تفجيرات الربيع: من صنعاء إلى الجولان والقلمون وعين الحلوة

اليرموك
في المقلب اللبناني ثمة قلق من ان تمتد المواجهات او آثارها نحو الداخل لاسيما المدن والبلدات الحدودية في البقاع. ورغم ان الجيش اللبناني يستعد لمثل هذا الاحتمال، إلا أن بعض المصادر اللبنانية المتابعة تؤكد ان محصلة هذه المواجهة هي التي ستقرر التمديد للقيادات الامنية من عدمه.

تبدو الجغرافية السورية هي الساحة المثالية لترجمة ميدانية للتصعيد السياسي الذي تشهده المنطقة مع “عاصفة الحزم” في اليمن. وهو التصعيد المرشح ان يتخذ ابعاداً عسكرية في محاولة كل طرف جمع اوراق القوة  قبل قرار الجلوس الى طاولة المفاوضات او التسويات. والمهلة التي تفصل بين توقيع الاتفاق النووي وبين توقيع الاتفاق النهائي نهاية حزيران المقبل، ستدفع ايران كما خصومها الى مزيد من العمل لتحقيق تقدم في مساحات المواجهة. لا يبدو ان في اليمن فرصاً لتحقيق تقدم نوعي لأي من الطرفين. فالحوثيون والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ومن خلفهم ايران، يعملون على استيعاب “عاصفة الحزم” بأقل الخسائر الممكنة.

القلمونفي العراق تبدو مساحة الفعل الايراني محكومة بالشراكة الاميركية. وفي لبنان ايضا تبدو شروط المواجهة والتصعيد العسكري محكومين لاعتبارات خارجية ومحلية تتفق على ضبط التصعيد على الساعة السياسية لا اكثر. سورية هي ساحة الاختبار ومساحة المواجهة المفتوحة، والدليل هو الحديث المتنامي عن معركة القلمون السورية واقترابها، كما يردد مسؤولو حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، في مناسبات عدة خلال الاشهر الاخيرة. وهي المعركة التي ينتظر حزب الله والجيش السوري، مع دور محوري للجيش اللبناني، أن تنهي الجماعات المتمركزة في هذه المنطقة وصولا الى داخل الحدود اللبنانية الشرقية. لكن بعض المراقبين يعتبرون ان الثقل الاساسي للمواجهة سيكون في الجنوب السوري امتدادا لحدود الاردن ومع الجولان المحتل، خصوصا ان الثقل المنظم للمعارضة السورية يتمركز في تلك المنطقة. فيما منطقة القلمون تضم مجموعات مسلحة هي اقرب لنمط العصابات المسلحة. ويؤكد معارضون سوريون ان جزءاً من هذه المجموعات اما مخترق من الامن السوري الرسمي او من حزب الله.

المعلومات التي يتم تداولها في اوساط رسمية لبنانية تفيد بأن التعاون الثلاثي بين حزب الله والجيش اللبناني والسوري قائم الى حدّ كبير، وستشكل معركة القلمون بامتداداتها اللبنانية مجال اختبار للجيش اللبناني على هذا الصعيد. خصوصا ان حزب الله يراهن على ان يحقق الجيش اللبناني سدّا نارياً على طول الحدود، يمنع من خلاله ايّ محاولة تسلل للمجموعات السورية، وفي الوقت نفسه يؤمن حماية ظهر حزب الله خلال تنفيذه الهجوم في القلمون. وبين الجنوب السوري والقلمون، يدرك الطرفان انّ المنطقتين تشكلان بوابة الدخول الى دمشق او حمايتها  فالمعارضات السورية تدرك ان السيطرة على هاتين المنطقتين تعني حصار دمشق وربما سقوط النظام. كذلك يدرك هذه الحقيقة النظام السوري والحرس الثوري الايراني الذي عزّز نفوذه في مناطق الجنوب السوري.

سورياخلال الاشهر المقبلة ستشهد مناطق الجنوب والقلمون في سورية تطوراً نوعيا على مستوى المواجهات. والجديد ان قوى المعارضة تتحدث عن تطور في آليات الدعم اللوجستي والتسليح لفصائلها، بوتيرة متزايدة. والتوقعات تشير الى ان طبيعة المواجهة وحدّتها جعلت الاطراف المتصارعة تستعد لتقبل سقوط ضحايا بعدد كبير. لاسيما ان مخاطر وقوع هجوم على مناطق لبنانية يبقى ضمن الحسابات فضلا عن استخدام مرجح لأسلحة صاروخية ضدّ المدنيين.

في المقلب اللبناني ثمة قلق مشروع من ان تمتد المواجهات او آثارها نحو الداخل لاسيما المدن والبلدات الحدودية في البقاع. ورغم ان الجيش اللبناني يستعد لمثل هذا الاحتمال، إلا أن بعض المصادر اللبنانية المتابعة تؤكد ان محصلة هذه المواجهة هي التي ستقرر التمديد للقيادات الامنية من عدمه. وتعتبر ان حزب الله يستخدم هذه المواجهة المرتقبة ليحسم خياره في إمكانية التمديد للعماد جان قهوجي في قيادة الجيش. وفي هذا السياق تلفت مصادر فلسطينية الى تحركات مقلقة في مخيم عين الحلوة على خلفية اغتيال عنصر من حزب الله من قبل مجموعة تابعة لجند الشام في المخيم.

عين الحلوة مخيمولفتت المصادر الى ان ثمة ايحاءات، بل تهديدات مباشرة لمسؤولين في مخيم عين الحلوة من قبل اجهزة رسمية ومن حزب الله، مفادها ان عدم تسليم المتهم بالقتل يمكن ان يؤدي الى تطور عسكري يستعيد مشهد مخيم نهر البارد. هذا رغم ادراك الاجهزة الاستخباراتية اللبنانية لواقع المخيم الامني ولعدم وجود سلطة قادرة على ضبطه. مع علم ابناء المخيم لدور الاجهزة الامنية الرسمية وحزب الله في توفيرهما الحماية لمجموعات فلسطينية اصولية وغير اصولية. والتهديد الذي تلقاه بعض مسؤولي الفصائل دفع الى طرح المخاوف الجدية من ان يكون هناك تحضير لمسرح انفجار داخل المخيم يواكب التصعيد المرتقب في سورية. فمسرح الصراع الممتد على طول المنطقة يجعل من السهل ومن الصعب في آن الربط بين تفجير يحصل في قلب صنعاء وآخر في مخيم عين الحلوة.

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 9/4/2015
التالي
المعلومات تقتل مطلوبين خلال مطاردة في طرابلس