بعد القذائف والبراميل.. البرد يقتل اللاجئين السوريين

اللاجئين السوريين
مع اشتداد العاصفة وتساقط الثلوج، يعيش في لبنان مئات الآلاف من اللاجئين السوريين المهددين أن يموتوا بسبب البرد القارص، إن لم تستطع أجسادهم مقاومة البرد. مأساتهم اليوم تنتظر صحوة ضمير من مات ضميرهم من زمن!

منذ أن حطت العاصفة «زينة» رحيلها في لبنان، إتجهت الأنظار إلى هؤلاء الذين هربوا من الموت الذي خيم بلدهم بسبب الحرب المشتعلة منذ أكثر من أربع سنوات. إنهم اللاجئون السوريون الذين نزحوا إلى لبنان حاملين معهم مآسيهم لا أكثر، تاركين أموالهم وأرزاقهم في بلد ينزف دماً ودماراً.

نزحوا بالآلاف ظناً منهم أنهم سيحمون أطفالهم من الموت والجوع، وأنهم سيجدون في لبنان الأمن والأمان والدفء الذي فقدوه في وطنهم، لكن مهلاً هل الموت والمرض وعدم الشعور بالأمان يأتي جراء الحرب فقط؟

بالطبع لا، كيف يشعر بالأمان من لم يجد سقف منزل يأويه؟ الأمان هو البيت الذي يحمي قاطنيه من تقلبات الطبيعة من حرّ الصيف وبرد الشتاء، الأمان هو الشعور بالشبع والإكتفاء.. وهذا ما يفتقده من هربوا من تحت النار ليعيشوا مآسي أخرى، وآخرها مقاومة البرد القارص الذي يضرب لبنان بسبب العاصفة.

آلاف السوريون الذين يعيشون في خيم بلاستيكية في المناطق الجردية والحدودية مهددون اليوم بالموت جراء البرد القارص والثلوج التي غطت خيمهم ومناطق تواجدهم. وبالفعل سجل اليوم وفاة طفلة سورية من مخيم عرسال، تبلغ من العمر ثماني سنوات بسبب البرد القارص، جسد هذه الطفلة الصغيرة لم يستطع أن يقاوم الجليد والصقيع، كما الطفل الذي يبلغ 8 سنوات والذي توفي مع والده أثناء قطعهم للحدود السورية اللبنانية في شبعا.

هؤلاء الطفلان والرجل نجوا كالآلاف من القذائف والرصاص والبراميل المتفجرة التي صنعها البشر، ولكنهم بالتأكيد ماتوا بسبب ظلم البشر، البشر الذين يعلمون بمجيئ العاصفة قبل أيام، ويعلمون عن فصل الشتاء وقسوته في تلك المناطق، ولكنهم يتفرجون وكأن الأمر طبيعياً أن يعيش الأطفال والرضع في خيم بلاستيكية من الممكن ان تقتل من بداخلها إن لم يستطع جسده مواجهة خير الطبيعة.

اللاجئون السوريون الذي هربوا من الموت في الحرب، يلحقهم الموت اليوم في كل مكان ولأسباب مختلفة إما بردا أو جوعا أو على الطرقات… والحق أن كثير من من يملكون ذرة إنسانية يتعاطفون معهم، لكنهم ليسوا بحاجة إلى التعاطف والصلوات، هم بحاجة إلى صحوة ضمير من العرب قبل الغرب، من المؤسسات التي تدعي مساعدتهم وتشحد عليهم لتشحدهم لقمة العيش.

مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان تتوقع أن تشتد العاصفة أكثر في اليومين المقبلين، فهل ستقاوم اجساد الأطفال والرضع في مخيمات اللجوء الطقس المميت في خيمهم؟

السابق
فتفت: الخطة الامنية وسرايا المقاومة والاستفزازات ابرز نقاط البحث
التالي
يديعوت: انتهى عصر النفط العربي وبدأ عهد العقل الإسرائيلي