بيال: الفنّ يتحدّى ثقافة الموت الحزب اللهية والداعشية

مغني راب، ثلاثة شهود، وتانيا قسيس اجتمعوا في مهرجان بيال السبت لإحياء الذكرى العاشرة للراحل رفيق الحريري، وأسقطوا عبر رسالتهم الفنية والتعليمية ثقافة الموت الإلهية والداعشية وانتصروا بذلك للحياة التي أحبّها الشهيد.

كان لافتاً في احتفال الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرسائل المشفرّة التي حرص تيار المستقبل على توجيهها في أكثر من اتجاه، وذلك في معزل عن المضمون السياسي للكلمة التي ألقاها رئيس التيار الرئيس سعد الحريري.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، غابت مظاهر النحيب والبكاء واللطم، لتحل مكانها مظاهر فرح تجلّت أغنيات بالمناسبة قدمتها السوبرانو تانيا قسيس، بمشهدية لافتة تضمنت وجود فرقة موسيقية ظاهرة في جانب من المسرح.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خرجت فرقة غناء “راب” من طرابلس”، لتقدم مشهدا يزاوج بين نمط غناء “الراب”، والمناسبة، وكان لافتاً أيضاً أن المغني الرئيسي في الفرقة أطال شعر رأسه دون لحيته.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أطلّ ثلاثة من الذين استفادوا من برنامج المنح الجامعية ليدلوا بشهادتهم من البقاع والجنوب مسيحيين ومسلمين، بشأن تجربتهم، والفرصة التي أتيحت أمامهم، قبل ثلاثة عقود.

ولمن فاته، فإن الخيارات التي كانت متاحة أمام اللبنانيين في تلك المرحلة، كانت إما الانضمام الى الميليشيات على اختلافها، أو التقدم بطلب لجوء سياسي، أو في أحسن الأحوال البقاء على هامش الحياة بأوجهها كافة.

وفي الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حرص تيار المستقبل، على تقديم نفسه شكلا ومضمونا، تيارا عصريا، يحاكي الحداثة فنا والتزاما بثقافة الحياة، ليقدم مادة تبعث على الفرح، وتجديد الالتزام بقضية العدالة للاقتصاص من مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، وليس الثأر، وليعلن التزامه بالدولة المدنية ثانيا وبالتطرف في الاعتدال والتمسك بمنطق الدولة ومؤسساتها.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وببساطة ومن دون عناء تكلف اسقط تيار المستقبل بالمشهدية كل منطق الدواعش، ومن يقابلهم في حزب الله، فلا إعلاء للثأر على العدالة، ولا قطع رؤوس فعلا وقولا، ولا تهديد بقطع الأيدي، ولا تحريم للموسيقى ولا تجريم للموسيقيين والمغنين. ويستفيد تيار المستقبل من التقنيات الحديثة في عالم المؤثرات الصوتية والتصويرية، على عكس الدواعش، لا لينشر ثقافة الرعب وحرق البشر وقطع الرؤوس ذبحا.

في الشكل استطاع تيار المسقبل، أن يدحض ثقافتين متقابلتين بين داعش ومن ينتسب إليها نهجا وممارسة، وحزب الله، بقليل عناء.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من بيروت، ومن على شاطئها بالذات، رد تيار المستقبل على كل ادعاءات رجالات ايران بأن نفوذهم بلغ شواطيء لبنان.

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نسأل تيار الجنرال عون هل ما زال مفعول “الإبراء المستحيل”، قائما؟ وما هو موقف كتلة التيار العوني من كلام الرئيس الحريري الذي لامس في بعض جوانبه فلسفة ميشال شيحا في الكيان اللبناني؟

في الذكرى العاشرة العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أطاح مغني راب وثلاثة شهود وتانيا قسيس بمنظومة ثقافية استخدمها حزب الله ويستخدمها تنظيم داعش، إنها ثقافة تمجد الحياة مقابل ثقافة تمجد الموت والذبح..

السابق
آل الخال يردّون بقوّة على سيرين عبد النور!
التالي
طهران لن تُعارض إنتخاب جعجع رئيساً؟