الراعي في سوريا مجددا ونضال طعمة: هو يمثل المسيح

البطريرك الراعي
في ظل الانقسام اللبناني حول الأوضاع في سوريا والعداء مع سوريا «الأسد» اختلفت الاراء حول زيارة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي إلى سوريا. فهل كانت هذه الزيارة بريئة أم أنها في طياتها ابعادا سياسية؟ وهل نستطيع المقارنة بين البطريرك الراعي والبطريرك صفير؟

للمرّة الثانية، البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في سوريا. إلّا أن هذه المرة الأصوات المستنكرة للزيارة الرعوية لم تكن بحجم زيارته السابقة عام 2013.

وعلى الرغم من تشديد البطريرك مرارا وتكرار ان هذه الزيارة لدمشق رعوية فقط ولن يجري خلالها أي لقاء له دلالات سياسية. إلّا أن الاراء انقسمت بين مؤيدة ومعارضة حتّى في أوساط قوى 14.

ومنهم من اعتبر أن هذه الزيارة كانت تلبيةً لدعوة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، لعقد قمة روحية مسيحية في دمشق فقط كما قال الراعي.

فدعا عضو كتلة “المستقبل” النائب نضال طعمة” في تصريح لموقع “جنوبية” إلى”عدم إعطاء زيارة البطريرك الراعي إلى سوريا أي طابع سياسي”. معتبراّ “ان من حقّه زيارة جميع رعاياه بغض النظر من الموقف تجاه النظام السوري”.

لا نستطيع ان نقول بطريرك 8 او بطريرك 14″

وقد رأى أن “هذه الزيارة من شأنها أن تعطي نوعا من الطمأنينة للمسيحيين في سوريا ومن شأنها أن تنعش الوجود المسيحي في سوريا في هذه المرحلة التي يتعرّض فيها للخطر، وتبرز تمسّك المسيحيين بهذا الشرق”. مضيفًا “الراعي كان واضحًا أن هذه الزيارة رعوية فقط “.

ولفت طعمة إلى أن” البعض من قوى 14 أذار كانوا ضدها والبعض الآخر لم ير فيها دعما للنظام”. وقد رأى أن الراعي يمثل “يسوع المسيح على الأرض لذا لا يمكنه أن يفكر مثلنا و أن يتعامل مع رعاياه على أساس سياسي”.

وقد ذكر بزيارة الراعي السابقة الى دمشق والى فلسطين لم تخلو أيضًا من الانتقاضات قائلاً ” نحن دائمًا ننسى الجوهر ونلتهي بالقشور”.

في حين رأى الصحافي كمال ريشا “أن هذه الزيارة تختلف عن الزيارة السابقة حيث التقى مسؤولين سياسيين آنذاك إلّا انه حتى لو لم يكن هناك مهمة لها طابع سياسي فإن وجوده يعطي أمل للنظام السوري على حساب المظلومية”. وأضاف ان “المهمة التي ذهب اليها خاصة مضمون الرسالة حيث نهى عن (تجارة السلاح في سوريا) ليس لها طعم ولا لون”.

البطريرك نصر الله بطرس صفير الذي لم يزر سوريا طيلة وجوده على رأس الكنيسة المارونية

وأضاف “عمليًا استفاد النظام السوري من هذه الزيارة مجانًا وأعطى بشار حجة انه حامي الاقليات”. وقال “دمّر النظام مئات الكنائس واعادة افتتاح كنيسة لا يفيد الوضع كم ان الرساللة ليس لها قيمة”.

أما عن سبب عدم معارضة هذه الزيارة بحجم الزيارة السابقة قال ريشا: “أطلق البطريرك بعض المواقف المثيرة للجدل منذ تنصيبه لذ لم تأخذه الناس قراراته على محمل الجد”.

البطريرك الراعي

وأضاف: “لا نستطيع المقارنة بين الراعي والبطريرك صفير. فالراعي منذ تعيينه كان لديه هاجس اقلوي بينما صفير كان لديه نهج وطني مسيحي لذا فالراعي نقيض صفير الذي انحاز من أول يوم الى 8 أذار وأغلق الصرح البطريركي بوجه 14 . في حين ان صفير منذ ال 2000 إلى اغتيال رفيق الحريري كان ضد الوجود السوري لذا 14 اذار التقت مع مواقفه لذا لا نستطيع ان نقول بطريرك 8 او بطريرك 14”.

ورأى أن “هناك فرقاً شاسعاً في التعاطي بين البطريرك الراعي وسلفه البطريرك نصر الله بطرس صفير الذي لم يزر سوريا طيلة وجوده على رأس الكنيسة المارونية، خصوصاً في فترة الوصاية السورية على لبنان، كي لا تفسر زيارته لها القبول بهذه الوصاية”.

السابق
إمبراطوريّة حزب الله!
التالي
فتفت: نعيم قاسم حرق عون رئاسياً