الطوائف المسيحية في صور احتفلت بالفصح

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في صور، بعيد الفصح المجيد، حيث أقيمت القداديس وصلاة الهجمة في الكنائس وفي المنطقة، على وقع قرع الاجراس، وأكدت العظات على تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والعمل على انتخاب رئيس للبلاد والدعوة الى الحوار.

ففي كنيسة سيدة البحار، ترأس رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج قداس العيد، عاونه المونسنيور شربل عبد الله، في حضور جمع غفير من أبناء الطائفة غصت بهم الكنيسة.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الحاج عظة اكد فيها قيامة السيد المسيح من بين الأموات وقال: “قام المسيح وقوى الموت ما زالت موجودة، لقد كبلها السيد ولكن لم يلغها، أضعفها وكسر شوكة الخطيئة والشرير ولكن هذا وتلك ما زالتا متربصتين بالانسان للسيطرة عليه”.

أضاف: “استطاع لبنان ان يغلب قوى الشر والدمار والفرقة والتشرذم في المرحلة الاخيرة، ولكن حذار تلك القوى ما زالت متربصة بنا، تعمل على تقسيمنا وتشل المؤسسات مجددا وتزرع الرعب وتفقدنا ثقتنا بأنفسنا وبالوطن وبالدولة”.

وتابع: “بالرغم من فيض النور من قبر المخلص، ما زالت عتمة الشر ترخي بظلالها على هذا الشرق المعذب، وما زالت الحروب تحاصرنا فتصيبنا شظاياها الحارقة، فبلدنا الذي ما زال يعاني من نتائج حروبه الطويلة تكاد تخنقه اليوم الازمات المتلاحقة والمتداخلة، ان كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية او حتى اخلاقية، وكل ذلك يعود بالويل على المجتمع والافراد”.

وقال: “دعونا نرى وراء العتمات والظلال وفي داخلها خميرة القيامة وقد اختلطت بعجينتنا البشرية، نحن ندين مع الجميع كل الفظاعات التي ارتكبت بحق الابرياء، وبخاصة المسيحيين منهم وكيف تضامن الجميع مع ضحايا المذابح والحروب على الرغم من اختلاف الاديان والاوطان. اجل لقد استنكر الجميع اعمال العنف الاعمى وتنصل منها او هناك حس اقوى بالرحمة والعدالة واحترام حقوق الاخرين المختلفين عنا”.

واردف: “هناك وعي اكبر بحق الاخر، اننا ندعو الى الحوار. كما ان الاصوات التي تدعو الى الحوار لحل المشاكل والنزاعات بدل اللجوء الى القوة صارت تلاقي صدى اوسع عند الكثيرين”.

وفي كاتدرائية القديس توما للروم الملكيين الكاثوليك، ترأس المتروبوليت ميخائيل ابرص قداس صلاة الهجمة، عاونه عدد من الآباء في حضور حشد كبير من أبناء الرعية.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى ابرص عظة تناول فيها معاني القيامة، وقال: “ان المسيح انتصر على الموت وقام في اليوم الثالث”، مشيرا الى ان “المسيح سار على درب الجلجلة وحمل الصليب لأجل خطايانا، فقيامته انتصار على الموت”، داعيا الى “الاقتداء بالسيد المسيح وسلوك طريقه لانها طريق الخلاص”. وامل في ان “تسود المحبة والسلام ربوع لبنان وان ينعم المواطن بالاستقرار والأمن والسلام”.

وقال: “ان لبنان هو مشروع قيامة دائمة، وعلى كل لبناني شريف ان ينحل الى هذه القيامة ويحرص الى تغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية. وعلينا جميعا ان ندرك ان قيامة هذه البلاد تبقى بوحدة ابنائه وبالعمل الدؤوب لتعزيز هذه الوحدة على كل ما عداها والوحدة المطلوبة تقوم على الشراكة والمحبة والغفران، فبدون هذه لا ينهض لبنان ولا تقوى الدولة ولا تستقيم الامور. يبقى ان نصلي جميعا في هذه الايام ليتم الاستحقاق الرئاسي وينتخب نوابنا المؤتمنون على هذا الوطن رئيسا للبلاد، فتترسخ الوحدة وتقوى المؤسسات وتنطلق ورشة العمل والاصلاح”.

وختم بالدعوة الى “انتخاب رئيس جمهورية قوي للبنان يكون على قدر طموح اللبنانيين، وامل ابرص في الافراج عن العسكريين المحتجزين، وعن المطرانين يازجي وخوري وعودتهم الى ديارهم سالمين”.

(الوطنية)

السابق
ريفي: لست متخوفًا من انفجار لأن للقوى السياسية مصلحة في التهدئة
التالي
الجهاديون وقد فاجأوا محيطهم بتطرفهم