قوى «8 آذار» منشغلة بكلام السنيورة

فؤاد السنيورة

انشغلت الاوساط السياسية في “8 آذار” وفق “النهار” بكلام رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، والذي قال فيه ان “لا منطق في معادلة عون للرئاسة وروكز للقيادة” وقوله إنه “لا يرى حظوظا للعماد عون بالرئاسة وانه غير مقتنع بان “حزب الله” يريده”، وامتنع نواب في “التيار الوطني الحر” عن التعليق عليه “في انتظار اتضاحه اكثر”.

–          سأل النائب والوزير السابق ايلي الفرزلي عما اذا كان “هذا الكلام تمهيداً لموقف سيصدر من الرئيس سعد الحريري ويعبر في النهاية عن الخلاصة نفسها، أم ان السنيورة يقول لمن يهمه الأمر إنه هو القائد الفعلي للمستقبل”.

كتب جوني منير في “الجمهورية”: ما بين المفاوضات والمثالثة والجنون

.. في لبنان، فالعَدّ العكسي لزَوال الحكومة يبدو أنّه بدأ. وممكن أن يكون العَدّ قصيراً ويَنتهي مع التمديد للقادة الأمنيين، أو ممكن أن يكون أطولَ بقليل وينتظر ملفّاً خلافيّاً آخر، إلّا إذا أسرعَت واشنطن وطرحَت تسوية مع طهران، وهو ما يراهن عليه الحريري بعد زيارته لواشنطن. الحريري بحَث مع مسؤولين أميركيين استحقاقَ قيادة الجيش من كلّ جوانبه والآثار المترتبة عليه. وقيل إنّ هؤلاء المسؤولين شَجّعوا في اتّجاه حصول تعيينات جديدة، وان الحريري بدا أكثرَ مرونةً تجاه ذلك، لكن من خلال تسوية شاملة تطاوِل ملفّ الاستحقاق الرئاسي أيضاً وعناوين المرحلة المقبلة.

لكن إذا رفضَ العماد ميشال عون فهذا يَعني أنّه سيَخرج من الحكومة. وخِلافاً لاعتقاد العديد من الأطراف، فإنّ «حزب الله» متفاهِم مع عون على أنّه وفي حال خروجِه من الحكومة، سيَخرج الحزب معه وسيَتبعه النائب سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق» وستُصبح عندها الحكومة غيرَ موجودة. «حزب الله» يُدرك جيّداً أنّ هذا الوضع يعني الدخول فعلياً في مرحلة المؤتمر التأسيسي، وقد يكون كلام الرئيس نبيه برّي عن حلّ مجلس النواب إشارة تحذير من الاتّجاه الذي تسلكه الأمور.

المهِمّ أنّ تحَلّلَ الدولة اللبنانية سيأتي وفق أسباب داخلية، لكنّه سيكون وفق حساب وتوقيت إقليمي بامتياز للوصول الى المؤتمر التأسيسي والدولة الجديدة القائمة على المثالثة. ولكي لا نكون سُذَّجاً فإنّ الحسابات الحقيقية القائمة في الكواليس الآن إنّما تستند إلى هذه الصورة. إحدى الشخصيات السياسية التي تدفَع في اتّجاه الذهاب في المواجهة إلى الآخر، تقول إنّ المثالثة تبقى حَلّاً ممتازاً كونها على الأقلّ تمنح المسيحيين حصّةً صافية لا يشاركهم فيها أحد..

كتب عماد مرمل في “السفير”: هذا هو مرشح “المستقبل” لقيادة الجيش

بات واضحا ان الاسباب التي تمنع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، هي ذاتها التي تمنع حتى الآن التوافق على اختيار العميد شامل روكز قائدا للجيش، اي ان أغلب المعترضين على الاول هم انفسهم لا يتحمسون للثاني ولو ضمنا، بعدما أصبحوا يجدون فيه امتدادا سياسيا وعائليا للجنرال، برغم انهم يعترفون في الظاهر بجدارته الشخصية. ولئن كان يُروى ان الرئيس سعد الحريري ابلغ عون موافقته على تعيين روكز، ثم أبلغ الرئيس نبيه بري تفضيله التمديد للقادة الامنيين، فان ما يوحي به «المستقبل» هو ان مرشحه الاساسي يبقى «اللاشغور»، إذ يؤكد مصدر بارز فيه ان المعيار الثابت للتيار هو رفض الشغور في قيادة الجيش، «ما يعني انه في حال تعذر تأمين ثلثي الاصوات في مجلس الوزراء لاختيار قائد جديد، فلا مفر عندها من التمديد للعماد جان قهوجي، على قاعدة ان التمديد أفضل من الفراغ، أو أقل سوءا منه».

ويتجنب المصدر تحديد موقف واضح من خيار روكز، لافتا الانتباه الى انه يُفترض ان تُطرح الاسماء المقترحة لقيادة المؤسسة العسكرية على طاولة مجلس الوزراء، حيث يتم النقاش ويُتخذ القرار، «أما الموقف النهائي لـ «المستقبل» فيُبحث في غرفة مغلقة، وليس على الملأ». ويعتبر «الواقعيون» ان التمديد لقهوجي سيكون بمثابة ممر إلزامي إذا أخفق مجلس الوزراء في تعيين بديل عنه، لافتين الانتباه الى ان الجيش، بقيادته، حقق انجازات نوعية في مواجهة الارهاب، من حسم معركة عبرا الى حسم معركة طرابلس واستعادة المبادرة في الجرود الشرقية مرورا بالضربات الموجعة والمتلاحقة التي تتلقاها الخلايا والمجموعات الارهابية، وبالتالي فان بقاء قهوجي في موقعه في هذه الفترة، إذا اقتضت الضرورة، سيسمح باستمرار الزخم الحالي..

 

السابق
درباس يعود عن إعتكافه
التالي
ابن شوماخر على خطى أبيه