إحذروا علي الأمين… فهو الخطر الوحيد على شيعة لبنان

علي الامين
هناك هجمة على موقع "جنوبية" ظاهرها مقال عن الانحلال الأخلاقي في الضاحية، وباطنها ضيق صدر "حزب الله" من هذا الموقع الذي يرفع صوت الحقّ في زمن الباطل، ويصرخ "لا" بوجه من يأخذ بيئة المقاومة والشيعة إلى الموت وإلى الانحلال الاجتماعي والأخلاقي والسياسي. هنا مقالة عن علي الأمين، الخطر الوحيد على شيعة لبنان وجنوبه ومقاومته.

حسناً. صدرت التعليمة. “اهجموا على علي الأمين”. خضر عواركة وصفه بأنّه “علي القميص”. وفي هذا قمّة الخيال والذكاء والتشبيه الما بعد بعد تعبيري. أحمد مطر في موقع “بنت جبيل”، نقلا عن موقع “الخبر برس”، وصفه بأنّه “يشكّل خطراً كبيراً.. في اعتدائه على النساء”. وفيصل الأشمر، ابن سلاب نيوز، وصفه بأنّه “إيلي كوهين”.

لا يوجد خطر على الضاحية الجنوبية إلا مقالاً نشره زميل يقول فيه إنّ الحجاب في الضاحية بات أقلّ من حجاب وأكثر من زنطرة. مقال قال إنّ البيئة تضغط على الفتاة فتحجّبها بالقوّة، فتهرب الفتاة إلى أزياء تصاحب الحجاب، متفلّتة أكثر حتّى من أزياء معظم غير المحجّبات. مقال أكّد أنّ الضاحية محاطة بسلسلة من الفنادق، في الحازمية وبعبدا وخلدة، مسخّرة للعشّاق العاجزين عن الزواج، بسبب الفقر، أو للهاربين من زيجات تقليدية، أو للخونة. وأنّ الدعارة تتزايد في الضاحية بسبب منع الأجهزة الأمنية من العمل فيها، ما أوجد بيئة آمنة لشبكات الدعارة والمخدّرات والقتل والسرقة والخطف.

وعلى سيرة الخونة. اطمئنوا. لا يوجد مشكلة خيانة في هذه البيئة. لم يخُن أحدٌ الإمام الحسين حين ناصر ظالماً وقاتل أطفال في سورية هو بشّار الأسد. لم يخُن أحدٌ حزب الله، خصوصاً أعلى وأكبر قياداته الأمنية والعسكرية التي تبيّن أنّها تتعامل مع إسرائيل ومع الموساد ومع الـCIA وغيرها من أجهزة المخابرات الأميركية والصهيونية.

لا تخافوا. فقط علي الأمين هو الخطر، لأنّه يحرص على رعاية تجربة إعلامية اسمها “جنوبية” تحاول الإضاءة على مكامن الخلل في البيئة الشيعية والجنوبية وفي بيئة المقاومة. تلك البيئة الغاضبة، والساكتة عن رأيها، في رفضها الانغماس بالوحول السورية. موقعٌ حمل آلامكم وأوجاعكم في العامين الماضيين، وتقرأونه وتشتمونه، وإن كانت قلوبكم معنا وسيوفكم علينا.

لا تخافوا. لا توجد عائلات تحكم بالحديد والنار في الضاحية. لا توجد شبكات دعارة. لا توجد شبكات عمالة لإسرائيل. لا توجد شبكات وتتاجر وتروّج المخدّرات. لا توجد مافيات تتحكّم باشتراكات المولّدات الكهربائية وبأسعار المياه وبأسعار اشتراكات “الستلايت”. لا يوجد سارقون ولا مجرمون يختبئون من عيون الدولة ويعيثون فساداً في المجتمع.

اطمئنوا. لا يوجد انحلال أخلاقي. لم يصل الانحلال الأخلاقي إلى درجة أنّ من وضع أهل الضاحية والجنوب والبقاع رقابهم في أيديهم، قطعوها بالتعامل مع إسرائيل، في حزب الله تحديداً، وعلى أطرافه.
اطمئنوا، وحده “علي القميص” هو المشكلة. لم يخنكم أحدٌ حين علّمكم كراهية “الشيطان الأكبر” ثم صافحه وقبّله وحالفه. لا تخافوا. لم يخنكم أحدٌ حين جعل 90 في المئة من العرب والمسلمين أعداءكم. لا تخافوا.
لا تخافوا. لستم ممنوعين من السفر إلى دول الخليج، التي فتحت بيوتكم لعقود، ولستم محاصرين في أفريقيا، ولستم مطاردين في أوروبا، ولستم مشكّك بكم في أميركا فقط لأنّكم شيعة من لبنان. اطمئنوا. فيمكنم فقط أن تعملوا مقاتلين في سورية. هناك تموتون ويكفل لكم مرسلوكم إلى الهلاك أن تتناولوا طعام العشاء مع الإمام الحسين.

وحده على الأمين خطر عليكم. لا تخافوا. ليس هناك من يخونكم بأن يقنعكم بالخرافات التي لا يرضى عنها كبار المراجع، كي تفتكوا بأطفال سورية بلا رحمة، وكي تذهبوا إلى الموت المجّاني في سورية والعراق، وكي تظلموا أخوتكم اللبنانيين لأنّهم فقط “مختلفون” عنكم ولهم آراء سياسية مختلفة.

لا تخافوا. فقط اهجموا على علي الأمين. فهو العميل الإسرائيلي وليست قيادات في حزب الله كشف عنها السيّد حسن نصر الله شخصياً، وأخيرهم وليس آخرهم، محمد شوربا، أحد مسؤولي العمليات الخارجية في الحزب.

علي الأمين هو السارق وليس شقيق أحد نوّاب “البيئة المقاومة” الذي يقود مافيا سيّارات، وشقيق نائب آخر يقود مافيا الكبتاغون. هو، علي الأمين، مروّج المخدّرات وليسوا أولئك الذين يخدّرون أبناءكم بالخرافات كي يذهبوا إلى الموت من دون سبب.

علي الأمين هو المافيا الفكريّة وليس سارقو أموالكم نهاية كلّ شهر، في اشتراكات الكهرباء والستلايت. وليس صلاح عزّ الدين الذي سرق منكم ملياري دولار، وعاش سلطاناً في السجن، وخرج ليعيش سلطاناً خارجه تحت حماية “حزب الله”.

فقط علي الأمين هو الخطر على فتياتكم، وليس الذي ينزع الغلاف الأخلاقي عن أفعالكم، كي تصير بعدها الخطيئة عادية. طالما أنّنا نرتكبها كجماعات، فلماذا لا نرتكبها، رجالاً ونساءً وفتيات وشباناً وشابات، كأفراد؟
علي الأمين هو الخطر الوحيد على الشيعة في الضاحية والجنوب والبقاع، وعلى المقاومة في لبنان، وعلى الشيعة في العالم. هو الخطر وموقع “جنوبية” هو السمّ. فقط. وكلّ ما يؤلمكم ليس موجوداً. الأمور كلّها على ما يرام. فاطمئنّوا. وحده علي الأمين.

السابق
الراعي نعى الدويهي ومراسم الجنازة السبت المقبل
التالي
تونس.. إفشال محاولة لاغتيال المرشح الرئاسي السبسي