الاخوان المسلمون: السعودية تغيرت

سلمان بن عبد العزيز آل سعود
أبرزت عاصفة الحزم، التي أتت فجأة للمراقبين ولكن سبقها استعداد كامل لتظهر تجدداً في المملكة العربية السعودية ولتقول: لم تعد الأمور كما كانت.

قبل بدء “عاصفة الحزم” بنحو أسبوع اتصل مسؤول سعودي بارز بأحد قيادات “التجمع اليمني للإصلاح” بعد انقطاع دام أكثر من سنة، وأبلغه رغبته باستضافته في المملكة لأمر هام. حضر القيادي إلى الرياض ليجد نفسه أمام مجموعة قيادية من فريق الملك سلمان بن عبد العزيز. كان هذا القيادي واحداً من قلة ألمح إليهم السعوديون بأن تدخلاً سعودياً سيحصل في اليمن عندما أبلغوه أن سقوط عدن بيد إيران تجاوُزٌ لا تقبل به المملكة.

نجحت القيادة السياسية الجديدة للمملكة في إخفاء نية التدخل العسكري في اليمن، حتى على أكبر حلفائها، الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تعلم إلا في الزمن الذي بدأ فيه تشكيل التحالف العشري. أسلوب المملكة تمثل بالتحرك المفاجئ والفوري ثم القول للحلفاء: اتبعوني. حققت المفاجأة – والتحرك بحد ذاته – أثراً إيجابياً كبيراً في اليمن، ولدى الشارع العربي عموماً، وحققت توازناً نسبياً في مواجهة إيران، ونهضة معنوية عربية، وإعلان عدم ثقة للولايات المتحدة التي بالغت في مغازلة إيران على حساب المصالح العربية.

في الواقع، فإن تحرك المملكة في اليمن بعيداً عن المشورة الأمريكية ليس الأول، إذ سبق أن تحركت المملكة أيام الملك عبد الله في البحرين، دون التشاور مع الولايات المتحدة، لكن تشكيل تحالف “عاصفة الحزم” أبعد أثراً وأكثر خطراً.

بالعودة إلى ليلة ما قبل “عاصفة الحزم” في الرياض، فإن الضيف اليمني لم يستغرق وقتاً طويلاً ليكتشف أن أموراً كثيرة قد تغيرت في المملكة. أبلغ المسؤولون السعوديون ضيفهم أنهم راغبون بإعادة ضخ الحياة في روح العلاقة مع “الإصلاح”، قالوا: “لا مشكلة مع الأخوان المسلمين، وجاري ترتيب الوضع المصري بما يكفل عدم إقصاء الأخوان المصريين. نحن كفيلون بضبط اندفاعة العداء الإماراتية تجاهكم (سبق أن وضعت الإمارات لائحة للإرهاب تضم الأخوان المسلمين)”.

لم تخل الجلسة من عتاب صريح، “سياستكم أضاعت اليمن”. قال المسؤول اليمني. أضاف: “ترددكم سمح لإيران بالتمدد في سوريا والعراق، ومعاداة الأخوان استغلته إيران”. وافق المسؤولون السعوديون على كثير مما ذُكر، لكنهم ركزوا على ضرورة عدم التوقف عند أخطاء الماضي كثيراً. لم يملك المسؤول اليمني سوى القول: “نأمل أن نرى التغيير أفعالاً على الأرض”.

لم تمض ثلاثة أيام بلياليها حتى هبت “عاصفة الحزم”. ثمة الكثير مما سمعه المسؤول اليمني قيد اختبار الأيام، لكن الأكيد أن السعودية تغيرت.

السابق
دوليات اسرائيل تحتفظ بـ«كل الخيارات» في شأن ايران
التالي
باسيل: سلام التزم الإجماع العربي في قضية اليمن والمطلوب تحييد لبنان عن الصدامات