طرابلس تجمع على الوحدة بعد تفجير جبل محسن

تفجير جبل محسن
يبدو أن الهدوء الذي ساد في الفترة الأخيرة في طرابلس والجوار، كان هدوء ما قبل العاصفة، ليهب التفجير الانتحاري في منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس، متسبباً بمجزرة في صفوف الأبرياء الذين سقط منهم تسعة شهداء، جرى تشييعهم أمس، في موكب حاشد، إضافة الى 36 جريحاً.

قوبلت ضربة الإرهاب هذه، بالوعي والوحدة بين أهالي طرابلس. مُحبطين الهدف الأساسي ألا وهو إشعال الفتنة النائمة بين أبناء المدينة وخاصة بعد ان أكدت “جبهة النصرة”، في بيان رسمي نشرته عبر حسابها على موقع “تويتر”، مسؤوليتها عن التفجير الإرهابي مشيرتاً إلى أن هذه العملية الإرهابية جاءت رداً على التفجيرين الإرهابيين الذين حصلا في طرابلس سابقاً.

وقد إحتضنت طرابلس الرسمية والشعبية الضربة الأليمة لجبل محسن، فأعرب النائب أحمد فتفت عن أسفه وحزنه على الجريمة التي أصابت لبنان وقال في إتصال مع موقع “جنوبية”: “جميع أهالي طرابلس شعروا بأزمة كبيرة إلا أنهم قابلوها بالتضامن، والكل أعتبر أن المدينة أصيبت بشكل عام ولكن يبقى هناك مخاطر..”.

وإعتبر فتفت أن هذه الرسالة الارهابية جاءت نتيجة ما يحصل بسوريا، وتدخل حزب الله في الحرب السورية يفسر الواقع. أم فيما يخص الخطة الأمنية في سجن رومية التي أتت لارتباط عدد من السجناء بتفجيري جبل محسن كما رأى أن “على القوى الأمنية والمحكمة العدلية الإسراع في محاكمة السجناء خصوصاً أن الإقتظاظ داخل سجن رومية وإبقاء المساجين من دون محاكمات الذي قد يكون ضمنهم عدد من الأبرياء التي من شأنها أن تولد هكذا ردود فعل”.

وتعقيباً على ما نشرته جريدة الأخبار أن 32 شاباً لبنانياً يعدون لتنفيذ هجمات انتحارية في الداخل اللبناني، قال: “في مثل هذا الظرف يصبح التعاون في وجه الارهاب ضروريا، فإعلام وتزويد القوى الأمنية بهذه المعلومات أفضل بكثير من ترعيب الناس بمثل هذه الأخبار”.

وبدوره ندد النائب عن دائرة طرابلس محمد كبارة بالعمليتين الإرهابيتين قائلاً:” أثبتت طرابلس بالسابق عن تضامنها ووحدتها وتمسكها بالعيش الواحد بين الجميع، فكان الخوف الكبير عند تفجير مسجدي التقوى والسلام سابقاً وكانت ردة فعل أهل طرابلس على درجة عالية من الوعي والآن أيضاً أفشل مخطط الفتنة بحيث كان الموقف موحد خاصة موقف المجتمع المدني”.

وأشار الى أنه “لا يمكن توقع حدوث هزات أمنية وعمليات انتحارية أخرى ، فالإرهاب ليس لديه لا دين، ولا مبدأ، ولا توقيت”. وأضاف أن”: الإعلام اللبناني كان دائماً يشوه صورت طرابلس ولكنها برهنت هذه المرة أنها غير حاضنة لأي عمل إرهابي”. كما طمأن أهالي طرابلس أن الوضع الأمني سيظل مستتب متمنياً عودتهم لان طرابلس لا تعيش بدون أبنائها”.

كما إعتبر النائب بدر ونوس أن التفجير الانتحاري في منطقة جبل محسن “رسالة فتنة لإعادة الإقتتال”. واستبعد أن تكون هناك أي ردة فعل لوعي أبناء التبانة وطرابلس الذين عضوا على الجرح، وخاصة أهالي المنكوبين أيضاً استنكروا العملية وتبرأوا من منفذيها”.

ورأى أن ما تتذرع به جبهة النصرة أن العملية جاءت انتقاماً لتفجيري مسجد التقوى والسلام ذريعة ليس لها معنى، مضيفاً: “مهما برروا هذه العملية مرفوضة شرعاً وديناً”.

السابق
الحوثيون يفرجون عن مسؤول كبير في المخابرات اليمنية
التالي
علوش: التفجير في جبل محسن سيكون سببا للتشدد في الخطة الأمنية