لهذا السبب نتبادل «القبلة الفرنسية»

مازال تبادل القبلات بين الرجل والمرأة أو ما يسمى ب “القبلة الفرنسية” يلعب دوراً كبيراً في العلاقات الرومانسية الحميمة. وفي دراسة بيولوجية تقارن بين البشر  وباقي المخلوقات ، فإن عددا قليلا من الحيوانات يمارس عادة تقبيل الشريك. لذا فما الذي يكمن وراء هذا السلوك الغريب؟ وإذا كان مفيداً فلماذا لا تقدم عليه جميع الحيوانات وجميع بني البشر كذلك؟

وقد تبين أن حقيقة عدم تبادل الحيوانات القبل، تساعد في تفسير سبب إقبال البعض الآخر عليها. وطبقاً لدراسة جديدة لأفضليات التقبيل والتي بحثت في 168 ثقافة مختلفة من أنحاء العالم، تبين أن 46 في المئة فقط من الثقافات موضع الدراسة تمارس عادة التقبيل بالمفهوم الرومانسي. ويقول وليام يانكوفياك، من جامعة نيفادا في لاس فيغاس ورئيس مجموعة البحث، إن هذه الدراسة غيرت المفهوم السائد بأن التقبيل سلوك بشري شبه عام، وقلبته رأسًأ على عقب، ويبدو عوضاً عن ذلك، أنه نتاج المجتمعات الغربية وانتقل من جيل إلى جيل. وهناك بعض الأدلة التاريخية التي تؤيد ذلك الطرح.

من ناحية أخرى، حاسة الشم ضعيفة جدا عند الانسان، ومن هنا نستفيد من الإقتراب. والشم ليس الوسيلة الوحيدة التي نستخدمها لتقييم مدى ملائمة بعضنا لبعض، ولكن الدراسات أثبتت أن الشم يلعب دوراً مهماً في اختيار شريك الحياة. و أظهرت دراسة نشرت عام 1995 أن النساء، مثلهن مثل الجرذان، يفضلن رائحة الرجال المختلفين عنهن جينياً، وهذا له وجاهته، لأن التزاوج مع شخص يختلف جينياً من المحتمل أن يؤدي إلى إنجاب أطفال أصحاء. ويعد التقبيل طريقة عظيمة للمرأة للاقتراب بما يكفي لشم جينات شريكها.

وفي عام 2013، أجرى فلودارسكي دراسة حول أفضليات التقبيل بالتفصيل، وسأل عدة مئات من الأشخاص عن أهم شيء في نظرهم عند تقبيل شخص ما. وجاءت الرائحة في المقدمة، وتزداد أهمية الرائحة في فترة الخصوبة عند المرأة. وتبين كذلك أن الرجال يفرزون نسخة من الفيرومون الذي تجده أنثى الخنزير البري جذاباً، وهو يتوفر في عرق الرجل. وعندما تتعرض له النسوة تزداد معدلات الإثارة الجنسية لديهن قليلاً. وبناء عليه، يكون التقبيل مجرد وسيلة مقبولة مجتمعياً وثقافياً للاقتراب من شخص ما بما فيه الكفاية لمعرفة ما لديه من فيرومونات. غير أنها تعتبر طريقة مثلى للمداعبة والاثارة قبل ممارسة الجنس.

السابق
في مديح العزلة والمنعزلين
التالي
توقيف شخصين لاقتحامهما محلاً في صيدا والاعتداء على صاحبه