بعد مرور أربعة شهور على اختطاف أكثر من 29 عسكري لبناني من قوى الامن الداخلي والجيش اي من المؤسستين التي ترعى شؤون اللبنانيين أمنيا، الا ان المعنيين في هاتين المؤسستين لم يُفلحوا حتى اليوم في التعامل بذكاء مع ادارة هذا الملف الشائك. وقد برز هذا الضياع لحظة إعلان حزب الله عن اطلاق أسيره عماد عياد من بين ايدي الجيش السوري الحر بعد اختطافه اثر معركة بريتال.
فبعد عملية اختطاف هؤلاء العسكريين والذين ذبح منهم 3 اضافة الى سقوط عدد من الشهداء في المواجهة وفي المعارك التي جرت على هامش معركة عرسال، اضافة إلى من تعرّض منهم إلى قنص او قتل في الشمال على يد مناصرين للنصرة او لداعش من اللبنانين.
كل هذا ولم نسمع عن أي تحرك جديّ رسمي يدخل الطمأنينة الى قلوب اهالي الشهداء أولا وإلى قلوب أهالي الاسرى. ورغم إعلان اهالي الاسرى عن ملء ثقتهم باللواء عباس ابراهيم كونه نجح سابقا في ادارة ملف مخطوفي أعزاز وملف الراهبات وهو رغم انه عضو في (خلية الأزمة) التي تألفت لمعالجة هذا الملف الانساني الوطني الا انه لم يظهر منه حتى اليوم أي جديد.
هذه الفوضى والمعمعة التي يدفع ثمنها أهالي المخطوفين والشهداء تفاقمت عندما نجح حزب الله في تحرير مخطوفه وكان الحزب قد مهّد لهذه العملية على لسان أمينه العام بالقول انه مع التسويات ما يعني أنه فتح باب الموافقة على أية تسوية، إضافة الى تأكيد وليد جنبلاط انه أيضا يدعو إلى المقايضة.
والسؤال الذي يطرح نفسه انه إذا كان حزب الله الطرف المشارك في المعارك في سوريا علنا وضد الجيش السوري الحرّ قد اجرى عملية مقايضة فما الذي يؤخرّ عملية المقايضة بين الحكومة اللبنانية والخاطفين الذين هم على قسمين (داعش والنصرة)؟ وهل يقف الجيش اللبناني حائلا دون هذه المقايضة؟ وأين تقف نهاية إعتصامات الأهالي وقطع الطرقات بما يؤذيهم كأهالي ويؤذي الناس ايضا في مصالحها؟
وتعليقا على ما سبق وأوردنا يقول نظام مغيط، شقيق الاسير الجندي ابراهيم مغيط، يقول في اتصال لـ”جنوبية” معه: “غدا صباحا سنقطع المداخل لبيروت كلها، وسنجرّب الإقفال التام. وكنا سابقا قد اعلنا أن هؤلاء العسكريين المخطوفين هم ابناء الدولة، ونحن تنازلنا عنهم لها، وعليها ان تطالب بهم”. ويسجّل عتبا على اللبنانيين الذين لم ينزلوا الى الشارع للتضامن معهم.
ويضيف: “لن نمانع تدخل أي شخص كالسيد حسن نصرالله، وهو ليس بحاجة لدعوة منا للتدخل وعندما يريد أن يفاوض نقول له نحن ممتنين لك، ونشكره ونقول له انت مواطن صالح”.
ويستدرك نظام مغيط: “الى الان لم يتم شيء، والقصة لا زالت مجرد اوراق حيث لم نر أية خطوة فعالة”. ويؤكد نظام مغيط: “ان اللواء عباس ابراهيم عضو من أعضاء (خلية الازمة)، وادارته للملف هو ضمن تكليف من الحكومة، ونحن نثق به، لكن الى الان لم يرد علينا احد من هذه الخلية”.
ويعتبر مغيط ان: “ادارة الملف منذ البداية لم تكن ناجحة لاننا قلنا لهم عليكم الموافقة على مبدأ المقايضة ولم يستجيبوا والان كما ترون وصلنا الى حائط مسدود”.
ويتابع نظام مغيط: “لقد ضحكوا علينا وأخبرونا ان ثمة فريق داخل الحكومة معارض للمقايضة وقد تبيّن ان لا جهة معارضة للمقايضة”.
ويؤكد مغيط انهم لم يتركوا جهة الا وقصدوها لحل مشكلة ابنائهم، و”أبرز ما قاموا به هو ارسال رسالة الى امير قطر، وزيارتهم السفارتين القطرية والتركية. والى الان لا نعلم أين تكمن القطبة المخفية في الموضوع”.
ويوجه رسالة الى قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي: “ان اعتبروا هذه القضية قضية انسانية، لا سياسية ولا امنية”. وردا على سؤال ان كان يعتبر ان الجيش يقف حائلا دون اطلاق سراح العسكريين المخطوفين، يقول: “اذا كان المسجونين المطلوب المقايضة بهم محكومين فليتم اعلان ذلك، وان كان حُكم عليهم بالاعدام فليُعدموا، لكن السلطة لا تزال توقفهم منذ احداث الضنية والبارد، فهل هذا يجوز؟”.
ويلوم أهالي العسكريين لأنهم لم يوجهوا اعتصاماتهم ضد الجهة الخاطفة. ويقول: “كل الجهات مع مبدأ المقايضة من جنبلاط الى نصرالله، ولا صلة لأحد من السياسيين بالخاطفين لنتوجه إليه، فإلى من نتوّجه؟”.
ويختم مغيط بالقول: “ما لفتنا كأهالي مخطوفين هو ما أوردته جريدة الديار منذ فترة حيث قالت ان سفارات معينة في بيروت حذرّت من إطلاق السجناء من رومية”. ويعلق مغيط بالقول: “ربما خوفا من اعادة تسفيرهم الى بلادهم التي ترفضهم”.