النفايات في يومها السادس: ارتفاع الحرارة يضاعف الأزمة

في اليوم السادس لتراكم النفايات في الشوارع، والتي قدر حجمها أمس بـ22 ألف طن، وبعد أن بدأت المشكلة في التفاقم في ظل توقعات ارتفاع درجات الحرارة اليوم الى 40 درجة، ومع بداية احراق هذه النفايات بشكل «هستيري» والتسبب بزيادة ضررها على الصحة العامة وعلى المنشآت العامة، ككابلات الهاتف التي تعطلت في بعض المناطق امس، ومع استمرار البلديات بالتخبط في كيفية معالجة هذا الموضوع بالإمكانيات المتوفرة.. يمكن القول ان مجلس الوزراء كلف أمس وزير البيئة محمد المشنوق حل أزمة النفايات المتراكمة في الشوارع «كيفما اتفق» إلى حين فض عروض المناقصات وفق قرارات مجلس الوزراء السابقة. فكيف سيتصرف وزير البيئة الذي اقترح توزيع ما كان يذهب الى مطمر الناعمة على باقي المكبات الموجودة في المناطق؟
المشنوق طالب في الجلسة بالتعامل مع هذا الموضوع كحالة طوارئ بيئية، مؤكدا أن قرار مجلس الوزراء السابق يؤكد على ضرورة إيجاد مطامر لمدينة بيروت وضاحيتيها خارج هذه المنطقة وفي المناطق اللبنانية وفق ما هو مؤمن او تُجرى دراسة من أجل المطامر.

نفايات
واذ كشف المشنوق أنه بوشر منذ يوم أمس بجمع النفايات من العاصمة، فضل عدم التطرق الى الأماكن التي ستذهب إليها حرصا على نجاح «عمليات الإنقاذ»، مشيراً إلى إمكانية الاستعانة بالقوى الأمنية ووزارة الداخلية والمحافظين والقوى الأمنية في المناطق لمتابعة هذا الأمر (أوضح لاحقاً أن دعوته إلى الاستعانة بهؤلاء كانت بهدف تنظيم عمليات النقل ووصول الشاحنات إلى المطامر، ولم تكن تعبيراً عن أي تلويح بالقوة أو أي صيغة تهديدية لأي منطقة). وقد ذكرت بعض المصادر أن وجهة النفايات التي ستجمع من العاصمة والضواحي، ستكون إلى معمل صيدا وإلى «الكوستا برافا» والباقي الى مواقع في الشمال (عكار) والبقاع.
لم يكن ينقص أكوام وارتال النفايات التي تتراكم في الشوارع والاحياء سوى موجة الحر ودرجات حرارتها المرتفعة التي تضرب لبنان، والتي من المتوقع ان ترتفع اكثر وتبلغ ذروتها اليوم الجمعة مع وصولها الى ما يزيد عن 40 درجة مئوية، وفق ما اعلن مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية في تل عمارة الدكتور ميشال افرام (شتورا ـ سامر الحسيني). واشار افرام الى ان الموجة الحارة تحمل هوية افريقية وهي تسيطر على الشرق الاوسط واليونان وايطاليا وصولا الى اسبانيا. صحيح أنها اعتيادية في مثل هذه الفترة إلا أنها هذه السنة لا تتسبب بارتفاع أسباب الحرائق واستهلاك المزيد من كميات المياه للري، انما ستزيد من تفاقم أزمة النفايات على الطرق من خلال تخمرها السريع وارتفاع حجم الروائح الكريهة مع انتاج كثيف للامراض الوبائية والصدرية والحشرات الضارة. وهذا يتطلب رفعها بشكل سريع مع اخضاع هذه الارتال من النفايات الى معالجة كيميائية عبر رشها بالمبيدات القوية والكلس بهدف التخفيف من آثارها السلبية.
من جهة أخرى، تسبب إقدام بعض المواطنين على إحراق النفايات في بعض مناطق العاصمة، بالقرب من ثلاث موزعات للهاتف في ميناء الحص ورأس النبع وبئر حسن، بإحراق موزعات أساسية وثانوية وانقطاع الخدمة الهاتفية الثابتة والانترنت عن 4000 خط تابعة لمشتركين في المناطق التي تغذيها هذه الموزعات، مخلفة أضرارا جسيمة في الشبكة الهاتفية، بحسب بيان المكتب الإعلامي لهيئة «اوجيرو» امس، راجية من المواطنين عدم رمي واحراق اي من النفايات بالقرب من الموزعات الهاتفية.
وعقد نواب العاصمة بيروت اجتماعا، عصر امس في «بيت الوسط»، في حضور رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس بلال حمد، وتداولوا في موضوع أزمة النفايات في العاصمة والحلول المطروحة لمعالجتها. وكشفوا أنهم طالبوا مجلس الوزراء بأن تستمر شركة «سوكلين» بما كانت تقوم به قبل 18/7/2015، على صعيد بيروت الإدارية، ما عدا الطمر الذي توقف حتما بتوقف مطمر الناعمة. أما القرار الثاني، فهو الإعداد لعقد مع شركة خاصة تملك عقارا أو أكثر خارج النطاق البلدي لمدينة بيروت، على أن تقوم هذه الشركة باستلام بقايا النفايات وترميها أو تطمرها في موقع خارج المدينة، وهناك اتصالات مستمرة لتنفيذ ذلك بدعم من نواب العاصمة.
كما أعلنت بعض البلديات مثل الشويفات عن البدء بإزالة النفايات ابتداءً من اليوم.

(السفير)

السابق
الشرطة في اسطنبول تداهم مواقع لمتمردين اكراد ومقاتلين
التالي
«أنصار الله» و«حزب الله»: موت النموذج