الإيرانيون احتفلوا …متى يحتفل اللبنانيون ؟

لم تكد تتناقل الأنباء خبر توقيع الاتفاق النووي المنشود بين إيران والدول الكبرى وعلى رأسهم أميركا الذي جرى في سويسرا بمدينة لوزان، حتى نزل الشباب والصبايا في طهران بشكل عفوي الى الشوارع مطلقين العنان لأبواق سياراتهم ومرددين الأهازيج والأغاني الشرقيّة والغربيّة فرحا بهذه المناسبة البهيجة.

لم نتفاجأ نحن في لبنان بفرحة إخواننا الإيرانيين العارمة ولا بهذه الاحتفالات الصاخبة غير الإسلاميّة، فهم لم ينزلوا الى الشارع لأن بلدهم نجح مثلا في تصدير الثورة الإسلاميّة الى العالم، كما لن ينزلوا الى الشارع من أجل نصرة الحوثيين في اليمن المدعومين من حرسهم الثوري مالا وسلاحا ضد السعودية وحلفائها، والشعب الايراني نعلم انه لا يعنيه أيضا إذا ما انتصر حزب الله اللبناني في سوريا أو انهزم، فلطالما تعرّض اللبنانيين الذين يزورون الأماكن المقدّسة في قمّ ومشهد من المواطنين الايرانيين لتقريع علني بقولهم لهم: “أنتم تسرقون أموالنا…نحن فقراء وخامنئي يرسل لكم ملايين الدولارات إلى لبنان”!

يحتفل الإيرانيون اليوم لأن خطر الحرب ارتفع عن بلدهم، ولأن توقيع هذا الاتفاق سوف يؤدي لـ” رفع العقوبات الإقتصاديّة “، أي أن إيران سوف تصدّر حصتها من النفط بشكل كامل بدل ربع حصتها الحالية، وسيتضاعف دخل المواطنين الايرانيين أربعة أضعاف، وسيعيشون برفاهية ويودعون الفقر!

نعم لهذا احتفل الإيرانيون عند توقيع مشروع الاتفاق النووي وصار “الشيطان الأكبر” الأميركي ملاكا حارسا…فمتى يحتفل اللبنانيون على الطريقة الإيرانيّة ونودّع مشاريع الحرب وندخل في مشاريع السلم فيعم الازدهار ويعود لبنان سويسرا الشرق كما كان؟!

السابق
المنتخب البرازيلي: ولادة جديدة
التالي
نتنياهو: اتفاق لوزان «يُهدّد بقاء اسرائيل»