الديار: الإمارات تنتهك حقوق الإنسان بطرد 70 عائلة لبنانية

الاجراء الاماراتي بحق 70 عائلة لبنانية يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان وللمعايير الدولية. وهذا المسلسل بدأ منذ العام 2009 حيث طردت الامارات ما يقارب 25 لبنانيا معظمهم ينتمون الى الطائفة الشيعية، وها هي اليوم تعلن مجددا عن طرد 70 عائلة لبنانية بينها عائلات شيعية لبنانية. واثر ذلك، قام وزير الخارجية جبران باسيل بالاتصال بنظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان للاستفسار عن استدعاء السلطات الاماراتية عدداً من اللبنانيين والطلب منهم مغادرة اراضيها. كما اكد انه قام بالمراسلة الديبلوماسية اللازمة متابعاً كل هذه الاتصالات مع رئيس الحكومة تمام سلام.
وفي هذا المجال، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر لـ”الديار” انه محزن حصول امر كهذا بين الدول العربية وبين الاشقاء وان تصل الامور الى هذا الحد، خصوصاً ان اللبنانيين أدوا دوراً رياديا في نهضة الامارات ولهم فضل كبير عليها وفي اتمام المشاريع الضخمة التي قامت بها دولة الامارات. وتابع جابر انه يأمل من وزير الخارجية اللبناني الوزير جبران باسيل ان يقوم بكل ما يلزم لمعرفة ما هي الاسباب التي دفعت بالامارات لتعامل اللبنانيين بهذه الطريقة لانه اذا كانت الخلفية امنية لطرد 70 لبنانياً فهناك سلطات امنية لبنانية كان يجب التنسيق معها وليس اللجوء الى الطرد الفوري والتعسفي.
من جهة اخرى، رفض نواب من 14 اذار الادلاء بأي موقف او اي تعليق او اي ادانة لترحيل 70عائلة لبنانياً من الامارات مبررين موقفهم بأنهم لا يملكون اي معلومات للاسباب التي تقف وراء ذلك.
اثار قرار السلطات الاماراتية حالة من الاستياء وعدم الارتياح في صفوف القيادة الشيعية السياسية والدينية. وتفيد المعلومات ان السلطات الاماراتية لم تعط اي قوائم او لوائح رسمية باسماء المبعدين حتى الان وينتظر ان تصل الى لبنان خلال الـ 48 ساعة المقبلة. وتعود اسباب الاستياء الشديد الى تخلي السلطات الاماراتية عن وعود قطعتها لرئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارته الاخيرة اليها منذ اشهر وكذلك الى الجانب الانساني وما سيؤول اليه وضع هذه العائلات التي يعمل بعضها في الامارات منذ 15 و20 عاما. وتشير المعطيات ايضا الى ان لا احد من المبعدين تربطه اي صلات سياسية او امنية او حزبية بحركة امل وحزب الله. وتضع مصادر رفيعة المستوى في 8 آذار لـ “الديار” توقيت الابعاد في الاطار السياسي المحض وهو مرتبط بتطورات الازمات في المنطقة العربية وكنوع من الضغط المباشر على الطائفة الشيعية.
وتؤكد هذه المصادر ان الابعاد سيحصل هذه المرة وعلى عكس المرات السابقة والتي نجحت جهود الرئيس بري في تأجيله اكثر من مرة خلال الاعوام الخمسة الماضية. واشارت الى انه سيكون هناك موقف واضح من القضية بعد انتظار حصيلة المشاورات التي اجراها رئيس الحكومة تمام سلام مع نظيره الاماراتي على هامش مؤتمر شرم الشيخ وكذلك الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره الاماراتي.
واسفت هذه المصادر لـ “سياسة الكيدية التي تعتمدها دول الخليج وفي مقدمها الامارات وقطر، وتذكر بالتهديد الذي ارسلته قطر الى السلطات اللبنانية بترحيل 30 الف لبناني اذا لم يفرج عن احد الموقوفين القطريين في لبنان بتهم الانتماء الى منظمات ارهابية والاشتراك بمخططات لتنفيذ اعمال ارهابية في لبنان”.
واشارت مصادر الى ان نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان سيجري اتصالات صباح اليوم مع الرئيس سلام والوزير جبران باسيل للوقوف على حقيقة ما يجري لاتخاذ الموقف اللازم من القضية. كما تنتظر قيادتا حزب الله وحركة امل الاتصالات الرسمية اللبنانية مع الجهات الاماراتية واستكمال معطيات الملف قبل اتخاذ الموقف المناسب الذي يتناسب مع حجم العائلات المبعدة وكي لا يكون هذا الابعاد مقدمة لترحيل آخر في الامارات وغيرها من الدول الخليجية.
كما ان السفارة اللبنانية في الامارات العربية المتحدة لم تتبلغ حتى الآن اي معلومات، واي لوائح باسماء المبعدين.

السابق
النهار : 14 آذار تُطلق مجلسها «العابر للطوائف»
التالي
الشرق: اعتراضات وزارية مستجدة على آلية عمل الحكومة