لماذا الهجوم على «الوسطية» الشيعية بلبنان والتشهير بها؟‎

الشيخ حسين إسماعيل
يبدو أنّ الوسطية الدينيّة ممنوعة في الوسط الشيعي اللبناني، والسبب هو ما استجدّ هذه الأيام من حلول موجات تعصّب وغلو بدل الإعتدال والتسامح واحترام الرأي الآخر، وهي صفات طبعت مذهب أهل البيت لعقود خلت، تجد اليوم أن من يحملها عرضة للتشهير والتكفير.

 

 

تعرّض سماحة الشيخ حسين اسماعيل إمام مسجد السيد شرف الدين ورئيس “جمعية الوسط الإسلامي اللبناني” في مدينة صور، لحملة تكفير وتشهير من قبل بعض ممن يحملون فكرا متطرّفا وذلك إثر هجوم إعلامي مركّز من قبل أحد قرّاء العزاء وهو السيّد نصرات قشاقش، والسبب هو أنّ الشيخ اسماعيل ترضّى على الخليفتين أبو بكر وعمر والسيدة عائشة في سياق الإجابة على سؤال تمّ توجيهه إليه من على صفحات التواصل الإجتماعي “فيسبوك” من قبل بعض الأخوة من أهل السنة.

جمعية الوسط التي يرأسها تعمل على التقارب بين المسلمين، والتقريب بين المذهبين السني والشيعي

حسين إسماعيل
الشيخ حسين إسماعيل

وقال الشيخ اسماعيل في حديث لـ «جنوبية» أنّ الصدام بينه وبين أصحاب تلك الدعوات التكفيرية الشاذّة كان طبيعيا لأن جمعية الوسط التي يرأسها تعمل على التقارب بين المسلمين، والتقريب بين المذهبين السني والشيعي، على الصعيدين الديني والسياسي، وهذا لا يلائم فكر ولا مصلحة أصحاب هذا النهج المستجد المتطرّف الرافض للآخر والذي يدعو للخصومة الأبدية مع الآخرين .

وأكّد الشيخ اسماعيل أن جمعيته الوسطيّه هي «عربيّة تدعم مسيرة الحوار بين العرب أنفسهم في سبيل بناء وحدة عربيّة تحصّن الوطن العربي وتحميه من المخاطر التي يتعرّض لها بكافة الوجوه، كما تؤمن الجمعيّة بضرورة الحوار الإسلامي الجامع الذي تتقدّمه إيران والسعودية لما يملكان من دور كبير على الصعيدين العربي والاسلامي».

ولدى سؤال سماحة الشيخ عن الجهة تحديدا التي تقود الهجمة عليه وما إذا كان قارىء العزاء السيّد قشاقش هو وحده من يقوم بالحملة أجاب: «كلا بالطبع هناك تيار كامل خطير ومتطرّف وراء تلك الحملة الظالمة التي تستهدفني وتستهدف نهج الاعتدال والوسطية في لبنان بشكل عام، وهذا التيار استغل حالة الاحتقان الطائفي التي تعيشها بلادنا والحروب التي تذكيها النزاعات في سوريا والعراق واليمن وغيرها كي ينفذ بسهوله إلى تلك الساحات مستحضرا التاريخ والعصبيات وداعيا إلى القطيعة النهائية مع إخوننا غير عابىء بالفتنة وخراب الأوطان الذي يمكن أن ينتج بفعل دعواته المتطرّفة تلك.

هناك تيار كامل خطير ومتطرّف وراء تلك الحملة الظالمة التي تستهدفه وتستهدف نهج الاعتدال والوسطية في لبنان بشكل عام

وناشد رئيس جمعية الوسط الاسلامي الشيخ حسين اسماعيل عبر «جنوبية» «جميع الشخصيات الدينية والسياسية الشيعية وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري أن يولوا هذا الموضوع اهتمامهم ويقفوا في وجه ثقافة التكفير واذكاء العصبيات التي تتناقض مع مسيرة العيش المشترك والنهج الوطني الاسلامي الجامع الذي كان قد أسس له الإمام المغيب السيد موسى الصدر وأرست قواعده القيادة الحالية المتمثلة بالرئيس بري، وبات اليوم مهدّدا فكريا وثقافيا بفعل تلك الدعوات المتطرّفة المشبوهة».

السابق
أصحاب محطات توزيع الساتلايت مستمرون في اعتصامهم امام قصر العدل
التالي
مواقع إلكترونية تتحدث عن اغتيال بشار الأسد على يد حارسه الإيراني