الصيام الأطول في السويد.. لكن الاقسى في بيروت

يبلغ عدد ساعات الصيام في لبنان هذا العام 16 ونصف.. في ظل حرارة مرتفعة وانقطاع دائم للكهرباء، وشح في المياه، وغلاء معيشي وتدنيّ الرواتب، ومضاربات العمال السوريين.. فكيف سيكون رمضان هذا العام اذن؟

يتميّز شهر رمضان لدى المسلمين دوما بأن الزينة تُعلن قدومه، حيث يتفننون في معظم الدول العربية بتزيين المساجد والحارات ومداخل المؤسسات التجارية، إضافة الى الإنارة الإضافيّة كدلالة على النور القادم من الالتزام بالعبادات، والصيام واحدة منها، والتي لا يتوانى أي مسلم عن أدائها رغم مشقتها، خاصة انها تأتي منذ عدة أعوام في فصل الصيف.

ولمن لا يعرف.. فإن السنة الهجرية تتقدم كل عام عن السنّة الميلادية عشرة أيام، ما يعني أن شهرا ميلاديا يتوزع على 3 سنوات هجرية، وهذا يؤدي الى أن تمرّ ثلاث سنوات من الصيام في شهر حزيران مثلا، وهكذا دواليك الى ان ينتهي فصل الصيف المكوّن في لبنان من 3 أشهر تقريبا. اي اننا في لبنان نعيش تسع سنوات كل دورة رمضانية مكونة من 36شهرا من الحرّ, وطبعا المؤمن يرى في ذلك امتحانا لصبره على المكاره.

كان الصيام، فيما مضى، عبارة عن التحضّر لدخول شهر الصيام بالزيارات والإستسماح والزينة والتموين وإعادة وصل ما انقطع من الأرحام..

لكن اليوم، ومنذ سنوات تبدلّت أحوال المجتمع اللبناني، بشكل خاص، كثيرا من خلال التنّدر على عدد الساعات التي يقضيها الصائم على شاشات التلفزة بدل قضائها في أداء العبادات، وللكاريكاتير حصته الكبيرة في التعبير الساخر خاصة لدى المصريين.

اليوم ينام الصائم بُعيد فترة السحور حتى منتصف النهار.. وينهض ليُصليّ ويُمضي ساعاته الباقية امام الشاشات، متنّقلا بين مسلسل وآخر، ومسابقة رمضانية وأخرى، الى ان يحين موعد الإفطار، وهكذا دواليك، طيلة 30 يوميا..

والعبرة من الموضوع ان الفرحة التي كانت تسبق شهر الصوم اختفت في الاعوام الاخيرة الا فيما ندر من وزينة لدى المؤسسات الخيرية في بيروت كدار الايتام الاسلامية التي تعتمد على التبرعات، بسبب تغيّر الاحوال الاقتصادية، وارتفاع عدد اللاجئين، وارتفاع الاسعار، واقتصار العوائل على شراء الضروريات واللوزام، اضافة الى انحسار دعوات الافطار وبالتالي التبرعات لهذه الجمعية اوتلك.

فالحالة الأمنيّة في لبنان، بشكل عام، وفي المحيط السوري، بشكل خاص، ضربت الأسواق وقضمت الأعمال التجارية نوعا ما، وهذا ما لحظناه العام الماضي حيث خفّت نسبة التسوق كثيرا اذ عبّر التجار عن امتعاضهم من تراجع حركة السوق وتوّجه الناس نحو الإكتفاء بما يملكون من ألبسة قديمة، بل وصل الامر الى ان تمتنع بعض العائلات عن الصوم بسبب عدم القدرة على شراء مستلزمات صحن الفتوش الأساسي مثلا.

اضافة الى الحزن والغم المسيطرين ومرّدهما الى إرتفاع عدد الشهداء الذين يسقطون في سوريا من اللبنانيين سواء ممن هم من مؤيدي النظام السوري أو ممن هم من معارضيه.

الصيام الأطول

يصل الصيام في دول اوروبا الى 23ساعة!

ففي فنلندا تبلغ ساعات الصيام ما يقارب 21 ساعة، وتبلغ ساعات الافطار 3 ساعا ت فقط. أما في شمالها فتغيب فيها الشمس لساعة واحدة فقط ويستمرالصيام فيها لأكثر من 23 ساعة. وفي في مناطق معينة من السويد الشمس قد لا تغيب إطلاقا.

اما في هولندا وبلجيكا 18 ساعة، وإسبانيا 17 ساعة، وفي كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا فتصل الى 16 ساعة.

الصيام الاقصر

اما أقل ساعات الصيام فتقع في كل من أستراليا وجنوب افريقيا حيث تكون مدة الصيام 10 ساعات فقط، اما البرازيل فتصل الى11 ساعة، والمكسيك 13 ساعة.

السابق
ملف حزب الله (9): عن تحويل بلديات الجنوب الى مراكز حزبية
التالي
رحل محمد ناصيف مهندس الأمن السياسي لنظام الاسد