هستيريا الرئاسة تضرب الجمهورية

قصر بعبدا
346 يوماً على الفراغ الرئاسي، أي أصبحنا على مشارف العام ولبنان لا يزال يعيش في فراغ بسبب فريق سياسي يعطل البلد من أجل مصالحه الخاصة، بمباركة وتغطية من حزب الله الغارق في الحرب السورية مقابل التشريع والدفاع عن قتال الحزب في سوريا

لا يحتاج العَيبُ أن يفتش عن مكانٍ له في السياسة المتّبعة في الجمهورية اللبنانية، فلقد أصبح العَيبُ معلنًا وفي كل مكان. لقد تخطّت الأعراف والتقاليد وحتى الإتفاقيات حدود الوطن، وأصبح تشريع العيوب هو سيِّد الموقف، وهنا ستُقال الأمور كما هي.

مثلًا، تشكيل الحكومة كان عالقًا على توزير صهر رئيس أحد التيارات السياسية، وفي إحدى مؤتمراته الصحفية قالها، وبكل وقاحة “لعيون الصهر ما تتشكل الحكومة”. توالت الأحداث وتابع تيار العجائب سياسته – التي تنادي بشعارات لا تُشبهها – طريقه في سبيل تدمير الجمهورية.

شَرَّعَ قتل الشعب السوري من القصير إلى حمص وصولًا إلى دمشق وحلب تحت ذريعة التفاهم والسَير بالتكاذب، ثُمَ مؤخرًا تردد بالوصول إلى اليمن!

هُنا شَرَّعَ قتل الشعب السوري من القصير إلى حمص وصولًا إلى دمشق وحلب تحت ذريعة التفاهم والسَير بالتكاذب، ثُمَ مؤخرًا تردد بالوصول إلى اليمن!

 مازال هذا الفريق ملتزمًا سياسة تشريع سلب القرار اللبناني فداءً لمصالحه. فهو لم يكتف بسلب القرار المسيحي، وإراقة دم الشهداء سابقًا،  وغيرها من مواقف التي لا يمكنني وصفها سوى بإستغلال السلطة، بل ذهب بالمسيحيين إلى حيث لم يكونوا يومًا، فأدخل الوطن في دوامة تشريع حروب حزب الله الخارجية مقابل تغطية سياسته التعطيلية داخليًا، والتي بدورها تخدم الحزب الذي يرى من الوطن نموذجًا عن إيران التي تتبع سياسة الفقر والحرمان الإجتماعي مقابل التوسع وتنفيذ سياسات خرافية.
اليوم، إنتخابات رئاسة الجمهورية التي إكتمل النِصاب فيها لمرة واحدة يتيمة، ثُمَّ أضاع فريق الورقة البيضاء بالإضافة إلى بعض صغار العقول ونابشي قبور البوصلة التي توصلهم إلى المجلس النيابي، ليشرعوا الفراغ كما شرعوا سابقًا توزير الصهر. ففي آخر مستجدات سياساته الهستيرية، لحنُ ضرب الجمهورية في الصميم ينشده هذا الزعيم المسيحي في سبيل إيصال صهره إلى قيادة الجيش، وإلا ماذا؟

لحنُ ضرب الجمهورية في الصميم ينشده هذا الزعيم المسيحي في سبيل إيصال صهره إلى قيادة الجيش


يُهددنا وفريقه – الذي يزعم إنتماءه إلى الوطن – بالخروج من الحكومة إذا لم يصل الصهر الثاني إلى قيادة الجَيش. هذا التهديد هو بمثابة ضرب حقيقي للجمهورية ومتابعة حثيثة لهستيريا الرئاسة التي يتمتع بها هذا النوع من السياسيين. ففي غياب رئيس للجمهورية، يأتي حل الحكومة ضرب من الجنون يجعل العقد الإجتماعي اللبناني عُرضة لكثيرٍ من الأسئلة التي قد لا تُعرف خاتمتها حقا.
هكذًا تضرب هستيريا رئاسة الجمهورية

 

السابق
مواقع إلكترونية تتحدث عن اغتيال بشار الأسد على يد حارسه الإيراني
التالي
ماذا يجري في تل أبيب: ثورة أم تمرد أم شغب؟