رسالة الى المسيحيين: داعش وأخواتها لا تعبّر عن الإسلام

القرآن الكريم
وقعنا بالحيرة بسبب ما تنشره وسائل الإعلام الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، وكذلك دول العالم الحرّ. الكل يقول لنا إنّ مسيحيي الشرق مهددون من المسلمين. هذا ما أقنعوا شعوبهم به، والأخطر أن هذا ما أقنعوا به أيضا مسيحيي الشرق، الذين باتوا بدورهم يروجون للإسلاموفوبيا ولو بطريقة غير مباشرة.

باتت كلمة “مسلم” تخيف المسيحي الشرقي الذي يعيش مع المسلمين، أكثر مما تخيف المسيحي الغربي الذي يجهل كل شيء عنهم: “المسلمون قادمون، سيقطعون رؤؤسكم، سيجبرونكم على اعتناق الإسلام، سيغتصبون نساءكم”. هذا هو ما تجده اليوم مستقرًا في اللاوعي لدى اكثر المسيحيين مع الأسف.

لكن مهلا، متى يسمع المسيحيون عن الاسلام من مصادرالمسلمين؟ متى يأخذون قرارًا بالإطلاع على صورة الاسلام؟ متى سيتوقفون عن التصديق بإن إسلام أميركا هو الإسلام الذي يتبعه المسلمون؟ هل فكّروا المسيحيون يوما في الإطلاع على القرآن الكريم؟

كيف يكون المسلم مسلما إذا أجبر غير المسلم على اعتناق دينه بالإكراه

“لا إكراه في الدين” هذه ليست عنوان فيلم، هذه آية من القرآن الكريم وكثيرة مثيلاتها في القرآن، من المؤكد أن أغلب المسيحيين لم يسمعوا بها من قبل. كيف يكون المسلم مسلما إذا أجبر غير المسلم على اعتناق دينه بالإكراه. الآية واضحة: الأمر مرفوض. ومن يفعل ذلك ليس ملسما بالأساس.

إنه لمن المستغرب، أن نسمع العديد من مسيحيي الغرب يدافعون بشراسة عن الإسلام، بالقول إنّ أفعال داعش وأخواتها لا تمت للإسلام بصلة، في وقت نجد أن أكثر مسيحيي الشرق يقولون إنّ الإسلام هو تعريف آخر للإرهاب.

ديننا يدعو المسلم إلى عدم مهاجمة العدو إلا في حال اعتدى العدو عليه

يسألني أحد الإصدقاء المسيحيين، عن قتل المسلم غيرَ المسلم خلال الحرب. فأجبته بالآية القرآنية القائلة: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”. هذه الكلمات لا تجدها في أي من دساتير الدول التي تدعي حماية الإنسان لكنك تجدها في القرآن. فكيف لدين يدعو المسلم إلى عدم مهاجمة العدو إلا في حال اعتدى العدو عليه، أن يقال عنه أنه يحضّ على القتل؟ّ

هل قال المسلمون عن حروب العراق وأفغانستان أنّها حروب المسيحيين ضدّ المسلمين؟

كيف يكون الإسلام دين قتل ونبيه محمد (ص) كان يوصي جنوده قبل كل حرب بألا يمسّوا شعرة إنسان مسالم ولا قسيس وأن لا يدمروا بيتا ولا كنيسة وأن لا يقتلوا حيوانًا ولا حتى أن يقطعوا شجرة. كيف يكون دين تدمير الكنائس، في حين أنه يوم دُعي الخليفة عمر بن االخطاب من قبل بطريرك كنيسة القيامة في القدس لزيارة الكنسية والإطلاع عليها، زارها عمر لكنه رفض الصلاة فيها رغم إصرار البطرك على ذلك. لأن عمر لم يرد أن يصلي في كنيسة القيامة، فيأتي أحد المسلمين في ما بعده ويقول هنا صلى عمر، فيدمر أقدس كنائس العالم، ليبني مكانها مسجدا!

أيها المسيحيون، يا شركاء المسلمين في هذا الشرق، “تعالوا إلى كلمة سواء”. إن الإسلام لم يكن يومًا عدوّا لكم أو لغيركم. وإن داعش لا يمثل الإسلام، بل يمثل الدولة اللا إسلامية. لا تنخدعوا بما تبيّنه لكم وسائل إعلام العالم. لا تقولوا إن المسلمين قتلة ولا تقولوا إن كتابهم يدعو للقتل.

العراق

أنظروا إلى المسلمين، هل قالوا عن حروب العراق وأفغانستان والتي قال جورج بوش يومها إنّها “الحروب الصليبية”، هي حروب المسيحيين على المسلمين؟ وهل قالوا إن التعذيب الذي حصل بحق سجناء أبو غريب في العراق، والتعذيب الذي حصل ويحصل في سجن غوانتامو، هو تعذيب للمسلمين من قبل مسيحيين؟

كلا وألف كلا، لأن المسلمين يعلمون أنه حاشا للسيد المسيح أن يكون قد دعا يوما للقتل والتعذيب.

لا أيها المسيحيون، لستم أنتم من يتضرّر من داعش وأخواتها. بل هو المسلم الذي بات بنظر الكثير من المسيحيين إرهابيا، فقط لأنهم اقتنعوا بأن اعمالا عدوانيّة غير إسلامية، تعبّرعن الإسلام.

السابق
طلال سلمان ولقمان سليم يسهران سويّاً… مع «شيعة السفارة»
التالي
السيد محمد حسن الامين (2):الحرية الفكرية أطلقها الإسلام وقيّدها الحكام‏