متى تنصّب «الممانعة» أنطوان لحد «بطلاً» مثل إيلي حبيقة وفايز كرم؟

تقوم الممانعة بتوزيع الشهادات الجاهزة والسريعة او بالأحرى هو "تزوير" الشهادات من قِبَل "الممانعة"، فمن كان بالأمس "راسباً" من أعدائها يصير بغمضة عين ناجحاً وسيرتُه حسنة.

طبعاً يحق لرئيس الجمهورية السابق أمين الجميل وغيره زيارة اية منطقة في لبنان، يحق ذلك لرئيس حزب القوات سمير جعجع بطبيعة الحال كما يحق لرئيس تكتل الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد زيارة بشري ساعة يشاء!
كان المفروض ان تحصل مثل هذه الزيارات بمواكبة السلطات الشرعية وحدها لا شريك لها، هذا نظرياً، ومن “هونيك ورايح”.. كلنا يعرف واقع الحال!
ما اريد ان اعلق عليه هو الشهادات الجاهزة والسريعة او بالأحرى هو “تزوير” الشهادات من قِبَل “الممانعة”، فمن كان بالأمس “راسباً” يصير بغمضة عين ناجحاً وسيرتُه حسنة!
رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون على سبيل المثال كان “الطُش” في صفه قبل ورقة التفاهم، كان راسباً وخائناً وعميلاً منشورةٌ علاماته القبيحة على يافطات الضاحية والنبطية ثم فجأةً صار الأول بالصف، لا بل عريف الصف ودلوع المدير “الفقيه” يحق له وحده تسجيل اسماء المخالفين على اللوح!
الوزير السابق إيلي حبيقة، الملقب بابو علي) بطل مجازر صبرا وشاتيلا وصاحب العلاقات الوثيقة مع “اسرائيل” تحول بين ليلة وضحاها من سفاح إلى وزير في ضفة الممانعة واحضانها!

كريم بقرادوني مثلاً زار “اسرائيل” عام 88 وطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية يومها نصري لحود إذناً من نقابة المحامين (باعتبار بقرادوني محام) بملاحقته ثم صار بقرادوني فجأةً نجم شاشات “الممانعة” وموضع ثنائها!
حنا عتيق مؤسس وقائد فرقة الصدم الذائعة الصيت التابعة للقوات اللبنانية اثناء الحرب صار اليوم في احضان “الممانعة” عزيزاً مكرماً تُفتح له كل الأبواب والمنابر والشاشات!
سمير جعجع الذي وحده من امراء الحرب قضى ثلاث عشرةَ سنة في زنزانة تحت الأرض وكان وحده من اعتذر علانية على ما ارتكبت يداه كما ارتكبت ايادي غيره بطبيعة الحال، سمير جعجع بقي وحده الخائن والعميل والمجرم وصاحب التاريخ الأسود، واللائحة لا تنتهي!
كل امراء الحرب الآخرين كانوا مسعفين في منظمة الصليب الأحمر الدولي اومتطوعين في هيومن رايتس!
هذه المقالة ليست اكثر من مقاربة ومحاولة فهم منطق “الممانعة” البارع في تحويل الأبيض إلى اسود والأسود إلى ابيض،
المقالة ليست دفاعاً عن احد ولا ذماً بأحد، ما فيها من وقائع يعرفها الجميع واكثر..
يبقى السؤال:
الا يستحق انطوان لحد من هذه “الممانعة” مثلاً منصباً ووظيفةً ومقام وهل المطلوب منه  اكثر من تصريح من سطرين ونصف لتحسين علاماته!؟

السابق
أبو سياف: استبدال الطيار الأردني «بأسيرين لداعش» أفضل من قتله 
التالي
احباط محاولة تسلل على منطقة وادي الحصن ومقتل 3 مسلحين