هاني فحص مكرّما في «معرض الكتاب العربي»

بدعوة من المركز العربي للحوار ومركز حوار الأديان و جمعية فرح العطاء عُقِدت ندوة بعنوان هاني فحص سماحة الإعتدال وقداسة الحوار الإسلامي- المسيحي في معرض الكتاب العربي يوم أمس الخميس الواقع فيه 4/12/2014 ، وذلك بحضور عدد من أصدقاء الراحل العلامة فحص وعدد من الإعلاميين و رجال الدين المهتمين بالشأن الثقافي وحوار الأديان .

بداية الندوة كانت مع كلمة للإعلامي الاستاذ عماد قميحة مدير الندوة،الذي تحدث عن مناقب السيد الراحل، وقدّم المشاركين الذين حضروا لتكريم الراحل الكبير.

تحدث بعده الاستاذ أحمد علي الزين المعروف في الاوساط الثقافية والذي يعدّ ويقدّم برنامج “روافد” في محطة العربية فقال: كان السيد هاني يخاف على الوطن بأن يُقتل من الماضي . الماضي برأيه يحتاج إلى عقل نقدي أما الحركات والأحزاب فهي تعتمد النمط التعبوي فتحيي الميت وتميت الحي.

ثم عرض الزين فيلما قصيرا عن السيد الراحل سجله بعد حرب تموز 2006 .

وكانت بعد ذلك مداخلة للسيد جواد الخوئي رئيس مجلس حوار الأديان ألقاها عنه الاستاذ محمد الرفاعي فقال :

كان السيد هاني جسرا للحوار ، فالحوار مع الآخر ضرباً من ضروب وجود الذات ، وكان رسول الإسلام للمسيحية ورسولا من المسيحية إلى الإسلام .

لمسنا مع “هاني فحص” ومن خلاله نمو تأثير تعاليم رجال الدين في تعبئة الشارع ضد الآخر المختلف، وكيف تم توظيف الديني لخدمة السياسي في المواسم الانتخابية، واستخدم الخطاب التحريضي في حالات المواجهة الطائفية بين نخب سياسية زيفت صراعها على السلطة والثروة بكونه ذا طبيعة إثنوطائفية، فأصبح توظيف “الطائفية” تجارة مربحة في السوق السياسية.

واشار الى ان الراحل رحمه الله كان ايقونة بحث حفزتنا للتفكير بأهمية خيار أن يكون رجال الدين جزء من جهد مشترك لبلورة خريطة طريق لحل النزاع في أوطاننا من خلال حوار خلاق، بل والتفكير في تخيل دور فاعل للدين في تسوية الخلافات بدلا من ان يتم توظيفه لخدمة مصالح نخب سياسية تتلاعب بالرموز الدينية وتستخدم المشاعر الدينية ضمن استراتيجية تعبئة ضد الآخر؟.

ثم القى الاعلامي نجل الراحل الاستاذ مصطفى فحص كلمة قال فيها ان السيّد كان هاجسه معرفة الآخر باعتباره شرطاً للوجود فهو لم يفرض على الآخر شروطه المعرفية ، فالحوار هو السبيل الى تفكيك الصورة النمطية ،وفي يوم تأبينه في كنيسة أنطلياس كانت الكنيسة هي مساحة وطن ووصيته كانت هي الاستمرار في الحوار .

وفي النهاية ألقى رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري كلمة المركز العربي للحوار، الذي أشار الى أن سماحة السيد رضوان الله عليه آمن بالحوار سبيلا للتقريب بين أبناء المذاهب وبين أبناء المذهب الواحد وبين المذاهب الاسلامية والمسيحية فكانت النتئائج والإنجازات كبيرة ستبقى مدوية في تاريخ هذا الرجل الكبير متأصلة في وعي الامة والمجتمع .

أما الوحدة فليست من أهدافه بشكلها الممجوج بل دعى سماحته الى الوحدة في الهدف والمصير ودعى إلى الإتحاد في المصالح المشتركة التي تؤدي إلى سموّ الحياة ورقي المجتمع .

ومن هنا نحن في المركز العربي للحوار فُزنا بالعثور على بعض من لآليء السيد هاني فحص على أمل أن نتفرغ لجمع كل آثاره وكنوز معرفته ونشرها لتكون نصوصاً يعتمد عليها الجيل الجديد .

لقد سبق زمانه وجاء في لحظة تؤسس لمستقبل وكأنه رسول اللحظة للمستقبل , أنا قرأت ان الفلسفة الكانطية والابستمولوجيا النقدية تعلمنا أن الشي لا يمكن أن يوجد إلا بعد أن تنضج الظروف وتتوافر إمكانية وجوده في بيئة ما ومجتمع ما .
وقال مخاطبا الفقيد الكبير لقد كنتَ تجربة فريدة وأنا اكاد اجزم أنني حضرت دروس علماء وقرأت لمن لم أتمكن في مزاجمته بركبي وهنا أقصد وصية الصادق عليه السلام زاجموا العلماء بركبكم , وأنا حظيت بك عالما كان مجلسه المتواضع لا يتسع لكرسيين متقابلين وكنت أجلس وركبي تكاد تلتصق بركبه وانا أدلو بدلوي إلى معين مائه المفعم بالمعرفه .

السابق
قبلان:الإعتداءات على الجيش أعمال منكرة
التالي
لافروف :الغرب مخطىء في لوم روسيا على أزمة أوكرانيا