عصام بريدي تجاهل إجراءات السلامة فقتلته.. فلنجعل موته عبرة

عصام بريدي
حان الوقت لنتعلّم كيف نقود على الطرقات غير المؤهلة بمعظمها في لبنان، وننتبه على سلامتنا وسلامة غيرنا، فالعمر جميل والحياة حلوة، ولا نستطيع أن نفقد في كلّ مرّة ولنفس الأسباب عزيزاً. هنا أجوبة حول مسؤولية بريدي عن موته، ودعوة إلى تحويل موته لحملة توعية للشباب الذين يفعلون ما فعله.

بعد حزمة من الشائعات التي أثارت الرأي العام حول وفاة الفنان عصام بريدي، وأخباؤدر ومعلومات عن أنه كان مسرعاً، وأنه كان يتحدث على تطبيق “الواتسآب”، وأنه لم يكن يضع حزام الأمان وربما كانت نسبة الكحول في دمه عالية… لا بد من التساؤل حول حول مدى تجاهله إجراءات السلامة، ومسؤوليته عن قتل تفسه.

اللافت أنها المرّة الأولى الذي يتأثر بها لبنان بوفاة فنّان لهذه الدرجة. إذ سبق أن فارق الحياة عمالقة الفنّ في لبنان أمثال وديع الصافي وصباح وفهمان وغيرهم من الذين تركوا ضحكة وبصمة داخل كلّ بيت لبناني، من دون هذا الحزن العميم.

ربما يعود هذا التأثير الة كون عصام كان شابا في مقتبل العمر مشهورا وكوميديا ناجحا استطاع من خلال مسيرته القصيرة أن يبعث في قلوب اللبنانيين الفرحة التي يبحثون عنها في كل مكان.

عصام بريديبحسب أمين سر اليازا المتخصّص  بإدارة السلامة المرورية كامل ابراهيم في حديث للنهار فإنه “يمكن الحديث عن عوامل متداخلة،  من سرعة غير ملائمة للظروف المناخية التي كانت  سائدة، فقد تكون السرعة المسموح بها على طريق  ما 100 كلم في الظروف العادية لكن في طقس ماطر يجب تخفيض  السرعة الى النصف تقريباً. كما  قد يكون هناك سلوك خاطئ من  خلال ارسال رسائل على الهاتف كما ذكرت بعض وسائل  الاعلام، او قد يكون غلبه  النعاس للحظة ما، ويبقى عدم استعماله  حزام الأمان السبب الرئيسي لانتهاء الحادث بطريقة مأساوية،  اذ ارتطم دولاب السيارة بالحافة ما أدى الى دورانها  وفتح باب عصام، الذي خرج منها وارتطم بالارض، وكانت قوة  الضربة على الرأس فحصل نزيف ادى الى وفاته على الفور، كما  تعرّض لكسور في يديه ورجليه.  اماالسيارة فوقعت من فوق الجسر  على بعد 15 مترًا من مكان اصطدامها بالحافة”.
وقال مصدر مطّلع على التحقيق بقضية وفاة عصام، في خديث خاص لجنوبية، إنه “من غير الجائز خروج عصام من الباب إلا في حالة عدم وضعه للحزام الأمان”. وأضاف المصدر: “ثبت أنه كان يرسل رسائل “واتسآب” عبر التلفون قبل دقائق من حدوث الحادث الأليم، إضافة إلى السرعة الفائقة التي كان يقود بها ما جعله يهوي عن الجسر بقوّة”.
عصام بريديوقالت نائب رئيس جمعية “كن هادي” لينا جبران لجنوبية: “من المصادفة أنه في النهار نفسه، وفي العيد الكبير في الموقع نفسه، مكان حادثة الشاب “هادي”، ولكن “هادي” قبله بقليل، فهناك محطتا بنزين في المكان، هادي توفى جانب أول محطة، ونُقل الى  المستشفى نفسها التي نُقل إليها عصام”. وأضافت جبران: “والجدير ذكره أنه في النهار نفسه توفي شاب يدعى شربل، وما زالت صديقته في المستشفى بالعناية المركزّ”.

وبحسب جبران: “ربما ربنا يأخد أشخاصاً تحت الأضواء لأن غيابهم يؤثر أكثر في الناس، فمجرد ان عصام كان تحت الأضواء يمكن لهذه الفاجعة أن تهزّ الشباب وتوعيهم في مكان ما  فنحن نستطيع ان نخلّد ذكرى عصام بأن نتعلّم من الذي حصل معه، وهكذا لا يذهب موته هدراً.. نحن كأهل “هادي” أنشأنا جمعية، وصمّمنا على أن تكون قصة هادي عبرة وقوّة ردع للناس”.

وتابعت جبران: “بما أن الحوادث كثيرة في هذه النقطة، نحن كـ”كن هادي” بصدد وضع “عاكسة ضوئية”، لتنبيه السائق أنه هنا يوجد “حافة”. وأيضاً قبل مكان حادث عصام، الذي صعدت سيارته على “الحافة الواطية” سنضع “المسامير” التي تنبّه السائق الى أنه يقود في مكان لا يجدر به القيادة، مع انعكاسات ضوئية حول هذه “الحافة الواطية”. نحن اقترحنا انه بما أن برنامج “dancing with star” سوف يحوّل ارباح التصويت إلى جمعية “كن هادي”، أن ننشىء في أي مدرسة في ضيعة عصام “فيطرون” ممراً آمناً عبارة عن خطوط بيضاء للمشاة إضافة إلى مسامير ضوئية، لتنبيه السائق بتخفيف سرعته قبل المدرسة، لكي لا تحدث كوارث عندما يكون الطلاّب يدخلون او يخرجون من المدرسة. وهذه العاكسة الضوئية ليست وحدها ما سيخفّف الحوادث بل نحتاج أيضاً إلى التوعية والثقافة. فيجب أن يفهم السائق أنه من المفترض أن يتحمّل مسؤولية حياته، بغضّ النظر عما إذا كنا نعرف الطرق اللبنانية، وهي طرقات الموت، ورغم الخطر نسرع ونشرب الكحول ونقوظ تحت تأثيرها، ونحكي على الواتساب واتسآب، ولا نضع الحزام، نحن اللبنانيون نعرّض حياتنا وحياة غيرنا مرّتين أكثر من غيرنا لكي نموت جرّاء حادث سير”.

السابق
المخرج ريمون جبارة في ذمة الله
التالي
سلام عرض ووزير دفاع ارمينيا العلاقات والتقى رئيسة المحكمة الدولية