من المسؤول عن إنماء طرابلس والشمال؟ حزب الله أيضاً؟

يتنصل بعض السّاسة في طرابلس والشمال من الحرمان الذي يصيب المدينة، إن من خلال الوعود الصّعب تنفيذها أو مهرجانات وضع حجر الأساس لعدد لا يستهان به من المشاريع الوهمية الموعودة للمدينة، أو من خلال التمسك بمقولة الإستقرار والأوضاع الأمنية وغيرها، بحجة عدم القدرة على تقديم مشاريع إنمائية. أما اليوم سأُقدِّم لكم قراءة صغيرة حول طرابلس والشمال من الجهة الأمنية ثُمَّ السياسية.

ضربت الأحداث الأمنية بجولاتها الـ٢١ طرابلس وخاصة جبل محسن وباب التبانة تباعًا لأحداث سياسية، تدور معظمها في فلك الخلافات الداخلية بين الأقطاب الكبار في لبنان ومنهم من يُمَثِّل المدينة سياسيًا. ولكن المفارقة تأتي بذكر بعض المناطق الشمالية التي يضربها الفقر ويجتاحها الحرمان في المنية – الضنية ومحافظة عكار، حيث لم يكن هناك معارك أمنية فأين هذه المناطق من وعود الإنماء؟ خاصة أنها تتبع للون سياسي واحد لم يتغَير منذ قرابة العشر سنوات.

أما سياسيًا، فيجب النظر نحو التقسيمة الحالية ووزنها السياسي والشعبي في هذه المناطق. يبلغ عدد نواب مناطق الشمال الأكثر حرمانًا – طرابلس، المنية الضنية وعكار – ١٨ نائب ينتمي ١٤ منهم لتكتل لبنان أولًا ولتيار المستقبل تحديدًا.

لنرفع الصرخة عاليًا ولنحاسب من هو المسؤول عن إنماء طرابلس والشمال اليوم

تجلس مع الـ١٤ نائب لتسألهم عن الإنماء الموعودين به منذ ١٠ سنوات فيرد عليك بكل بساطة بأن الحق على الرئيس ميقاتي وحكومته الأخيرة و٥ وزراء من الشمال، أو الحجة الثانية هي الوضع الأمني والحاجة إلى الإستقرار.

ثم تعود لتحسبها بكل شفافية فتجد بأنَّ حكومة الرئيس ميقاتي أتت لقرابة السنتين مع وزرائه الشماليين الخمسة، ولكن الحكومات الباقية هي من صلب روح الشارع الشمالي من رئاسة ووزراء وتحالفات من تيار المستقبل وخط الإعتدال و١٤ آذار، بدءً من حكومة الرئيس السنيورة مرورًا بحكومة الشيخ سعد وصولًا إلى حكومة الرئيس سلام. لو كل حكومة منهم أنصفت طرابلس والشمال كما أنصفها الرئيس ميقاتي لكنا اليوم أقل فقرًا، ونسبة البطالة أقل، والتسرب المدرسي محدود، والبلدية وجهتها للإنماء، وليست معطلة وتستخدم كمركز للتوظيفات المشبوهة.

في كلمات لا أنساها وضمن رؤية أحب طرحها، أسأل اليوم الشارع الشمالي: ما بالكم لو لم ينشب الخلاف على الإنماء والمقاطعة بين الطرفين بسبب المواقف السياسيّة؟ هل الخلاف السياسي يجب أن ينعكس على الشارع الشمالي بالتحديد بعد الوعود الهائلة التي تلقّاها الشارع بالإنماء؟ أين هي أصواتكم اليوم؟ ومن يستمع لكم أو يفتح بابه لكم؟

لو كل حكومة منهم أنصفت طرابلس والشمال كما أنصفها الرئيس ميقاتي لكنا اليوم أقل فقرًا، ونسبة البطالة أقل

أما الفريق العريض من الساسة الذين زادت حركتهم تجاه عكار مؤخرًا لترتيب موضوع نفايات بيروت وسمسرات الشركات، فأدعوكم للعمل على رفع الغبن عن طرابلس والشمال بشكل خاص. ولكن في الوقت عينه أدعوكم إلى التعقل والنظر في حقيقة الأمور حيث الإنماء مرتبط بلامركزية.

طرابلس

التيار الطاغي والمسيطر على هذه الشريحة من المواطنين الشماليين منهمك أكثر بحساباته الداخلية التي لها اعتبارات إقليمية، فكيف لنا بالخروج من مركزية الدولة وتاليا مركزية هذا التيار الذي يمثل رسميا وسياسيا الشمال اللبناني المحروم بأسره؟

لنرفع الصرخة عاليًا ولنحاسب من هو المسؤول عن إنماء طرابلس والشمال اليوم.

 

السابق
سليمان: ندعو الشباب الى التغيير والتحرر ولا نتيح لهم انتخاب ممثليهم
التالي
الأسير قبض عليه.. ورفعت عيد يلعب البلياردو