وداعا لـ صباح لبنان

صباح

كتبت الانوار :لاكثر من نصف قرن، زرعت الفرح وحب الحياة في قلوب الملايين من اللبنانيين والعرب، وبهدوء رحلت في صباح يوم لم ينبلج.

واذا كان الموت قدر كل البشر، فان الخلود قدر العظماء ممن تركوا بصمات في مسار الحياة. والفنانة الكبيرة صباح هي من هؤلاء.

لقد شكلت الشحرورة ظاهرة بحد ذاتها، وشقت طريقا حفرته بالجهد والتعب والمثابرة. من بدادون، الى بيروت، الى القاهرة، مسار طويل عبّدته بصوتها الرائع وطلتها البهية وذكائها الوقاد وخفة الدم حتى باتت تعبيرا مميزا عن مرحلة فنية مشرقة في لبنان والعالم العربي. برحيلها امس، انطوت صفحة في تاريخ لبنان الفني، واسدل الستار على قيمة فنية بارزة وقامة انسانية شامخة، اوصلت الاغنية اللبنانية الى آفاق غير مسبوقة امتدت من المحيط الى الخليج.

مسيرتها كانت رحلة فرح وجمال واناقة، وقد حافظت على هذه المزايا والقيم طوال حياتها، حتى انها في وصيتها الاخيرة التي كشفت عنها عائلتها، طلبت من محبيها ان يرقصوا ويدبكوا يوم رحيلها ولا يحزنوا لأنها عاشت حياتها بفرح، ولأنها تريدهم دائما فرحين بوجودها، وبرحيلها مثلما كانت دائما تفرحهم.

لقد رحلت صباح، الحنجرة الطليقة والموهبة المتميزة وسيدة الجمال والصدق والعفوية الطيبة بعدما ترسخ صوتها في وجدان الجماهير، وبات جزءا من التراث والتاريخ.
لقد خسر لبنان والعالم برحيلها، رمزا في الابداع وفي العطاء الفني والانساني، وتاريخا من المجد والنهضة والجمال والمحبة. وانتهت امثولة نجاح وتميز سوف تبقى ساكنة في القلوب والنفوس.

رحلت صباح، ولكن صوتها سيبقى يصدح في الشرق والغرب زارعا الفرح والمحبة والوداعة، وستبقى شعلة تضيء سماء لبنان كرمز لشموخ جسدته في حياتها كانسانة وفنانة، تعشق لبنان وشعبه من قلبها وروحها.

وسيفتقدها اللبنانيون والعرب، ويفتقدون معها الفن الراقي الذي اغنت به المكتبة الفنية العربية، ولكنهم سيذكرونها نجمة خالدة من نجوم الزمن الجميل. وسيبقى فنها الراقي شعلة يهتدي بها رواد الغناء والفن. وداعا يا صباح لبنان…

السابق
سائقو حافلات واشنطن يرتدون «حفاضات» أثناء العمل!
التالي
الأردن و«داعش».. وحرب المآذن