هل يعتبر صمت الجماعة الإسلامية عن تجاوزات داعش إدانةً لها؟

الجماعة الاسلامية
لم تطلق الجماعة الإسلامية بيانات إدانة لتجاوزات داعش وغيرها من تصرفات التيارات الإسلامية الأصولية، فهل في الأمر إدانة لها؟

يبدوأ ن عدداً من الحركات الإسلامية الدعوية والجهادية وكذلك السلفية لم تعلن حتّى الآن موقفاً واضحاً وصريحاً من تطور الأحداث مع مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وإن كانت مؤيدة لأفعالها أم لا.

وقد باتت الحاجة إلى الموقف الإسلامي المعتدل ضرورية خصوصاً أنّ التنظيمين باتا يحتلان المشهد الميداني العسكري والسياسي ولربما الفقهي أيضاً على الرغم من عدم قدرتهما حتّى الآن من إبراز نفسيهما على أنهما تيار متكامل يأتمران بأمير ويقودهما خليفة مسلمين. وهوالأمر الذي سعى له مؤخراً بغباء عدد من رموز الحركة  في محاولة يائسة منهم للإمساك بالحركة والسيطرة على قرارها.

الحركات الإسلامية اللبنانية بإستثناء حزب الله طبعاً ولأسباب عقائدية وتاريخية أعلن رفضه المطلق لوجود تلك الحركات من عدة أبواب، منها تطرفها وغلوها وتشكيلها خطر إستراتيجي وعقائدي يجيز لكلا الطرفين مقاتلة الآخر المختلف على أساس أنهم الفرقة الضالة أوالباغية التي وجب قتالها.

أما باقي الجماعات وبالأخص الجماعة الإسلامية والأحزاب السلفية، جبهة العمل الإسلامية، حركة التوحيد بأفرعها كافة، وكذلك الفرق الإسلامية اللبنانية – الفلسطينية وتلك الفلسطينية – السورية وغيرها المدعومة إقليمياً لم تطلق أي موقف واضح وهي مازالت تتلطى تحت عنوان أن ما حصل أويحصل ما هو إلا نتيجة طبيعية للأسباب التي أدت إلى ذلك وتكتفي من دون إدانة تصرفات داعش.

في المقابل لا يمكننا إغفال دور المجموعات المؤيدة لحزب الله والمدعومة من الجمهورية الإيرانية وتخضع لإمرتها وتجاهر كما الحزب بعدائها للتنظيمين وتسعى من دون حدود للقضاء عليهما.

وعليه وكي لا تمر الأمور دون توضيح يبقى أن نشير إلى ان حزب الله ليس الوحيد المتورط  في الحروب الإقليمية الدائرة فكل الحركات الإسلامية بما فيهم الجماعة الإسلامية متورطة إما بالمشاركة المباشرة وإما بالدعم المالي والمادي أو المعنوي، الأمر الذي بات يقلق خصمهم العقائدي (أي حزب الله) فهو منذ مدة يشك بجدية بما يقومون به ويرصد لذلك الوفيات من شبابهم وحركة القادة ذوي الخبرة في القتال عندهم تلك الآتية من مدارس باكستان والهند وأفغانستان والحدود التركية والتنسيق الإقليمي معها، وبات يعلن مراراً من خشيته من الدور القطري المالي والدعم العسكري التركي ولا يتوانى عن توجيه رسائل إلى السعودي.

حزب الله  بإختصار يعتبر أن سكوت تلك الجماعات والاحزاب عن ما يحدث يعدّ قبولاً منهم بفعلها، أو تلطي خلف هذه المجموعة ليضعها في المواجهة القريبة والمباشرة.

 

 

السابق
إغلاق سوق السمك: فساد أو صفقة عقارية؟
التالي
الدعارة في لبنان: دليفري وحسب المواصفات والطلب