات والتحركات والخطوات.

إقرأ أيضاً: الشارع يصعّد بوجه السلطة.. بين السلمي والعنفي

ومقابل هذه الحملات التي يحركها ناشطين في المجتمع المدني، نشطت في الأيام الماضية على مواقع التواصل الإجتماعي حملة جديدة بعنوان #بدنا. والفارق بين حملت #بدنا وغيرها من الحملات أنّها لم تتحرك في الشارع حتّى الآن.

فمن هم مطلقوا حملة #بدنا؟ وما هي أهدافهم؟

بدنا

مدير موقع 14 آذار الإلكتروني رئيس قسم التواصل الإجتماعي والرقمي في قطاع الإعلام في تيار المستقبل وائل يمن، شرح في حديث مع «جنوبية» كيف ومن أطلق حملة #بدنا : «نحن كشباب تيار المستقبل بالتعاون مع المجلس الوطني في 14 آذار والأحزاب المنضوية تحت لواء 14 آذار، بدأنا بالعمل منذ الأسبوع الماضي لاطلاق حملة #بدنا. وهي تهدف لرفع مطالبنا بعد أن راقبنا وسمعنا المطالب التي ينادي بها اللبنانيون في الشارع من مطالب ضرورية متمثلة بمحاربة الفساد وإنهاء ملف النفايات وحل أزمة الكهرباء والماء وغيرها من المطالب المعيشية»

وتابع يمن «كل هذه المطالب وغيرها تناقشنا بها نحن شباب 14 آذار وتواصلنا مع احزابنا وتأكدنا من مواقفهم المؤيّدة لهذه المطالب على اعتبار أن كل تنظيم في 14 آذار يتمتع باستقلاليته، وتوصلنا الى هذه المطالب الست وهي تحلّ الأزمات التي ثار من أجلها الشعب اللبناني وتبدأ:

أولاً بانتخاب رئيس للجمهورية، لأن مطالب الشارع علت سقف مطالبها، فبعضهم كان نادى باسقاط النظام ومنهم إسقاط الحكومة، بالمقابل رأينا نحن أنّ خارطة طريق التغيير تبدأ بوصول رئيس الى بعبدا، لأن هذا المسار يؤدي تلقائيا إلى حكومة مستقيلة أي حكومة تصريف اعمال

بدناومن ثم هناك رأيان الأول، يرى كما الكثير من اللبنانيين أنّ هذه الحكومة مجبرة بالتحضير والاشراف لانتخابات نيابية، أو يدعو رئيس الجمهورية إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تحضر وتشرف على الانتخابات

وهذا المطلب هو مطلب 14 آذار منذ بدء الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، والآن هناك أمل كبير بتحقيقه خصوصًا بعدما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طاولة حوار أول بنودها انتخاب رئيس للجمهورية.

وثانيا تشريع قانون انتخاب عصري، وهذا المطلب يجب أن تجتمع من أجله الأحزاب وممثلين عن المجتمع المدني للوصول إلى قانون انتخاب عصري وعادل، وأن يتضمن هذا القانون خفض سن الاقتراع الى 18 عاما

وثالثا اعتماد اللامركزية الإدارية، وهو المطلب الذي نراه مفتاح الحل لكل أزمات لبنان من أزمة النفايات الى الكهرباء… والأمثلة الموجودة خير دليل على نجاح خيار اللامركزية الادارية. فمثلاً مدينة جبيل وصيدا وزحلة وعلى الرغم من أن كل المناطق اللبنانية تعيش اليوم أزمة نفايات لكن هؤلاء المدن لا توجد فيها اي مشكلة لأنّ كل مدينة لديها مشروعها الخاص لمعالجة النفايات

وعلى صعيد الكهرباء فنرى أيضا أن اللامركزية الادارية هي أنجح الحلول لهذه الأزمة التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، والدليل متمثل بشركة كهرباء زحلة التي تؤمن لسكانها 24/24 كهرباء.

رابعا المحاسبة، وفي هذا المطلب نحن تعمقنا أكثر من كل الحملات، فمطلبنا ليس فقط التصويب على الفاسدين بل محاسبتهم وارجاع ما سرقوه إلى الشعب اللبناني لأنه حق للشعب والدولة

أما المطلب الاخير فهو التمسّك بحصرية السلاح الشرعي، ويبدأ بتطبيق ما توصل إليه الحوار الذي جرى عام 2006 والذي أقر حينها سحب السلاح غير الشرعي من كافة المخيمات الفلسطينية، هذا بداية ومن ثم سحب السلاح غير الشرعي من كافة الأحزاب والمناطق اللبنانية ليبقى الجيش هو القوة المسلحة الوحيدة على كافة الاراضي اللبنانية، وبالتالي بسط الأمن والاستقرار في كل لبنان».

بدنا
ولكل ما تقدم، ولكي نصل إلى مجتمع عادل علينا تطبيق الدستور وإلغاء مبدأ المحسوبيات

وعن إمكانية تحوّل هذا الحراك من مواقع التواصل الإجتماعي إلى الشارع، قال يمن أنّ هذا الإحتمال وارد ولكن غير مؤكدّ.

ويتابع يمن: «الذي يميز حملة “بدنا” التي أُطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّها باتت مساحة حرة لكل مواطن لبناني بغض النظر عن انتمائه السياسي، وخاصة بالنسبة للمواطنين المغتربين وغيرهم من الموجودين داخل لبنان. بحيث أعطيت لهم الفرصة بالتعبير عن آرائهم من خلال فيديو خاص بهم، يعبرون خلاله عن كافة مطالبهم وهم الذين وجدوا عبر مطالبنا الستة سقفاً وخريطة طريق تصوب الأولويات وتحقق جميع متطلباتهم».

كذلك أكدّ الناشط السياسي في حملة «بدنا» محمد سعد في حديث مع «جنوبية» أنّْ «حملة #بدنا بدأت بعدما كثرت المطالب والحملات التي تنادي بالاصلاح وحل أزمة النفايات، ولأن هناك استغلال لمطالب الناس التي نزلت الى الشارع من أجل مطالب محقة، وقد لاحظنا انحراف عن المطالب الاساسية كالمطالبات بإسقاط النظام والحكومة.. وهي مطالب تؤدي الى الفراغ. لذلك رأينا نحن كناشطين سياسيين مع شباب 14 آذار أنّ هناك خارطة طريق لتصحيح مسار المطالب أي البدء بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثمّ قانون انتخاب عصري، لامركزية إدارية، محاسبة، تطبيق الدستور، بس جيش شرعي».

إقرأ أيضاً: أميركا: لا علاقة لنا بحراك بيروت.. لكن على السياسيين مسؤولية أمام ناخبيهم

ورأى سعد أنّ «المأخذ على الحملات التي تحرك الشارع اليوم أنّها لا تنادي بشكل واضح بانتخاب رئيس جمهورية على الرغم من انه هو مفتاح الحل لازمة لبنان».

السابق
حرب عبر “تويتر” بين اليسا وناصر فقيه
التالي
نواف الموسوي: الإصلاح لا يبدأ إلا من حيث انتشر الفساد ولنبدأ من السوليدير