إسرائيل مرعوبة؟ ونحن أيضاً يا إعلام حزب الله

بعد الغارة العدوانية التي نفّذتها إسرائيل في القنيطرة وقتلت مسؤولين في حزب الله وجنرالا إيرانيا، تعالت ردود قريبين من حزب الله مهدّدة إسرائيل بإزالتها من الوجود. وراح إعلام حزب الله يشيع أنّ إسرائيل خائفة كثيراً ونادمة وأن الإسرائيليين مرعوبين ومهسترين من الخوف و"يسمعون أصوات حزب الله من الغسالات في المستوطنات الحدودية. لكن لم ينظر أحد بالعين الأخرى، ليرى أنّنا، نحن أيضاً أبناء الضاحية الجنموبية والجنوب، خائفون من المجهول الذي سيحلّ بنا لو اشتعلت الحروب الضروس.

أثناء قيام مجموعة من حزب الله بتفقّد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الإسرائيلي ما أدى الى سقوط كلٍّ من محمد أحمد عيسى “أبو عيسى”، جهاد عماد مغنية، عباس ابرهيم حجازي، محمد علي حسن أبو الحسن، غازي علي ضاوي، علي حسن ابرهيم، وجنرال إيراني.
بعد السكْرة جاءت الفكرة، فسارع إعلام الممانعة إلى التهويل على إسرائيل، وراحت تروّج لردّ حتمي مدوًّ من حزب الله “لكن في الزمان والمكان المناسبين”! وأن إسرائيل “لم تكن تعلم” أنّ الأمر بهذا الحجم المهيب، ولهذا ارتعدت فرائسها وأخذت ترتجف رجليها من كثرة الخوف، ناهيك عن أنّ إسرائيل نشرت جميع قوّاتها الجوية والبحرية والبرية على الحدود مع لبنان، تحسّباً لأي ردّ مدوّي من قبل حزب الله، وأوعزت إلى مواطنيها بالنزول إلى الملاجئ خوفاً من الخسائر الكبيرة في أرواحهم.
ولهذا صوّر لنا إعلام حزب الله، من خلال المشاهد الذي رأيناها وسمعناها على قنوات الممانعة والحليفة، بأن إسرائيل ترتجف وهي نادمة على ما فعلت، وتترجّى فلانا وعلاّنا لكي تسامحها إيران ومن خلاله حزب الله فينتهيان عن الردّ. كما ورد في جريدة “الأخبار” التي عنونت صباح يوم السبت أنّ “إسرائيل تتوسّط لدى روسيا بأن يكون الردّ خفيفا من حزب الله وبلا مدنيين”.
وروّج إعلام حزب الله المستخفّ بعقول مشاهديه وقرّائه، إلى أنّ إسرائيل هي وحدها الخائفة على مصيرها الحتمي. ونحن الأقوياء الأشدّاء اللذين سوف نزلزل الأرض تحت أقدام إسرائيل ولن يوقفنا أحد.في جولة على البيئة الحاضنة لحزب الله، وعلى المناطق الحليفة له، نجد أنّ الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: قسم يشدّ ويصرخ وغير آبه ويقول: “نعم هذه آخر حرب مع إسرائيل… سنزيل إسرائيل من الوجود”. وقسم الآخر يقول: “نعم نحن خائفون جدّاً، لأننا بشر أولاً، ولا نملك المقوّمات الأساسية لخوض الحرب، يكفينا الحرب في سوريا وخسارة شبابنا كرمال عيون بشار الاسد، لقد سئمنا حروب عبثية ونريد العيش بأمان وسلام ولو ليوم واحد”.وآخر يقول: “وضع المنطقة على فوهة بركان، والإرهاب يهدّدنا كل يوم، فلا ينقصنا إلى حرب ضد إسرائيل حتى ينتهي بنا الأمر، ونذهب إلى حتفنا”.
أحدهم، حين سمع بالغارة الإسرائيلية وقتل 6 شبان من حزب الله، والتهويل بالردود على هذه الغارة، أوّل ما فعله أنّه ذهب إلى الحمام مضطرّاً، وبعدها قال بعدما هدّأتُ من روعه: “إلى أين سنذهب بعيالنا وأهلنا وعملنا؟ في حرب تموز 2006 ذهبنا إلى سوريا، ولكن الآن سوريا نار، ولبنان نار، فليس لنا إلاّ أن نندمل تحت التراب ونرتاح من هذه الحرب النفسية والعصبية كل يوم”.ألا يحقّ لنا أن نخاف يا إعلام حزب الله؟ هل نحن مخلوقات أسطورية؟كلنا بنو آدم. وكلّنا نخاف. المضحك أنّ إعلام إسرائيل كان يتحدث عن خوف الإسرائيليين، لأنّه وفيّ للحقيقة، وإعلامنا كان يتحدّث أيضاً، عن خوف الإسرائيليين. لكن نحن بشر مثلهم. ونخاف. فهل يحقّ لنا أن نخاف؟حسن حمود

السابق
طهران قالت ‘الأمر لي’ في سورية الصغرى
التالي
الحرب المفتوحة… باسم الله