حقيقة ما جرى في السعديات: سرايا حزب الله تعتدي على أبناء البلدة

السعديات
دارت اشباكات عنيفة ليل الثلاثاء - الأربعاء بين مناصري تيار المستقبل وسرايا المقاومة في بلدة السعديات في إقليم الخروب، استمرت الإشتباكات حوالي الساعتين ونصف قبل تدخل الجيش وفضّ الإشتباك وإعادة الهدوء الى المنطقة. فما تفاصيل هذه الإشتباكات؟

بحسب مصادر من داخل بلدة السعديات حيث دارت الإشتباكات، فقد أوقع الإشتباك 7 جرحى،أربعة منهم تابعين لحزب الله أحدهم مسؤول عسكري في الحزب وحالته حرجة، وثلاث شباب مدنيين لا علاقة لهم في الإشتباك ولكن صودف مرورهم فن بلدة السعديات.

وبحسب مصدر من داخل البلدة الذي شرح لـ«جنوبية» تفاصيل الإشتباك وأسبابه، أكدّ أنّ «شباب السعديات كانوا في حالة الدفاع عن النفس»، وفي التفاصيل، أنه «بعد منتصف ليل الثلثاء بنصف ساعة تقريباً، مرّت سيارة داخلها عناصر تابعة لسرايا المقاومة وأطلقت الرصاص على مقهى صغير يقع عند مدخل بلدة السعديات، لصاحبه محمد الأسعد، حينها اضطرّ شباب البلدة ومن ضمنهم عدد من مناصري تيار المستقبل إلى الدفاع عن أنفسهم وبلدتهم، وردّوا على مصادر النيران. علماً أنّ اكثر من سيارة جالت في السعديات وبدأت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي».

بعد منتصف ليل الثلثاء بنصف ساعة تقريباً، مرّت سيارة داخلها عناصر تابعين لسرايا المقاومة وأطلقت الرصاص على مقهى صغير يقع عند مدخل بلدة السعديات، لصاحبه محمد الأسعد

وقد نفى المصدر نفياً قاطعاً ما ورد في بعض الوسائل الإعلامية، أنّ مناصري تيار المستقبل دخلوا على مصلى تابع للحزب واعتدوا على المصلين.

السعديات

أمّا أسباب الإشتباك، فليست وليدة أمس بحسب المصدر نفسه، بل تعود إلى الأسبوعين الماضيين عندما افتتح عناصر سرايا المقاومة وحزب الله، مصلى في شقة داخل مبنى تابع لـ«حزب الله» عند مدخل السعديات أي مدخل إقليم الخروب.

هذا المصلى استفزّ أبناء بلدة السعديات بسبب تركيب مكبرات صوت على سطح المبنى، وبدأوا برفع الأذان. إضافةً إلى وضع «الندبيات» على مكبرات الصوت، وفي سيارات رباعية الدفع تابعة لسرايا المقاومة تجول في البلدة باستمرار. ولم يقتصر الأمر بحسب المصدر على المصلى ورفع الأذان و«الندبيات» بل وصل الإستفزاز إلى تسيير دوريات ليلية من قبل سرايا المقاومة تجوب أحياء السعديات بانتظام بسيارات ذات زجاج داكن.

ولم يقتصر الأمر بحسب المصدر على المصلى ورفع الأذان و«الندبيات» بل وصل الإستفزاز إلى تسيير دوريات ليلية من قبل سرايا المقاومة تجوب أحياء البلدة بانتظام بسيارات ذات زجاج داكن

هذه الإستفزازات من قبل عناصر سرايا المقاومة استدعت من أبناء البلدة، ومن مسؤولي تيار المستقبل تحديداً، تحرك لحث الحزب على وقف هذه التصرفات. هذا التحرك بحسب المصدر كان عبارة عن حوار للوصول الى حلّ دون وقوع أي إشكال.

«وصل الإعتراض إلى قيادة الحزب، فكان هناك تجاوب جزئي، إلى أنّه منذ يومين عادوا ورفعوا الآذان من داخل المصلّى. وعادت دورياتهم تجول البلدة، حتى وصل الأمر إلى التعدي وإطلاق الرصاص».

ولفت المصدر أنّ رفض وجود المصلى يعود إلى طبيعة منطقة إقليم الخروب وأبناء السعديات، المعروفة بانتمائها للطائفة الاسلامية السنيّة. «لذلك رفضنا هذا المصلى لأنه أنشئ من اجل الاستفزاز، وسوف يزيد التطرف من هنا ومن هناك، فليس مقبولا أن يفرضوا طقوسهم بالقوة على منطقة لا تؤيّدهم، خصوصاً مع قرب عاشوراء فإذا سمحنا بالمصلى سنصل إلى إحياء مراسم عاشوراء ومسيرات» ختم المصدر.

ما حصل امس هو اطلاق نار على بيوت الناس واقتحامها، وقد رد المواطنون على هذه الجماعات

وتعليقاً على الحادثة، اعتبر النائب محمد الحجار «ان ما حصل امس في السعديات ضريبة يتحملها المواطن بسبب سلاح حزب الله غير الشرعي»، وسأل : «بأي حق يفتح الحزب مكتبا في المنطقة؟»
واوضح الحجار في حديث إذاعي ان «ما حصل امس اطلاق نار على بيوت الناس واقتحامها، وقد رد المواطنون على هذه الجماعات»، مشدداً على انه «لا يجوز ان تبقى سرايا المقاومة موجودة».
ودعا الحجار حزب الله الى «تحمل مسؤولياته وان يتخذ موقفا مسؤولا لوقف هذا التمادي».

السعديات

كما واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أنه «حصل إشكال في محلة السعديات بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية، تطوّر إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى. وعلى الأثر تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حول مكان الاشتباك، كما قامت بتسيير دوريات مكثفة وتركيز حواجز ثابتة وظرفية في مختلف أنحاء المنطقة. أُعيد الوضع إلى طبيعته وتستمرّ قوى الجيش بتنفيذ عمليات دهم بحثاً عن المتورطين في الحادث. وقد أصيب أحد عناصر الجيش بجروح غير خطرة أثناء تنفيذ المهمة».

السابق
جنبلاط يستعين بالمشايخ لحث دروز سوريا على التجاوب
التالي
«الإغاثية» في إفطارها الرمضاني السنوي: لزيادة الدعم المقدم للبنانيين