غسان شربل: يجب ان يخفف عون بعض الممانعة ويذهب أكثر باتجاه الاعتدل

استضاف برنامج الصباحي اليومي “نهاركم سعيد” والذي يُعرض على قناة LBC رئيس تحرير جريدة الحياة غسان شربل الذي قال: من الجيد أننا تمكنّا من التعايش مع الأزمات التي في المنطقة لحد الآن بهذا الحد من الخسائر.

الحكومة تبذل جهوداً جدية لخفض الأضرار التي تلحق بلبنان، علماً أنها حكومة هشة بطبيعتها، لكن لا بد من الاعتراف أن ما قام به الوزير ابو فاعور في ملف الغذاء، أو الإنجاز الامني في سجن روميه الذي يُسجّل للوزير نهاد المشنوق، أو الجهود التي بذلها الرئيس سلام للحفاظ على التوازن الدقيق والصعب في مجلس الوزراء، لكن أعتقد أنه من غير المنطقي أن نكتفي بمواجهة الأزمة بهذا الحد من المؤسسات. شعور اللبنانيين بالخطر موجود، لكنني كصحافي أقول أن الوضع في المنطقة أخطر مما نتصور، والوضع في لبنان أخطر مما سبق، نحن نعيش مرحلة لم نعش مثلها منذ عقود. نرى دولاً تتآكل وتتفكك، وجيوش كبيرة تتفكك، والحدود بين الدول تزول.
ما يعيشه العالم العربي نكبة كبرى أكبر من نكبة فلسطين، في فلسطين خسرنا أرض معينة، أما هنا فنحن مهددين بخسارة كل الأرض، لأن كل هذه الأزمات والحرائق تدور على المعلب العربي، القتيل عربي والبيت الذي يتهدّم عربي والمدينة التي تتدمر عربية.
مؤلم جداً أن يأتي مبعوث فرنسي يذكّر السياسيين اللبنانيين بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية. أهنّا بلدنا كثيراً، هل يجب أن نهان أكثر؟ قصة رئاسة الجمهورية باتت مهزلة وحصل فيها كمية فظيعة من الاحتقار للشعب اللبناني. يجب أن ننتخب رئيساً للجمهورية ونتحاور. الى متى سنتحاور؟ داعش على الابواب، وأكثر من ذلك، ما واجهه الجيش اللبناني حتى الآن ليس سوى شيئاً بسيطاً أمام ما يمكن أن يواجهه إذا ضاعفت داعش وجودها على الحدود في لبنان. أولاً، هناك مجموعة ارتكابات تحدث، نحن نعوّد البلد أن يعيش دون رئيس للجمهورية، وبالتالي عندما يُنتخب رئيس الجمهورية سيتضاءل دوره، فقبل ان يدعي أحد من الزعماء الموارنة أن طوائف أخرى حاولت إضعاف مقام رئيس الجمهورية ودوره، فليلتفتوا إلى ما فعله الزعماء الموارنة في موقع رئاسة الجمهورية.
حصل مناخ في الشهور الأخيرة يقول اتفقوا يا موارنة على رئيس الجمهورية. استحقاقات رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس ورئاسة الحكومة يجب أن نتعامل معها بالمبدأ كاستحقاقات وطنية. نحن في واقع معقّد في المنطقة وفي لبنان، وبتنا نتعامل كمكونات: المكون الشيعي والمكون السني والمكوّن المسيحي أو الماروني، وبالتالي فعلاً باتت اللعبة في ملعب الموارنة. أنا مثلاً غير مؤيد لوصول الدكتور جعجع لرئاسة الجمهورية منذ أن طُرح اسمه، ليس بسبب ملفات الحرب التي تُستخدم ضده، فهذا ليس وقت فتح ملفات الحرب، وفي ملفات الحرب كل من أصدر أمر بقصف عشوائي أو من خطف هو مرتكب، لا أحد فوق رأسه خيمة. أنا أعتقد أن جعجع لا يمكنه ان يكون رئيس جمهورية ضعيف، ولا يمكنه أن يكون رئيس جمهورية بالصلاحيات المعطاة لرئيس الجمهورية وبالواقع الحالي، سمير جعجع مهما كانت قوته المسيحية سيكون رئيساً ضعيفا في الظروف الحاضرة، أنا لا أرى أنه يمكن ان يكون في القصر الجمهوري ويقبل بأن يُستضعف في مجلس الوزراء أو أن يُستضعف في الشارع، وهذا يعني أننا سنذهب الى مواجهة. أقول هذا الكلام لأنني أعرف مواصفات الشخص.
ربما العماد ميشال عون لديه المشكلة نفسها، هو لديه هذا الرصيد الذي راكمه على سنوات طويلة، أنا أعتقد أن عون يبقى زعيماً الى ان يصل الى قصر الرئاسة، عندما يصل الى قصر الرئاسة تُستنزف زعامته، لأن ليس لديه من الصلاحيات ما يكفي للإنقاذ ولا يمكنه أن يستعين بالشعبية لأن حتى حلفائه قد يقدّمون له هدايا بقضايا محدودة ومحددة، ولا يمكنهم ان يقدّموا له هدايا في قضايا استراتيجية، وبالتالي اذا وصل عون الى الرئاسة، سيتعايش مع وجود حزب الله وتدخله في سوريا. ما يقبله الزعيم قد لا يقبله رئيس الجمهورية في عدة قضايا مثل تدخل حزب الله في سوريا والسلاح والسلوك الموجود في البلد.
الى متى سيتحاور المسيحيون بشأن الرئاسة؟ اذا كانت القضية قضية مكونات، لا يمكن لعون أن يصل الى رئاسة الجمهورية إلا بموافقة الدكتور جعجع، والأخير لم يأت ليقدّم له هدايا، اذا أراد أن يؤيده لا بد من صفقة كبيرة بينهما، صفقة تتناول ما الذي سيقوم به عون في القصر عندما يصل، وماذا سيكون موقع الدكتور جعجع في عهد العماد عون.
اذا حصلت صفقة، يعني أن عون يأخذ القصر ويعطي في الزعامة المسيحية، أي أنه لن يكون رئيس الجمهورية وزعيم المسيحيين في آن، باستثناء ذلك هناك مخاطرة كبيرة بترك القصر بدون رئيس.
اذا اتفق الموارنة الاربعة على دعم شخص يصبح قوياً ويقولون أنهم كمسيحيين يريدون الدولة بمواصفات معينة وقانون انتخاب ويطالبون بأموراً في التعيينات، شرط ان يكون اتفاقهم جدي وأن يكون هناك دعم منهم للرئيس الجديد.
في هذه الطائفة التي يصدر منها رئيس الجمهورية، كثير من الناس الجيدين والذين إذا دُعموا يكونون أقوياء، لكن هؤلاء الناس يُمنعون من الوصول الى اي مكان. الموجودون لهم صفة تمثيلية، ليختاروا واحداً من الاربعة، اذا دعموه جدياً على برنامج من أجل إنقاذ الجمهورية وليس فقط إنقاذ دور المسيحيين، فالمسيحيون لا يمكن أن يكون لهم دور اذا استمر الاضطراب في البلد، يصبح الرئيس لديه قدرة على مخاطبة الآخرين.
من يقول للسياسي اللبناني أن الاستحقاق الرئاسي ينتظر الاتفاق الايراني الاميركي، ومن يقول أن لبنان بند ومن يقول أن الدور الاقليمي لإيران مرتبط أتوماتيكياً بالاتفاق على البرنامج النووي؟ نحن نربط استحقاق لبناني بأشياء أكبر منا بكثير. الايراني ناخب أساسي في لبنان، والاميركي والسعودي. مثلاً في الموضوع السعودي يقال أن السعودي تؤيد انتخاب فلان واتعارض وصول فلان. برأيي أنه اذا حصل اتفاق بين عون وجعجع، أعتقد أن الرئيس الحريري يؤيّد الاسم الذي يتم الاتفاق عليه وأن السعودية توافق.
يجب ان يخفف عون بعض الممانعة ويذهب أكثر باتجاه الاعتدل، لأنه لن يتمكن من الاتفاق مع الاخرين إلا بتعديل بسيط لموقفه.
ما يقلقني هو الاستسلام اللامحدود بأن مصيرنا معلّق لدى الآخرين. أعرف أن هناك أصدقاء وحلفاء لإيران، وأصدقاء وحلفاء للسعودية، وهناك غرام لبناني بالسفراء الغربيين، وهذه كلها قد تكون عوامل مؤثرة، لكنني لا أعتقد أن الإرادة اللبنانية مستحيلة، أنا لا اقول موقفاً نظرياً، لكن اذا تبلور اتفاق لبناني على انتخاب رئيس، هل سيمنعنا أحد؟
أعجبتني عبارة قيلت لي عن الوضع في سوريا، قيل لي “الحل العسكري في سوريا صعب جداً، أما الحل السياسي فأصعب”. فسألت ماذا يعني هذا الكلام؟ قال لي: “الاستمرار في القتال”. لا أرى أن النزاعات ذاهبة باتجاه الحسم، اختلّ الميزان في اليمن، لكن بعد أن يربح أحد، يحتاج لسنوات ليحافظ على الربح أو كي لا يخسر بسبب شدة الربح وسرعة الربح. اذا كان حزب الله هو وراء تأجيل انتخابات الرئاسة، فأنا أسأل هل برنامج الجنرال عون هو نفسه؟ هل هو موافق على أن نعلق مصير الرئاسة في لبنان الى ما لا نهاية؟ وماذا إن لم يُحسم هذا النزاع خلال 4 سنوات؟ يعيش اللبنانيون 4 سنوات بدون رئيس جمهورية؟ العماد عون يتصرف هنا كمشرح وينتظر حظه أو يتصرف كزعيم مسيحي؟ اذا كان يتصرف كزعيم مسيحي لا يحق له أن يبقي المركز شاغراً كي ينتظر هناك، لأن الناس تعوّدوا فعلاً على العيش بدون رئيس الجمهورية. الجرأة الى حد المجازفة والمغامرة أتمنى أن لا تُلصق به هذه التهمة وأن يُسجّل لاحقاً أنه بسبب إصراره على تولّي رئاسة الجمهورية جعل البلد ثمناً غالياً وبقي البلد بلا رئيس ثم تسارعت التطورات وأملت وصوله.
لا أريد الدخول بسيناريوات سوداء، لكن ماذا إن فوجئنا بتطورات سريعة؟ عسكرية؟ ماذا إن حصل شيء امني لأحد دوره مفتاح في الحكومة؟ المجازفات بالتحالفات على مصراعيها تخيفني. اللبنانيون في النهاية معتادون على الرقص مع بعضهم وإن داسوا أقدام بعضهم احياناً وإن تشاجروا أو يطلقون النار على بعضهم احياناً.

حوار المستقبل – حزب الله:
هذا حوار شديد الاهمية اذا أخذنا بعين الاعتبار العلاقات السنية الشيعية في المنطقة. العلاقات السنية الشيعية على مستوى المنطقة سيئة جدا. قرار الحوار بين المستقبل وحزب الله قرار جريء وحكيم، اذا كان يمكنهم أن يتحاوروا، فهذا يعني أنه يمكنهم التفاهم على بعض الملفات وصولاً الى رئاسة الجمهورية. هذا الحوار مهم لأن النزاع السني الشيعي مدمّر للمنطقة وللخرائط. النزاع في سوريا ايضاً راكب على خط النزاع السني الشيعي. هناك ناس عقلاء في هذا الموضوع يعتقدون أن لا الشيعة سيفنون السنة ولا السنة سيفنون الشيعة، يدعون الى التعقّل. انا مثلاً رأيت أن آية الله السيستاني في بعض الأزمات الحادة في العراق كان يشدد أمام زعماء الشيعة أن حصة السني قليلة في ما يُطرح.
يجوز أن نحاول أن نبعد النار عن التهامنا، لأن ما يجري فوق قدرتنا. هناك أطراف في لبنان لاعبون اساسيون في المنقطة، لكنني أقول لهم أن ما يجري في المنطقة ايضاً فوق قدرتهم، وتفكك سوريا وتفكك العراق ليس موضوعاً عابراً، نحن في مرحلة فيها خرائط جديدة وأقاليم داخل الدول. أكثر من ذلك، عندما نقول أن المكوّن المسيحي هو الذي يختار الرئيس، أو أن يختار المسيحيون اسمين وبعد ذلك يختار المسلمون، هذا يعني أن هذا اقليم. يجب أيضاً ان ننتابه من الموضوع السني الشيعي. كل المنطقة تشهد أمكراً لم نكن نراه من قبل، كل مجموعة تحاول رسم حدودها، إما داخل الخريطة وإما أنها تريد خريطة جديدة. وحدود المجموعات وحدود الأدوار لأسباب قومية وإثنية ومذهبية.
لا شك بقوة وبراعة حزب الله، لكن افضل وضع سوري لحزب الله هو الوضع الذي كان قائماً قبل اندلاع الأحداث. أعتقد أن لا عودة الى سوريا السابقة، سيكون هناك موازين قوى جديدة، والوضع الذي كان حاصل عليه حزب الله، صعب الحصول عليه في سوريا الجديدة الا مع جزء من سوريا. وهذا يطرح مسائل: ما هو الجزء الثاني وبيد من سيكون؟
يتبين أن داعش تنظيم شديد الخطورة، وبضوء ما سمعته في زيارتي لبغداد وأربيل، لديه قوة هائلة تقدّر بـ 50 ألف محارب، منهم 10 او 12 ألف محارب انتحاري. دالعش لديه ترسانة من الاسلحة استولى عليها خصوصاً من الجيش العراقي وتكملة من الجيش السوري، مثلاً أنا فوجئت أن عدد العربات الاميركية المدرّعة من طراز هامر التي استولى عليها داعش من الجيش العراقي 1700 يستخدمها في عمليات القصف ولتنفيذ عمليات انتحارية. قيل لي أن المخازن الاستراتيجية للذخيرة في منطقة باجة يريد سنة أو سنتين لنقل الكميات التي فيها، هو يطلق النار بغزارة لأن لديه الكثير من الذخائر، وطبعاً لديه مجموعة كبيرة من الضباط العراقيين السابقين.
أعتقد أن داعش ستُهزم، والضربات التي توجّه لها جدية، كان هناك انطباع أن التحالف الغربي ليس جيداً، لكن في الواقع قيل أن هناك اصابات دقيقة وأن التحالف يحاول أن لا يكرر الأخطاء الماضية ويوقع الاضرار بين المدنيين. التحالف يتباطأ ليقول للقوى التي على الارض أنها يجب أن تتفق وتحارب.
هناك خطر من أن تقوم داعش بعمليات تفجير في الداخل اللبناني وقد تكون مؤذية جداً، لذلك أدعو للتفكير بالخطر والانتباه الى اهمية دعم الجيش اللبناني بغض النظر عن الحسابات المحلية اللبناني الى اقصى حد، لأن الجيش اللبناني قد يتعرّض لضغط غير عادي إذا تمكنت داعش والنصرة من المرابطة بجذور على الحدود اللبناني.
عن مقتل الكساسبة ووضع الاردن:
الاردن بموقع صعب جدا، فالى جانب الاردن الوضع العراقي المفتوح من سنوات والحريق السوري المفتوح من سنوات وهو طبعا لديه القلق والحساسية من السلوك الاسرائيلي في القدس والموضوع الفلسطيني بضوء تركيبته السكانية والاردن مستهدف من الجماعات الاصولية. الكلام عن دور الملك عبد الله اعتقد ان الملك عبد الله يلعب دور اساسي ببلورة موقف عربي واسلامي يأخذ الاولوية في التصدي للارهاب وللملك عبد الله رأي يقول هل كل ما طرق شيء في بلاداننا يجب ان ننادي حلف الاطلسي واذا لم يحضر الحلف هل نترك بلداننا نهب للمتطرفين، هذه المشكلة مشكلتنا قبل ان تكون مشكلة الغرب وهي مشكل مجتمعاتننا لذا يجب ان تتبلور ارادة عند المعتدلين العرب والمسلمين ويكونوا هم اصحاب الدور الاول في معركة متعددة عسكرية وامنية واقتصادية وفكرية.
اذا ارتكبت اخطاء يجب العودة عنها فاحيانا لا يمكن التمييز بالمقاتل الذي يجري التعاطي معه والى اي درجة هو اسلامي او تكفيري واحيانا تحصل اخطاء المهم ان موضوع الارهاب موضوع مطروح بحدة على كل دول المنطقة ومطروح بشدة على الاردن بحدوده وداخله وسبق ان جرب الاردن المواجهة مع الارهاب اثناء التفجيرات في عمان وسبق ان كان حازم وتثبت في مقتل الزرقاوي. فملف المواجهة بين الاردن وهذه الجماعات ليس جديد.
اطلاق سراح المقدسي جزء من التعامل الامني فهو وقف ضد داعش. في الاردن هناك مواجهة جدية الاردن دولة عندها مؤسسة امنية متماسكة وتملك معلومات حول ليس فقط الداخل الاردني بل المنطقة ثم انها دولة القرار فيها طبيعي. حين وقعت الازمة الملك قطع رحلته واتى وجيش اتخذ خطوات هل ينظلق الاردن اكثر الى الحرب؟ اعتقد ان كل الدول المجاورة تنزلق اكثر اذا استمر الحريق، تنزلق الى الحرب على الحدود ومواجهة مشكلات في الداخل. مثلا موضوع العسكريين هنا هي محاولة لهز الاستقرار ووضع بلد تحت رحمة تنظيم ارهابي ما يضع اهل السلطة في مشكلة هل يتركون العسكري يُقتل ام يدفعون ثمن قد يتسبب في خطف عسكريين لاحقا. الضغط الذي كان على الحكومة الاردنية في موضوع الكساسبة لم يكن بسيط. الاعتقاد الذي كان سائد ان العشائر ستنتفض وستحصل اضطرابات هذا لم يحصل، هناك حالة غضب ولكن العشائر الاردنية تعرف اذا اهتزت ركائز الاستقرار الاردن يذهب الى المجهول وقد يندلع فيه قتال.
هذا ما لمسته في زيارتي لعمان، لديهم ملاحظات على الحكم ويريدون تطوير واصلاح ومكافحة فساد ولكن فليبقى هذا الحكم ضمانة لوجود البلد. لا اعتقد الاردن مهدد باي انهيار. الاردن سيشتبك بقوة مع الارهابيين ولديه مؤسسات امنية تلعب ادوار لكن الامر النلفت الاردن له اصدقاء في هذا العالم وهناك مظلة دولية تساهم في حمايته.
اخشى اننا نحن مؤسساتنا ضعيفة هناك جيش اردني يخوض حرب على الحدود واجهزة امنية تخوض مواجهات بالداخل وعندها القرار.
في هكذا نوع من التحالفات يكون هناك عدم تطابق بالسلوك اليومي ومقدار مساهمة طرف او مساهمة آخر ويحصل سوء تفهم حول الخطط وجدوى ما يحصل فضلا عن حساسية موضوع العمل الى جانب الامركيين الذي يشكلوا قوة هائلة واي شريك معهم يشعر انه ضعيف قياسا على قدراتهم الهائلة واحيانا يطلب حصة بالقرار اكثر من حجم قوته بالتحالف ولكن اعتقد ان الامارات والاردن والسعودية جزء اساسي من هذا التجمع الذي يواجه الارهاب بالمنطقة.
عند سقوط طيار الرأي العام يطالب بانقاذه ولكن كيف؟ عبر تقديم تنازلات لداعش بحيث تعتبر الطيار ثروة لها وتبتز الدولة من خلاله، الدولة لا يمكنها ان تنسى الفرد لكن لا يمكنها ايضا ان تخسر من اجل الفرد.
اذا سألنا اي مسؤول او سياسي ماذا تريد اميركا يقول لا يعرف، انا سألت الرئيس مسعود برزاني ماذا تريد اميركا بالعراق قال لي يا ريت منعرف، العمل مع الامركيين والتعاطي معهم فيه صعوبة بسبب سياستهم وطبيعتهم المختلفة وتركيبة نظامهم وطريقة صنع القرار. سألته مثلا ماذا تريد ايران من العراق قال تريد ان تكون الكرف الاقوى على الاقل في بغداد وهذا ما يحصل، هناك سياسات واضحة وهناك سياسات متغيرة وينقصها الوضوح.
طريقة صنع القرار في الغرب مختلفة والغرب لم يعد كما السابق اي ليس داعش يرسل الناس ليموتوا كل شخص يموت له اثمان سياسية. هناك محاسبة في الدول الاخرى.
الوضع في العراق مقلق اذ الجيش العراقي ليس قادر على اجراء معارك لا زال بحاجة لاعادة بناء بعد الانهيار الذي حصل له واضطر الى الاستعانة بالحشد الشعبي والحشد الشعبي عندما يدخل مناطق سنية يحكى عن ارتكابات تحصل ما يشكل توتر. القوات الكردية استطاعت ان تطرد داشع من مساحات كبيرة هل يحتاج الحسم الى قوات برية اميركية بالانبار، القوات البرية الاميركية يمكن ان تختصر طول الحرب لكن هل تدفع اميركا المزيد من الامريكيين؟
احتفل العراقيين بمغادرة المحتل ثم استدعوه لانقاذهم قد يكون هناك وجود لكن محدود للقوات البرية.
قاسم سليماني كان اول زائر لمسعود برزاني وسأله ما يحتاجون قالوا ذخائر وحضرت في اليوم التالي طائرة محملة بالذخائر.
لا تدير العراق اميركا نحن نتوهم انه في كردستان ان مسعود برزاني لا يمكنه ان يستقبل طائرة من ايران الا بعد اخذ موافقة الامريكان بالعكس لقد استقبل.
رئيس الوزراء حيدر العبادي لاحظ ان في الشهور الاخيرة الايرانيين اصبحوا مقتنعين بجدية الامريكان للتوصل لاتفاق وهو يعتقد انهم ذاهبون لاتفاق في الموضوع النووي، لا احد يمكنه ان يجزم انهم ذاهبون لاتفاق حول الدور الاقليمي في ايران هذا موضوع آخر لذلك لاحظنا هذا الحضور الاميركي الكثيف بالزيارة للسعودية للقول ان الاتفاق مع ايران لا يعني اعطاء المنطقة لايران
ايران دولة كبيرة وسيكون لها دور في المنطقة لكن ليس بقدر ما تشتهي.
لان البرزاني كان مركزه على خط الجبهة مع داعش في كردستان انا طلبت رؤية قسوة المعارك فعرضوا لي افلام ففكرت اننا يجب ان نكون متهيئين كلبنانيين لمعارك اشد. نرى يشتد اطلاق النار ثم يخرج احد من داعش بعربة مدرعة ويذهب باتجاه المواقع الكردية في الاسابيع الاولى هذه المدرعة لا يؤثر فيها لا الكلاشينكوف ولا الرشاش الاكبر كان يضطر ضباط اكراد ان يقتربوا بمدرعة اخرى ويصطدموا بها لحماية عسكريين، كان الضابط الكردي يتحول لانتحاري وثم اظهرت الافلام انهم عندما تلقوا صاروخ ميلان اصبح ينفجر بالمدرعة لهذا السبب المعارك حادة وعنيفة ولذلك اقول الوضع اخطر من ما نعتقد. في هذه الافلام جثث من الشيشان ومن اليمن ومن افريقيا واسيا اممية جثث من داعش اما بتركيبة داعش فهناك ضباط لديهم خبرات ويتميزون بالقنص والتفخيخ والكمائن المفخخة والرماية الصائبة بمدافع الهاون، خبرة عالمية موضوعة بتصرف تنظيم ارهابي.
حدود الاكراد مع داعش 1050 كلم. داعش تقوم بمعركة هنا وتجعل القوات الكردية تعتبر ان هذه المعركة الاساسية ثم تقوم بمعركة على بعد 400كلم وهاذ يؤكد وجود عدد كبير من الضباط بصفوف داعش.
المعلومات تقول هناك ضباط من العهد السابق ولديهم مواقع قيادية بداعش ويقودون محاور ومعارك لان ابو بكر البغدادي بالسجن الذي كان فيه في العراق تعرف على مجموعة من الضباط البعثيين وزادت اسلاميتهم وشاركوا بداعش ما استوقفني ان هناك ضباط عرب ولم اعرف جنسياتهم ربما ضباط متقاعدين وهناك اشخاص من الجيش السوفييتي من الشيشان.
هناك معتقلين من داعش عند البشمرفا فمنهم صامتون ولكن قيل لي ان بعضهم يتحد\ثون وبدء يُعرف شيء عن هذا التنظيم والمعلومات عن مشاركة ضباط وافارقة اتت من تحقيقات مع الذين اعتقلوا.
هناك حروب انطلقت ولا يمكن ردها. الارهاب لا يُقتل فقط الارهابي فيه يجب البحث عن مصدر الارهاب.
فيما خص التطورات التي طرأت على السعودية بعد وفاة الملك عبد الله

السعودية لديها سياسة تحكمها مجموعة من الثوابت التي استمرت خلال العقود الماضية، ولكن طبعا كل مرحلة تحمل لمسة الملك لانه هو صاحب القرار الاخير والاساليب الشخصية تفرق، فمثلا اسلوب الملك عبد الله كان يتسم بالصراحة والمباشرة حتى بالحوارات مع زعماء الدول الكبرى، واذا لم يعجبه امر ما في السياسة الاميركية يقول للرئيس الاميركي انهم يعتبرونها خطأ وكذلك للرؤساء الاوروبيين والزعماء الآخرين، في المنحى العام هناك استمرارية للسياسة تختلف حسب الاسلوب واللمسة الشخصية للملك، واعتقد ان هناك امر ما حصلت في الرسالة الاخيرة رسالة طمأنة للسعوديين واصدقاء السعوديين فيما خص ما كان يحكى عن ازمة انتقال السلطة، حقيقة الملك عبد الله كان يتمتع بشعبية عالية وانا عندما كنت اذهب الى السعودية ، كنت اسمع وارى القفزة الاقتصادية التي حققت في عهد الملك عبد الله وعدد السعوديين الذين ارسلوا للدراسة في الخارج ليس بالقليل، كما ان الملك عبد الله كان عنده القدرة على الاتصال بالمواطن العادي ، ومن كان يسافر الى السعودية كان يمكن ان يعرف هذا الامر ويسمعون هذا الامر من سائق التاكسي مثلا ومن اي مواطن في اي موقع ، وانا قلت انه محظوظ البلد الذي تحصل فيه انتقال للسلطة من دون انتقال مؤسسات ومن دون ان تحدث حرب اهلية
كم كلف ذهاب صدام حسين ومعمر القذافي ؟؟؟ وانا لا اقول انهما كان يجب ان يبقيا ولكن محظوظة البلد الذي لا يحدث فيها ذلك، البلد الذي لديه ثروة الاستقرار فهي توازي ربما ثروة النفط او اكثر، ثروة الاستقرار تحسن الاقتصاد ويجنب الخسائر الكبيرة

كل بلد له تركيبة مختلفة وطريقة التعاون مع المواطن مختلفة.
انا لا اسمع في السعودية ان الامن اخذ شخص واختفى ، هناك امور تفتعل توترات في المجتمع نتيجة ان فلان اختفى واشياء من اذلال المواطن والفقر ثم موضوع الهويات والاكثريات والاقليات ، هذا يحتاج الى بحث تفصيلي
الظاهر ان السلطة هي فرصة ذهبية ومرض، نادرا ما نرى حاكم يقول انه يكفيني هذه المدة في الحكم ولاتوجه الى البيت.
يجب الانتباه الى الوضع على الحدود لان الوضع السوري مرشح للاستمرار واسرائيل من وقت لآخر تعتدي على نقاط معينة في سوريا وتزعم ان هناك صواريخ آتية الى حزب الله وربما هي اختبارات لها اهداف اخرى
تطور كبير ان يصبح هناك ربط بين جبهة الجنوب – لبنان وما يجري في الجولان، اعتقد انه من مصلحة اللبنانيين ان لا يحملوا لبنان اعباء تفوق قدرته
لو كانت حصلت حربا في لبنان ، حزب الله قادر على اطلاق آلاف الصواريخ على اسرائيل واسرائيل لا تستطيع ان تنهي قوة كحزب الله، فهو ليس جيش نظامي ، ولكن اسرائيل يمكنها ان تلحق دمار في لبنان لدرجة اننا ننزل الى عقود ماضية وهذا ما يجب تفاديه ولهذا السبب تم اختيار مزارع شبعا لعدم الذهب ابعد في المجازفة والتسبب بحرب، مع احترامنا لكل التضحيات نحن لا يجب علينا ان ندفع فاتورة احد.
نحن لم يعد بمقدورنا ان ندفع واللبنانيون لا يمكنهم ان يدفعوا فاتورة النزاع السوري، صحيح انه لم يحدث عندنا انهيار امني الا ان وضعنا سيء للغاية ، لدينا متاعب اقتصادية .
عمليا بنتائج الغارة تبين ان هناك جنرال ايراني موجود في هذا الموقع.
المهم بالموضوع ان لا نكون نحن ضحية لهذه الحروب ، الوضع السوري ينذر بالمزيد خاصة نظرا لما يحدث في هذين اليومين كضرب دمشق وسقوط ضحايا مدنيين فيها ثم الرد على المناطق الاخرى
هناك تنظيمات تتلقى مساعدات من دول خليجية وغيرها، ولكن الاهم من كل لذك ان كل المعارك الحالية لا توحي بالحسم العسكري ولا توحي بالحسم السياسي، الضحية الكبرى هي سوريا فهذه الدولة تنتهي وتتآكل، امس كان هناك تقارير عن الليرة السورية ، معيشة النازحين السوريين خارج سوريا والمهجرين في سوريا والمواطن العادي في سوريا، سوريا هي دولة اساسية في المنطقة فكيف الوضع سيكون اذا كان العراق يتآكل وسوريا تتآكل ؟؟
اعتقد انه من الطبيعي ان تكون اسرائيل تخطط لايذاء الدول العربية الا ان اسرائيل لا يمكنها وحدها فعل ذلك، هنالك الانفجار الداخلي الذي حصل بسبب الفشل الاقتصادي وغياب الديمقراطية، وهي عوامل خطيرة انفجر النظام السوري ليس بغارة من الخارج بل احداث من الداخل اذا فالمنطقة تدفع امرين ، الاول ناتج عن البرنامج الاسرائيلي والثاني الصراع في المنطقة بين برنامج ايراني واسئلة حول موقع السنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

السابق
طائرة شراعية داخل فلسطين من الجانب اللبناني
التالي
دو فريج: دخول حزب الله إلى سوريا يسرّع مجيء المخطط الأمني إلى لبنان