العدوان الاميركي ــ السعودي على اليمن مستمر وخسائر بشرية

استمر العدوان الاميركي – السعودي مع تسع دول خليجية وغيرها على اليمن دون اي نتيجة عسكرية فعلية، رغم قصف القواعد العسكرية والمقاومات الارضية والثكنات العسكرية اليمنية، الاّ انه تم تسجيل سقوط 50 شهيدا مدنيا اثر قصف احياء مدنية سقط فيها اطفال ونساء ورجال، اذ هاجمت الطائرات السعودية مع الطائرات الخليجية والاردنية والمصرية الاراضي اليمنية دون تحقيق اي نتيجة عسكرية فعلية. اما بالنسبة للعمل البري فاستبعد احد المقربين من النظام السعودي جمال خاشقجي ان يحصل عمل بري داخل اليمن في هذا الوقت كانت المخابرات السعودية تعمل مع حزب الاصلاح التكفيري اليمني وميليشيات اللواء علي محسن الاحمر وتمدهم بالسلاح والاموال في محاولة لإحداث خضات امنية واعمال فوضى تستهدف اليمن، واذ تتحرك السعودية اليوم بدعم اميركي للعدوان على الشعب اليمني بعد طرد الاخير للوديعة السعودية المتمثلة بالرئىس اليمني عبد ربه منصور هادي، فإن السعودية بدأت تعيش المأزق الذي وقعت فيه لأنها لم تستطع تغيير الواقع والارض، لا بل إن الحوثيين وعناصر الرئيس علي عبدالله صالح سيطروا على محافظة جديدة وتقدموا اكثر نحو مدن اخرى رغم تسجيل اكثر من 60 غارة سعودية وخليجية بالاشتراك مع مصر والمغرب والاردن، وتم التركيز على قصف صنعاء ومركز قيادة الحوثيين واحدى الثكنات العسكرية وقد اندلعت حرائق في احدى الثكنات لكن دون اضرار كبرى مع ان السلاح الجوي السعودي والخليجي يحتوي على احدث الطائرات الاميركية وقد وصل عدد الطائرات المغيرة الى نحو 150 طيارة، لكن المأزق موجود وفتش السعوديون عن حل فلم يجدوه.
ويبدو ان السعودية تتجه في قمة “الحسم” على ما اسموها والتي ستعقد في شرم الشيخ الى حسم اقتراح مصر بإنشاء قوة عربية مشتركة وذلك لإرسالها الى مدينة عدن عاصمة الجنوب من اجل اعادة الرئىس اليمني عبد ربه هادي الى عدن تحت حماية قوات برية مشكّلة اساسا من الجيوش المصرية والاردنية وبعض الدول الخليجية التي استعملوها في عملية درع الجزيرة العربية يوم تم تحضيرها لارسالها الى البحرين. ويمكن تقدير عدد القوة التي تم تحضيرها لإرسالها الى عدن بخمسة آلاف جندي لحماية الرئيس هادي لكن المشكلة ان هادي لا يستطيع العودة الى عدن، لأن الحوثيين وانصار الرئيس علي عبدالله صالح يحاصرون المنطقة كلها، ولذلك اقترح الرئيس هادي اجراء مفاوضات في الامارات العربية المتحدة فيما اقترح الحوثيون منذ فترة اجراء حوار في سلطنة عمان للتفاوض، لكن لا يعرف اذا ما زالوا على اقتراحهم اليوم بعد العدوان السعودي – الاميركي – الخليجي عليهم.
هكذا سيبقى الرئيس هادي خارج اليمن ما لم تقم قوات عربية ضخمة يقدر عديدها بمئة الف جندي بالوصول الى اليمن وهذا امر غير متوفر لدى الدول العشر التي تقودها السعودية وتدعمها اميركا وحلف الناتو، ولذلك سيبقى الحوثيون مسيطرين على اليمن والطائرات السعودية والخليجية تنهال عليهم بالقصف دون اي تغيير على الارض، بانتظار حوار في الامارات او سلطنة عمان او احدى الدول الاخرى.
الاوضاع في اليمن ستبقى كما هي وكما اوصى بها مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود لأبنائه “اضعفوا اليمن بأي وسيلة، فعزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن”.
وعلى صعيد القطاعات العسكرية والالوية والافواج في اليمن لم تتحرك اي قطعة وتعلن ولاءها لهادي وبقيت قطاعات الجيش تحت سيطرة الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح، الا ان اللواء 33 الذي أشيع عن فرار رئيسه تحت الضغط لأنه موال للحوثيين فثبت ان هذا الخبر خاطئ وما زال يقود لواء 33 مع مدرعاته ومن مركزه العسكري.
اليوم السبت قمة الحسم كما اسموها، وقضية اليمن هي الاولى والوحيدة التي ستُبحث في القمة لاتخاذ اجراءات بشأنها. ايران من جهتها استنكرت العدوان على اليمن، ولكنها دعت الى حل سياسي، وبقية دول العالم ذكرت وخاصة روسيا ان المطلوب الحفاظ على وحدة اليمن وحماية سيادة اراضيه والتفتيش عن حل سياسي لهذا الموضوع.
اما صحيفة هآرتس الاسرائىلية فهنأت السعودية ودول الخليج ومصر والمغرب والاردن على هجومها على اليمن معتبرة ان خط السفن الاسرائىلية في البحر الاحمر والذي يشكل 35 بالمئة من حركة التجارة الاسرائىلية بات اضعف من ان يغلق الطريق على السفن التجارية الاسرائىلية، مع ان هآرتس ذكرت انه منذ ثلاثة اشهر طلب من السفن الاسرائىلية ان تسير قبالة الشواطئ اليمنية واعتبار الشواطئ اليمنية شواطئ معادية.
عدوان اميركي – سعودي على اليمن لأن اليمن دخل محور الممانعة والمقاومة، ولأن اليمن لم يعد تابعا للسعودية التي تريد اضعافه وتقسيمه وابقاءه فقيرا والسعودية هددت بإبعاد اليمنيين العاملين على اراضيها وهم بالملايين ما لم يظهروا ولاءهم للرئيس هادي لكن كل ضغوط السعودية وعدوانها مع دول الخليج واميركا لم تنفع، لأن اليمن بات قويا ممانعا ومن الصعب تغيير الشعب اليمني ومن الصعب اضعاف فعالية الحوثيين الذين هم ضد اسرائىل وخطابهم واضح وهم مناضلون عرب ضد اسرائىل ورأس حربة عربية في الدفاع عن العالم العربي ولا يناسب السعودية ان يكون على حدودها دولة تعلن عداءها لاسرائىل بهذا الشكل ويكون فيها ثوار مقاتلون ضد اسرائىل ويعلنون جهارا انهم ضد اميركا وضد اسرائىل ولذلك منذ ثلاثة اسابيع أو شهر فقد حُضّرت واعدت القوة للعدوان على اليمن. اما القرار السياسي فمتخذ منذ سنة لكن التدابير الميدانية تم اتخاذها منذ شهر وقد اجتمع ملك السعودية العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مع كبار قادة المنطقة وتم التحضير لعملية العدوان ضد اليمن واتخذ مجلس الامن الوطني السعودي قرارا بضرورة ضرب اليمن لأنه يمس الامن الوطني السعودي باندفاعه ووقوفه ضد اسرائىل بهذا الشكل وبتعاونه مع ايران وتلقيه اسلحة منها وانضمام اليمن الى محور المقاومة والممانعة وهذا امر خطير يجعل امراء آل سعود في خطر كبير في الحكم نظرا لإمكانية حصول انتفاضة شعبية سعودية ضد اسرائىل وتتعاطى مع محور المقاومة ولا تستطيع السعودية ودول الخليج تحمّل وجود دولة عربية قوية كاليمن يزيد سكانها عن ثلاثين مليون نسمة ومعروف عن الشعب اليمني انه شعب قوي وان يكون رأس الحربة العربية على شواطئ البحر الاحمر ويحمل مشروع المقاومة والممانعة.

وبالتالي فإن السعودية تعتبر ان امنها القومي في خطر وان الدول الخليجية التابعة لأميركا في خطر كبير لأن ثوار اليمن سيصلون حتما الى الشعب السعودي ويقودونه ويبثون اليقظة والنخوة فيه ولا يستطيع الحكم الوهابي في السعودية السيطرة على الشعب السعودي.
ـ السيد نصرالله يبدي رأيه ـ
هذا وألقى مساء امس السيد حسن نصرالله خطابا متلفزا ركّز فيه على قضية اليمن (نص الخطاب على الصفحة الرابعة من هذا العدد) لكن اهم ما قاله السيد نصرالله “اننا نحترم حق غيرنا في التعبير ولا يجوز لأحد ان يصادر هذا الحق لنا بالتعبير عن رأينا وفق الادبيات التي نراها مناسبة”.
وعن العملية السعودية ضد اليمن قال: اذا كان الهدف انقاذ الشعب اليمني فلماذا تركتم الشعب الفلسطيني عقودا على ما مر عليه وخذلتموه وتحركتم على ما جرى في اليمن لأن اسرائىل لم تكن في نظركم يوما عدوا او تشكل تهديدا لكم، ونسألكم لماذا لم تتحرك السعودية اثر ثورة الشعب المصري التي اطاحت بمبارك لإنشاء تحالف خليجي – عربي، واكد السيد نصرالله ان واقع اليمن يهدد السعودية ويدفعها الى شن هذه الحرب العدوانية على اليمن وانه من اكثر الاكاذيب التي اشاعوها ان ايران محتلة اليمن واين الدليل والشاهد على ذلك. وقال للسعودية ان فشلها هو الذي يدفع شعوب المنطقة الى ايران وانه عندما احتلت اسرائىل لبنان جاءت ايران وساعدت اللبنانيين لكن المقاومة كانت لبنانية بشهدائها ورجالها وقرارها. ثم سأل السعودية ودول الخليج وغيرها لماذا تركتم الشعب الفلسطيني ولماذا لا تساعدون الفلسطينيين. وايران لا تهيمن على الشعب الفلسطيني وقراراته، وقال : كانت المخابرات السعودية ترسل الانتحاريين الى العراق لتفجير سيارات مفخخة وهذه التفجيرات كانت تقف وراءها المخابرات السعودية وقال السيد نصرالله لدول الخليج والسعودية وتركيا وغيرها لقد جئتم بكل جيوش الارض الى سوريا لتدميرها لكن سوريا ارادت ان تبقى دولة مستقلة وان السعودية تزيد من الحريق السوري الآن لانها فشلت في اسقاط النظام. واضاف السيد نصرالله : السعودية عندما شعرت ان اليمن اصبح شعبه يمثل قوى وطنية لا تخضع لوصاية السعودية شنت عدوانها مع دول الخليج على اليمن والهدف هو استعادة السيطرة على اليمن والهيمنة عليه. وتوجه نصرالله الى الرئيس الفلسطيني ابو مازن طالبا منه الذهاب الى بيته “بعد ان دعمتَ عدواناً على الشعب اليمني”. ثم اكمل السيد نصرالله كلامه وقال: في كل مراحل التاريخ الغزاة ينهزمون والحكام في السعودية ستلحق بهم مذلة ولا تفرحوا ببعض غاراتكم وليكن في اليمن مبادرة عربية واسلامية من اجل الحل السياسي ووقف العدوان السعودي الوهابي مع دول الخليج والدول العربية بقيادة اميركية من اجل انقاذ اليمن ووقف اراقة الدماء.

(الديار)

السابق
نصرالله ينتقد حرب السعودية : إما مبادرة سياسية أو الهزيمة والعار للغزاة
التالي
واشنطن ستحارب «بكل قوة من يعتدي على السعودية» «عاصفة الحزم» تقطع أوصال الحوثيين