من شيعي إلى حزب الله: ستبقون مع الأسد وتتحمّلون التبعات؟

حزب الله
الإمام علي قال: "ﻻ تقاتلوا الخوارج بعدي". أهكذا تكون المشاركة ويكون التفاهم لبناء الوطن؟ فقط ﻷننا قلنا "ﻻ تقتلونا. ﻻ تقتلوا أوﻻدكم وأوﻻدنا. ﻻ تسلموا بيارقنا وبنادقنا إلى سفيه مرحوم مثل رستم أبو شحاطة؟ أهكذا تردون علينا؟ أهكذا تكون السياسة والتقية والديبلوماسية والكلمة السواء؟ ونحن ﻻ نملك سلاحا.
كثيرون خاضوا ويخوضون في قتل رستم غزالة أبو شحاطة. وهذا حق للكل. سلبا وإيجابا من باب حرية التعبير المسؤولة. ولفتتني ردود من نوع ما قاله البعض عن تعدّد المستفيدين والمتزلّفين والمتزحفطين وماسحي الجوخ وماسحي اﻷحذية.

1- نتفهّم هذا كلّه
 إن قام به منتمون إلى قوى 14 أو 8 آذار ومن لفّ لفّهما. صورة من هنا وخطاب من هناك. مفتاح من هنا وتكريم وغداء من هناك. هذا كله نفهمه. من باب اللياقات والعلاقات السياسية والتقية الشيعية. كلّه مقبول. أفهمه وﻻ أعلق عليه عند الكلام الجدّي.

2- لكن هناك فرق بين أن تقدم كل هذه اللياقات باسم اﻷمر الواقع وتحت ما نعيشه من ضغوطات وبين التزلف الذي بدأ بعد اندحار نظام سورية اﻷسد من لبنان.

3- كان لرأس النظام خطاب شهير استبشر به أتباعه في سورية وتباهى به أتباعه في لبنان. وقال فيه ما معناه إنّه أخطأ وخبّص ودعوس وكان فاسدا وتدخّل بما ﻻ يعنيه في لبنان وطلب السماح. رأس النظام قال ذلك. وهذا مسجّل للذي يعود إلى الأرشيف. ومع ذلك قامت تظاهرات أتباعه وأذنابه لتقول وتكرر وتتباهى: شكرا سوريا اﻷسد. شكرا سوريا اﻷسد. ماشي. غفرنا للضرورات السياسية. مع أن في ذلك “تزحفط” وهذا مصطلح لحّودي.

4- ترك نظام اﻷسدين لبنان. وجاء النصر اﻹلهي بعد عام تقريبا. إلى أين حملتم غنيمة المقاومة الإسلامية وأودعتموها؟ إلى سوريا الأسد. إلى المخابراتي المتهم على اﻷقل من نصف الشعب اللبناني بأنّه قاتل رفيق الحريري.

5- إنتهى زمن الوصاية وقام شعب سوريا بثورة سلمية ضدّ ما قال اﻷسد اﻹبن في خطاب أول. حدّد الشعب سلمية الثورة طوال سبعة أشهر. هزّ النظام. السؤآل:إلى أين أرسلنا أوﻻدنا؟ أرستموهم ليقاتلوا دفاعا عن نظام اﻷسد ورستم غزالة ومن شابههم وحالفهم. المخبّص المدعوس كما هو قال. ولماذا؟ لننصره على شعبه، بعد أن بذل الأسد ونظامه جهودا جبارة لعسكرة الاتفاضة السلمية.. وكان له ما أراد. لماذا أرسلتم أوﻻدنا وشبابنا للدفاع عنه؟ 
6- ها نحن اﻵن نعيش عصر انهيار هذا النظام الذي مديتموه باﻷوكسجين والحياة ﻷكثر من سنتين. وها هي سوريا تنهار وتتدمر. إلى أين تذهبون بأوﻻنا؟ ليضحوا من أجل سوريا اﻷسد والبراميل والكيماوي وصواريخ اﻷرض-أرض والراجمات القاتلة.؟ والأمين على “المقاومة اﻹسلامية” يؤكد: “والله لو عزّ اﻷمر واحتاج الدفاع عن النظام لأهلي وأوﻻدي وعائلتي ونفسي ما قصّرت”. طيب من أجل نظام رستم أبو شحاطة ونظام المخابرات المنهزم المرتد إلى الداخل السوري نفتديه بالنفس واﻷوﻻد واﻷهل؟ لماذا كل هذه التضحية؟ من هو الضاغط عليكم؟ وهذه إيران اﻷقرب تعقد اتفاقات مع الشيطان اﻷكبر وتأخذ البدائل وتتصرف وﻻ تسأل عن أسد أو غيره! نحن ماذا دهانا نموت دفاعا عن نظام مخابراتي؟

7- يبدو أن خياراتكم هي إعطاء السلاح والرجال والدم لحماية نظام الموت والتوريث والفساد والقتل بالبراميل والصواريخ. وتدعوننا يوميا إلى التنسيق مع النظام. روسيا ﻻ تنسق. اﻷردن ﻻ ينسق. الفلسطينيون أصحاب القضية ﻻ ينسقون. حماس بعينها ﻻ تنسق ولحم أكتافها من إيران. لماذا أنت وأنا مطلوب منا بالقوة أن ننسق وندافع ونموت؟ لماذا؟ وإن لم نفعل فنحن في نظركم، معشر ممانعة رستم، خونة وعملاء صهائنة؟ لماذا يا أهلنا ؟ لماذا؟

8- لابأس. إعتبرونا خوارج. اعتبرونا نواصب. اعتبرونا أقليات. لكن عاملونا بـ”كلمة سواء”. والإمام علي قال: “ﻻ تقاتلوا الخوارج بعدي”. أهكذا تكون المشاركة ويكون التفاهم لبناء الوطن؟ فقط ﻷننا قلنا “ﻻ تقتلونا. ﻻ تقتلوا أوﻻدكم وأوﻻدنا. ﻻ تسلموا بيارقنا وبنادقنا إلى سفيه مرحوم مثل رستم أبو شحاطة؟ أهكذا تردون علينا؟ أهكذا تكون السياسة والتقية والديبلوماسية والكلمة السواء؟ ونحن ﻻ نملك سلاحا. وﻻ سفكنا دما. وﻻ قاتلناكم. وﻻ نريد وﻻ يمكننا لو أردنا. بل نحن مصرون على العيش والحياة معكم بكرامة. لبناء لبنان. فلمَ  أصابتكم لوثة الداعشية؟ سامحناكم. لكن ابقوا مع أبي شحاطة ومع نظام اﻷسدين وتحملوا التبعات. وليكن ما يكون. ولكن تأكدوا: “نحن لن نقاتلكم”. فقط “تعالوا إلى كلمة سواء”.
السابق
الغزال قدم استقالته لدى المحافظ نهرا ويعقد مؤتمرا صحافيا اليوم
التالي
الجيش يستهدف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك