سليمان فرنجية استقبل قهوجي وابرهيم على الغداء نكاية بعون؟

في المشهد السياسي الظاهر يبدو أن ملف رئاسة الجمهورية جامد، إلّا أنه في الواقع ووراء الكواليس تجري مباحثات لتحريك هذا الملف وتحريره من عقدة المرشّح الواحد، بحثًا عن مرشّح توافقي يكسر الجليد. وكان اللّافت لقاء النائب سليمان فرنجية مع العماد قهوجي واللواء عبّاس ابراهيم مؤخراً؟ فهل هذا اللقاء هو رسالة موجهة لعون؟ وهل رجحت كفة فرنجية؟

بعيدًا عن أزمة النفايات العالقة في لبنان بين التعطيل الحكومي والمناكفات السياسية فإن المشهد السياسي الحالي يعكس تدهور وضع الجنرال ميشال عون وانخفاض حظوظه للوصول الى قصر بعبدا. والواضح أن استراتيجية المرشّح الواحد استبعدت عون، خاصّة بعد التصريحات الأخيرة لزعيم التيار الوطني الحرّ التي دعا فيها الى الفيدرالية وتقسيم البلاد. وكانت هذه التصريحات فرصة استغلّها حلفاؤه المسيحيون قبل خصومه للقصف على جبهة التيار. أوّلهم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الّذي أكّد على رفضه لهذا الطرح، عدا عن اتخاذه موقف المتفرّج وعزوفه عن المشاركة في التحرّك العوني الأخير. وذلك على الرغم من تأكيد التيارين المسيحيين انهما متمسكان بالتحالف بينهما حتى الساعة.

لكن في الواقع فإن مغالاة التيار الحرّ في مطالبه وضعت الجنرال في مأزق، فلم يبق له “صاحب”. فالشرخ بين عين التينة والرابية يزداد يومًا بعد يوم، إذ ان النقاط الخلافية تراكمت مؤخرا إلى حدٍ أصبحت معه “المساكنة الالزامية” ومعادلة حليف “الحليف” مهددة بالإنهيار.

وفيما يخص كرسي الرئاسة الشاغرة، بات من الواضح للأوساط السياسية المتابعة أن أسهم النائب فرنجية زادت عن أسهم الجنرال عون، ورجّحت كفّته عند سائر الأطراف وخاصّة لدى قوى 8 أذار التي سلمت جدلاً في قرارة نفسها باستحالة وصول الجنرال إلى سدّة الرئاسة لذا فالبديل الأوفر حظًا هو زعيم المردة.

وفي هذا السياق، سرّب مؤخراً خبر عن لقاء جمع بين فرنجية وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على مائدة غداء في بنشعي.

لكن في ظلّ هذه الأوضاع المشحونة وتبادل التراشق بين العونيين وقهوجي هل يمكن أن تعتبر هذه الزيارة بريئة؟ أم انها رسالة الى عون لينهي حُلم الرئاسة خاصّة في ظلّ تكتّم المجتمعين عن هذا اللقاء وعدم الافصاح عمّا جرى تداوله فيه.

أوساط تيار المردة لم تنفِ ولم تؤكّد حدوث هذه الزيارة، ولم تعلّق. بينما مصادر مقرّبة من اعتبرت أنها مناسبة اجتماعية عادية، وأن الموضوع الرئاسي غير مطروح في الوقت الراهن. وأكّد المصدر أن العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وتيار المردة علاقة متينة تاريخيًا، وتمايز فرنجية عن عون ليس له أبعاد ولا من الضروري أن يؤدي إلى خلاف. مضيفًا انه “في حال أصبح فرنجية المرشّح الثاني للرئاسة فإن عون سيتنازل له عنها دون تردّد”.

السابق
محبّو زياد لحقوه إلى «ذوق مصبح» لكن «العبقري» تجاهلهم !
التالي
كيري يحذر الكونغرس من رفض الاتفاق النووي مع إيران