«حزب الله» في «تخمة» سلاح نوعي وبوغدانوف اعتمد «التمويه» قبيل لقاء نصرالله

يعلم مبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف تمامًا أنّ نقطة الانطلاق لدفع الحل السياسي في سوريا إلى الأمام، ليست في لبنان، لذلك لم تكن مهمته في بيروت وجولته المطوّلة على المسؤولين لبحث التطورات السياسية بالملف السوري، بل لهدف واحد ووحيد وهو لقاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر واسعة الاطلاع على أجواء “حزب الله” أن كل اللقاءات التي عقدها بوغدانوف ومن ضمنها لقائه مع رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، كما جولته المكوكية على أكثر من 21 مسؤولا لبنانيا، كانت أشبه بـ”عملية تمويه” كي لا تبدو الزيارة “فجّة” باقتصارها على نصرالله.

وتتحدث المصادر عن “هجوم دبلوماسي روسي صاخب في المنطقة”، بدأ بايران وانتقل الى سوريا ووصل الى “حزب الله”، لافتة إلى أنّ مبعوث موسكو توجه لسيد الحزب قائلا: “نحن حلفاء استراتيجيون وكلّ ما تريده من منظومتنا نحن جاهزون لتلبيته”.

وتقول مصادر أخرى اطّلعت على مجريات لقاء نصرالله-بوغدانوف أنّهما أجريا استعراضًا شاملا للأوضاع بالمنطقة مع التركيز على المبادرة الروسية لحلّ الأزمة السورية والدور الذي يلعبه الحزب داخل سوريا.

وتُدرك موسكو تمامًا أنّ أحد الأهداف المباشرة لاستهداف الطيران الاسرائيلي منطقة الديماس السورية مؤخرًا هو توجيه رسالة صاروخية اليها واطلاق السهام على جولة بوغدانوف في المنطقة، وتقول المصادر في هذا السياق: “تلقفت روسيا الحركة الاسرائيلية سريعًا بالتوجه الى الأمم المتحدة، أما الرد العملي فقد يتولاه حزب الله باعتباره الجهة الأقدر حاليًا على التعاطي الميداني مع العدو”.

وتؤكد المصادر أنّ “الردّ حتمي باعتبار أنّ الرسالة كانت رباعية روسية–ايرانية–سورية–لبنانية أي لمعظم أطراف المحور”، لافتة إلى أنّه “سيشبه الى حد بعيد العملية التي نفذها الحزب قبل فترة ليست ببعيدة في مزارع شبعا، على أن لا يشكل خدمة لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الساعي للتفجير”.

وتنفي المصادر مزاعم اسرائيل التّي تحدّثت عن استهدافها سلاحا لـ”حزب الله” بالضربات الاخيرة التي شنتها، مستغربة الحديث عن عشرات الشاحنات التي عبرت الحدود السورية اللبنانية مؤخرا ناقلة السلاح للحزب، قائلة: “الحزب في تُخمة سلاح نوعي، فهو بات يمتلك في السنوات الـ3 الماضية بالاضافة الى السلاح الايراني، سلاحا روسيا وأوروبيا وصينيا”.

ولا تندرج بلا شك زيارة بوغدانوف بسياق الحركة الدولية باتجاه لبنان، فلا هي تشبه بشيء زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي، الذي تقول المصادر أن “زيارته كانت شخصية وضمن الطائفة، واللقاءات السياسية التي عقدها لا تتعدى عنوان السياحة السياسية”، كما لا تشبه زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الفرنسي في الشرق الاوسط وافريقيا جان فرنسوا جيرو الناشط على الخط الرئاسي والذي جاء وبحسب المصادر مطمئنا الى ان الهبة السعودية ستنفذ لا محال قائلا، أن أسباب تأخيرها خارجة عن ارادة الفرنسيين.
وبغض النظر عمّا اذا كانت الحركة الدولية باتجاه لبنان ستستمر في الأيام المقبلة، الا أنّه ومما لا شك فيه بأن لكل ضيف أجندة خاصة ينفذها، باعتبار ان سلّة الحلول للأزمات اللبنانية المتراكمة لم تجهز بعد ليسوّقها هؤلاء.

 

السابق
موسكو تتهم أميركا بدعم داعش
التالي
بوغدانوف نقل رسالة من بوتين للاسد:روسيا ستبقى لجانب سوريا بوجه الارهاب