مجلس الوزراء «مكانك راوح» والتصلب على حاله وقف استقبال النازحين السوريين قرار حاسم ونهائي

الحكومة اللبنانية

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : حجبت التطورات الامنية الدراماتيكية المتنقلة بين فرنسا وتونس والكويت الانظار عن مستجدات الداخل، حيث غلب التريّث على المشاورات والاتصالات السياسية في شأن تحديد موعد نهائي لجلسة مجلس الوزراء بعد اصطدام المساعي بتطلب الشروط

وشهدت ساعات النهار موجة من الهجمات الارهابية بدأت بهجوم صباحي على مصنع للغاز قرب ليون شرقي فرنسا “ادى الى سقوط قتيل واصابة شخصين وعثر في المكان على جثة مقطوعة الرأس وعليها كتابات، أعقبه آخر استهدف مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية أثناء صلاة الجمعة، نفذه انتحاري فجر نفسه وسط المصلين، ما ادى الى سقوط نحو 24 قتيلا واصابة العشرات، واعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم معلنا ان منفذه يدعى “ابو سليمان الموحد”. ولم يكد يمضي اكثر من ساعة حتى فتح مسلح النار من رشاش كلاشينكوف على سياح أمام فندقين في منتجع سوسة (تونس)، أسفر عن مقتل 27 شخصا في حصيلة شبه نهائية، من بينهم سياح.
مواجهة فرنسا

واستنفرت التفجيرات الارهابية الدول الثلاث التي تأهبت في مواجهة موجة العنف، فأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي غادر القمة الاوروبية عائدا الى باريس، عقد مجلس مصغر في قصر الإليزيه مؤكدا ان الهجوم إرهابي وان الحكومة تقوم بالعمل وفق ما يطلبه الفرنسيون لحمايتهم من أي تهديد، اما رئيس الوزراء مانويل فالس فالغى زيارة الى اميركا اللاتينية لمتابعة الوضع عن كثب، في حين اوضح وزير الداخلية برنار كازنوف توقيف المشتبه به وهو ياسين صالح الذي كان يقطن في ليون، وتم تشديد الاجراءات الامنية في جميع المواقع الحساسة في ليون. اما الحكومة الكويتية فعقدت اجتماعا طارئا اثر استهداف المسجد في عملية هي الاولى من نوعها في البلاد بعدما كان الاستهداف تركز في المرحلة الاخيرة على مساجد في المملكة العربية السعودية، . وفي تونس قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن قوات الأمن تمكنت من قتل المسلح وجرى تطويق المكان أمنيا ومازالت عملية تفتيش واسعة جارية في المنطقة.
عشية الاتفاق النووي

وجاءت التطورات الامنية عشية توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست في 30 الجاري، اذ تشهد المرحلة تجاذبات كبيرة ومحاولات أخيرة لفرض الشروط وتحصين المواقع في مقابل بدء التحضيرات لما تفترضه الساحات الدولية والاقليمية من تسويات سياسية، حيث يلاحظ حراك ناشط في هذا الاتجاه من الجانب الروسي لا سيما مع الدول المؤثرة والفاعلة في ازمات منطقة الشرق الاوسط.

الحكومة: وفي مقابل السخونة النووية وغليان التفجيرات الارهابية، برودة سياسية لا مثيل لها في الداخل. فالازمة الحكومية، “مكانك راوح”، والاتصالات لتأمين انعقاد جلسة منتجة لمجلس الوزراء من دون افق حتى الساعة، فيما ينتظر ان تظهر الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة تمام سلام الى عين التينة قريبا، مؤشرات الى الاتجاهات التي ستسلكها الامور على المستوى الحكومي في الفترة المقبلة تعطيلا او انتاجية. وفي السياق، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”المركزية” ان “العقبة امام التئام المجلس معروفة، لكن أسلوب سلام في التعاطي لا يقوم على المجابهة، بل على الامتصاص والاحاطة ومحاولة استيعاب الازمة لحلّها، لكن اذا بقيت المساعي تصطدم بحائط مسدود، فلا بد انذاك من ان يدعو سلام الى جلسة”. ولفت الى ان “سلام قد يكون استجاب لتمنيات رئيس مجلس النواب بعدم توجيه الدعوة هذا الاسبوع ، فهما يلعبان سويا دور صمام الامان”.
مصادر عين التينة

وقالت مصادر عين التينة ان الجهد يتركز اليوم على عودة مجلس الوزراء في جلسة ان لم تكن منتجة بداية، فقد تكون لكسر الجليد وتقريب وجهات النظر حول الملفات العالقة.واشارت الى ان رئيسي المجلس النيابي والحكومة متفقان على ان الحكومة مجتمعة قادرة وبالغالبية بحسب الدستور ان تقر اي مشروع ،ولكنهما حريصان على ان تكون القرارات بالتوافق قبل الاحتكام الى الغالبية بالتصوية وللرئيس سلام حق طرح مشاريع من خارج جدول الاعمال في خلال الجلسة. واكدت انه والرئيس بري متفقان على حتمية فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لان الاوضاع في البلاد بلغت مرحلة الخطورة وتداعياتها السلبية تخطت وجوب تشريع الضرورة والمأزق يطاول الجميع ولا يقتصر على فئة او مذهب وطائفة.
النزوح السوري

على صعيد آخر وفي ما يتصل بأزمة النزوح السوري وجديدها المرتقب، كشف درباس ان “لبنان في صدد تحضير ورقة لرفعها الى “الجامعة العربية” بعد مناقشتها مع سلام الاثنين، سنطرح فيها كيفية معالجة الوجود السوري في مكان اللجوء أكان في الداخل والخارج، فتحسن ظروف الداخل السوري تشجعهم على العودة الى بلادهم. في الوقت عينه، سنبحث في كيفية العناية بالنازحين، لان تركهم من دون عناية، سيجعلهم بؤرة توتر”، مضيفا “لدينا بنك مشاريع لا تنتهي، يمكن ان تساعدنا الدول العربية في تحقيقها، منها: تحسين ظروف معيشة النازحين عبر توليد طاقة نظيفة شمسية وهوائية في اماكن وجودهم، انشاء دور حضانة للاطفال السوريين واللبنانيين الاكثر فقرا فننقذ اجيالا من الانحراف والبؤس والتعاسة، تمويل مشاريع يعمل فيها النازحون وينتجون بدل ان يكونوا عاطلين عن العمل، ضمن مجالات العمل التي يسمح فيها القانون اللبناني، وتشكيل المجتمع العربي حلقة ضغط على المجتمع الدولي لايجاد مناطق آمنة في سوريا. وعن تخوفه من موجة نزوح جديدة مع انطلاق معركة دمشق التي تقرع طبولها اليوم، أجاب درباس بحزم “لست متخوفا شخصيا، فقرارنا بوقف استقبال النازحين حاسم ونهائي ولا رجعة عنه”.
دعم دولي

وليس بعيدا وفي رسالة دعم دولي جديدة للبنان، اعتبرت ممثلة الأمين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ ان “لبنان جوهرة الشرق” آملة ان “يبقى مستقرا وبعيدا من المخاطر”، مشيرة الى ان “المجتمع الدولي يقف الى جانب لبنان لمساعدته ودعمه”. وقالت خلال جولة جنوبية لها في مرجعيون وحاصبيا قبيل توجهها الى نيويورك في 8 تموز المقبل، لاطلاع مجلس الأمن الدولي على سير تطبيق القرار 1701 ووضع المنطقة. ان “الامم المتحدة تتابع الوضع لترى كيف تساعد الحكومة اللبنانية بهدف تقديم الخدمات للمواطنين وزيادة التنمية لأن السلم والأمن متوازيان مع عمل التنمية وحقوق الانسان، فوجود مليون ونصف سوري امر صعب بالنسبة للبنان، والمجتمع الدولي الى جانب لبنان لمساعدته”.
تداعيات اشرطة التعذيب

في سياق منفصل، لم تنحسر بعد تداعيات أشرطة تعذيب الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، رغم سلوكها طريقها الى المعالجة القانونية والقضائية، اذ تفاعلت القضية امس في الشارع الطرابلسي، ولو في شكل محدود ومضبوط، حيث انطلقت تظاهرة من امام مسجد المنصوري الكبير في المدينة بعد صلاة الجمعة، شارك فيها أكثر من مئة شخص، وصلت الى ساحة النور حيث قطعت الطريق، وسط مطالبات بالافراج عن الموقوفين الاسلاميين.

السابق
إدانة دولية لاعتداءات الكويت وتونس وفرنسا ورفع حالة التأهب في دول أوروبية الإرهاب يضرب ثلاث قارات
التالي
لقاء برّي سلام خلال 24 ساعة معلومات عن طبخة قيد الإنضاج