«وساطة أمر واقع» تواكب معارك القلمون

بدا المشهد الخلفي لتطورات أزمة العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” غريباً وغامضاً الى حدود كبيرة في الساعات الاخيرة.

ذلك انه وقت كان الجيش وكذلك الجهات الرسمية والامنية يرصدون بدقة مجريات المعارك الجارية بين “داعش” و”الجيش السوري الحر” ومجموعات اخرى من المعارضة السورية في القلمون السورية وفي مناطق متاخمة لجرود عرسال لما يمكن ان تعكسه أي متغيرات ميدانية نتيجة هذه المعارك على الواقع الميداني مع لبنان، تحرك فجأة الشيخ وسام المصري الذي شاع اسمه وسيطاً من جانب الخاطفين بين الجرود وساحة رياض الصلح مع ان الحكومة لم توافق على تكليفه الوساطة. وبدت حركة المصري اشبه بمحاولة لاستمالة الجانب الحكومي للتسليم بوساطة أمر واقع، اذ افسح له تنظيم “داعش” في القيام بزيارة للعسكريين التسعة الرهائن لدى التنظيم في جرود عرسال، وعاد منها مساء ليتوجه الى خيمة اعتصام اهالي العسكريين المخطوفين في ساحة رياض الصلح ناقلا نتائج زيارته لابنائهم. وأعلن المصري: “اطمأننت الى العسكريين التسعة المحتجزين وشاهدتهم في صحة جيدة ومعنوياتهم مرتفعة بعض الشيء”، لكنه اشار الى ان احدهم يعاني من التهابات في اذنه وآخر التهابات شديدة في رجله. وقال انه ذهب الى عرسال “بمبادرة شخصية، ولم أكلف حتى الآن من الدولة والخاطفون رفضوا منحي تعهدا لوقف القتل واخبروني انهم مستفزون جداً”.
وتزامن تحرك المصري مع تصاعد الاستنفار العسكري والامني في منطقة عرسال ومحيطها في ظل التحركات المريبة للتنظيمات المسلحة في الايام الاخيرة ووسط المعارك التي يشهدها الجانب السوري من الحدود في القلمون. وشهدت منطقة وادي عطا في جرود عرسال اشتباكا بين الجيش والمسلحين استخدم فيه الجيش الاسلحة الثقيلة ومدافع الهاون مما اسفر عن سقوط قتلى في صفوف المسلحين كما أبلغ مصدر أمني “النهار”. وتزامن الاشتباك مع اشتداد المعارك بين المجموعات المسلحة في الجانب السوري في وادي ميرا بين جرود عرسال ورأس بعلبك، وسط تخوف من تأثيرات سلبية لهذه التطورات الميدانية على المواجهة بين الجيش والتنظيمات الارهابية وخصوصا اذا سيطر تنظيم “داعش” على المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية، الامر الذي استعد له الجيش برفع جهوزيته.

مجلس الوزراء
واكتفى رئيس الوزراء تمّام سلام في جلسة مجلس الوزراء امس لدى تطرقه الى ملف المخطوفين بالاشارة الى ان خلية الازمة مستمرة في مهمتها من دون انقطاع توصلا الى تحرير العسكريين، وقال ان “المفاوضات الصعبة والمعقدة تسير ببطء إلا انه من المؤمل ان تؤدي الى النتيجة المتوخاة بالافراج عن المخطوفين”.
ولم يستطع مجلس الوزراء ضمن سياسة “تحاشي طرح الملفات المثيرة “، على حد قول مصادر وزارية لـ”النهار”، ان ينجز في جلسته أمس أياً من الملفات التي يتكرر عرضها عليه منذ أسابيع ولا سيما منها النفايات والترخيص لكليات جديدة. ففيما يتعلق بالملف الاول، جرى توزيع خلاصة للدراسة التي أنجزتها اللجنة الفرعية والتي تقع في صفحة واحدة فولسكاب، فكان موقف وزراء الكتائب، كما أشارت “النهار” أمس، الدعوة الى إرجاء البحث الى جلسة خاصة كي تتم مناقشة الملف بإسهاب ويتخذ القرار المناسب. وفي المعلومات أن الملف الذي ارجئ الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الثلثاء بدل الخميس، لمصادفة عيد الميلاد اليوم العادي للجلسات يتطلب إجراء إتصالات سياسية كي يتقرر مصيره. أما بالنسبة الى ملف الجامعات من حيث إنشاء كليات جديدة، فقد اصطدم بفيتوات من عدد من الوزراء لا سيما وزراء الرئيس ميشال سليمان الذين إعترضوا على عدم إدراج وزير التربية موضوع إنشاء جامعة خاصة في عمشيت. ونظرا الى هذه الاعتراضات أرجئ البند الى أجل غير مسمى. في المقابل، أقر مجلس الوزراء بندين يكتسبان أهمية: الاول يتعلق بالموافقة على قرض بقيمة 70 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية لتمويل مشروع المياه المبتذلة وتصريفها في منطقة كسروان. والثاني، مشروع فرصة العمل الاولى للشباب والشابات بقيمة 10 مليارات ليرة مقدم من وزير العمل سجعان قزي ويقضي بتوفير فرص عمل لأربعة آلاف شاب وشابة يدخلون سوق العمل للمرة الاولى وذلك على مدى خمس سنوات.

ما وراء الرواية؟
الى ذلك، بدا لافتاً أمس توزيع رواية اعلامية تداولها بعض مواقع التواصل الاجتماعي واحدى المحطات التلفزيونية عن اكتشاف خلية متورطة في اغتيال الوزير السابق الشهيد محمد شطح. وجاء توزيع هذه الرواية قبل أيام قليلة من الذكرى الثانية لاغتيال شطح في 27 كانون الاول 2013 وتحدثت عن توقيف شبكة من 11 شخصاً ينتمون الى كتائب عبدالله عزام ويخضعون للتحقيق لدى مخابرات الجيش، من دون ايضاح اي موعد لتوقيف الشبكة أو لعدم كشف هذا التطور قبل هذا الوقت . كما تحدثت الرواية عن استخدام سيارة مفخخة في الاغتيال خرجت من مخيم عين الحلوة. واللافت في هذا السياق ان وزير المال علي حسن خليل لمح في حديث الى “كلام الناس “مساء من المؤسسة اللبنانية للارسال الى هذه الرواية، مشيراً الى ان هناك تقارير أساسية ومؤكدة عن محاولة كتائب عبدالله عزام استهداف الرئيس نبيه بري، كذلك هناك مؤشرات ومعلومات مهمة عن اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مضيفاً انه اذا صحت هذه التقارير فإنها تجهض محاولة الفتنة التي حاولت هذه المجموعات ايجادها بين السنة والشيعة. بيد ان مصدراً أمنياً نفى لاحقاً المعلومات المتداولة عن توقيف شبكة متورطة في اغتيال شطح.

السابق
«الاجتماع الثلاثي» يناقش سرقة العدو للغاز
التالي
أجهزة تجسس إسرائيلية جديدة