لبنان الفقير ملك «السيارات» على أنواعها

ازدحام
من الجميل في هذا البلد، الموجود أغلبية أهله تحت خط الفقر، والذي يعتبر إقتصاده مهدداً هو كثرة السيارات والآليات والمركبات الأرضية والفضائية ووسائل النقل السلكية واللاسلكية والدراجات النارية والآلية والميكانيكية والهوائية بحيث لا يمكنك أن ترى شارعاً أو طريقاً أو أوتوستراداً أو منطقة إلا ولازدحام السير فيها نصيب.

أحضر حقيبةً صغيرة، ضع فيها بعضاً من الشطائر، ضع قنينة مياه، ضع أيضاً بعض السكاكر، وكيساً مملوءاً من الموالح والمكسرات، ضع بعضاً من عبوات العصائر ضع فيها تشكيلة من الفاكهة وعلبة صغيرة من الحلويات، ضع إن شئت نرجيلة وبطيخةً خذ معك رقعة الشطرنج وأوراق اللعب خذ معك دفتر مذكراتك وقلمين أحدهما أزرق والثاني أحمر.. خذ كل هذا وأكثر إن كان لديك مشروع سير بالسيرة في أحد شوارع هذا البلد فلربما ستمكث من الزمن ما يكفيك لتلتهم وتستخدم ما سبق وذكرناه كله!

من الجميل في هذا البلد، الموجود أغلبية أهله تحت خط الفقر، والذي يعتبر إقتصاده مهدداً هو كثرة السيارات والآليات والمركبات الأرضية والفضائية ووسائل النقل السلكية واللاسلكية والدراجات النارية والآلية والميكانيكية والهوائية بحيث لا يمكنك أن ترى شارعاً أو طريقاً أو أوتوستراداً أو منطقة إلا ولازدحام السير فيها نصيب.

كم أسرٍ لديها سيارات وآليات بعدد الأفراد الموجودين فيه بل ولربما أكثر، فقد أصبحنا في زمن لا يحلو لكل منا إلا أن يتنقل بسيارته ولوحده، حتى لو كانت الأسرة كلها تخرج في وقتٍ واحدٍ وتتجه إلى مكانٍ واحد فلا بد لكل منهم أن يأخذ سيارته الخاصة.

فكما أن لكل فردٍ في الأسرة اللبنانية، هاتفه الخاص، وربما جهازه الكومبوتري الخاص، وغرفته الخاصة وسريره الخاص، فكذلك أصبح لديه سيارته الخاصة استكمالاٍ للبريستيج وحرصاً على المظهر العام أمام الغير.

إن أزمة السير في لبنان كل لبنان واقع جديد لم يكن موجوداً في ما سبق من الأزمنة أو لربما كان موجوداً ولكن بشكل خفيف ومحدود، لم يعد بالإمكان قياس المسافات وأزمنتها بحسب طول الطريق الممتدة بينهما، بل بالاعتماد على نشرة السير التي تحدد لك مقدار مكوثك في هذا الجحيم!

ماذا يضر أي منا إن استخدم التكاسي أو الباصات عوضاً عن السيارات الخاصة؟ أليس من التوفير بمكان أن يستخدم وسائل النقل العامة عن الخاصة، خاصة وأن أغلبية السيارات أثناء الازدحام غالباً ما تكون محتوية لشخصٍ واحد.

تعالوا لنتفكر بطريقة سهلة وعملية أكثر، لو أخرجنا في زحمة السير كل خمس أشخاص ووضعناهم في سيارة واحدة، لكان باستطاعتنا اختصار النصف على الأقل من زحمات السير هنا وهناك.

هناك بعضاً من الوسائل التي تساعد على اختصار الازدحامات وتسهيل أزمات المرور كالطرقات المعبدة جيداً وتنظيم مرور الآليات الكبيرة والامتناع عن سلوك الطرقات بعكس السير أو الركون على جوانب الطريق عن مواعيد تفريغ النفايات فضلاً عن فتح المجارير بشكل دائم منعاً لتجمع المياه وبالتالي قطع الطرقات في أوقات أمس ما تكون فيها لاستمرار السير دون توقف.

أعلم أن كلامي شبه مستحيل في بلدٍ كلبنان، فهناك ما هو أسهل من هذا الأمر ولم يتم الاهتمام به أو تأمينه أو تنفيذه، ولكنها أحلام يقظان في وضح النهار أن نحلم يوماً ما بأننا أصبحنا على الأقل مثل أدنى أدنى البلاد تطوراً أو تقدماً أو حداثةً ولكن يا ترى، هل سنرى في حضورٍ من أعمارنا حلولاً كهذه الحلول أم أنها ستبقى طي المنامات وعالم أغرب من الخيال؟

السابق
هو ليس سلعة
التالي
الدوري الإنكليزي: فوز ثلاثي الصدارة