هل ينطلق الحوار تحت بند واحد؟ أزمة المخطوفين إلى تصعيد بعد «الصفقة»

غلب التريث على متتبعي المسعى الذي يبذله رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاق حوار ثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله ” في انتظار الكلمة الحاسمة للرئيس سعد الحريري في هذا الصدد عبر حديثه المنتظر مساء اليوم من باريس الى برنامج “كلام الناس” من المؤسسة اللبنانية للارسال. واذا كان موضوع الحوار يحتل الواجهة السياسية كتطور تثار حول نتائجه المتوقعة الاجتهادات المختلفة حتى ضمن كل من الفريقين المعنيين به فان ذلك لم يحجب تصاعد قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي “جبهة النصرة ” و”داعش” الى صدارة الاولويات مجددا في ظل احتدام ردة فعل اهالي العسكريين على عملية تبادل مخطوفين بين “حزب الله” و”الجيش السوري الحر” التي خلّفت مضاعفات حادة بظروفها وملابساتها على قضية العسكريين المخطوفين.

ولم يؤد اجتماع عقدته خلية الازمة الوزارية امس برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام الى تراجع أهالي العسكريين المعتصمين في ساحة رياض الصلح عن تهديدهم بتصعيد واسع غدا بعد انحسار عاصفة الامطار والثلوج التي يشهدها لبنان، فيما علمت “النهار” ان الاتصالات التي تجريها الحكومة مع الاهالي ستتواصل اليوم لاطلاعهم على ما أمكن من المعطيات عن الوساطة القطرية الجارية. وقد لوحظ في هذا السياق ان الرئيس سلام اعطى توجيهاته لمتابعة الملف “وفق المعطيات الجديدة مع ما يتطلبه الامر من تحفظ عن اعلان الخطوات والاجراءات المتبعة بما يضمن التوصل الى النتائج المرجوة”. وكان أهالي العسكريين المخطوفين اصدروا بيانا تحذيريا عبروا فيه عن “صدمتهم اثر تحرير حزب الله أسيره” واعلنوا انهم اتخذوا قرارا بالتصعيد ابتداء من صباح غد الجمعة مطالبين الدولة باعادة ابنائهم “في اي شكل من الاشكال” كما طالبوا الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله باعادة العسكريين اسوة باعادته الاسير المحرر عماد عياد.
اما في ردود الفعل السياسية، فانتقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار بشدة “الصفقة التي قام بها حزب الله والتي تبين وجها اضافيا من الانتقاص من سلطة الدولة”، متهمة الحزب بانه “يتجاوز خلية الازمة المعنية ويمنع الدولة من اي مقايضة ممكنة”.

مجلس الوزراء
وعلمت “النهار” ان الاجواء المحيطة بجلسة مجلس الوزراء اليوم لا تبدو مريحة سواء من حيث ملف المخطوفين العسكريين في ضوء صفقة التبادل التي أنجزها “حزب الله” مع “الجيش السوري الحر” أم من حيث جدول الاعمال ولا سيما منه بند إنشاء جامعات وكليات جديدة.
ففي ما يتعلق بموضوع المخطوفين، أبلغت مصادر وزارية “النهار” ان الدولة لا تزال تفاوض منذ أشهر لاستعادة العسكريين وإذا بها تفاجأ بمرور صفقة التبادل علما أن تعقيدات ملف المخطوفين العسكريين مرده بشكل رئيسي الى تورط “حزب الله” في الصراع في سوريا فإذا بالاخير يحلّ أزمة أسيره بينما لا تزال الدولة التي تعتمد سياسة النأي بالنفس تبذل قصارى جهدها لتحرير أسراها. وفي ما يتعلق بالبند التربوي على جدول الاعمال، بدا ان هناك تسابقا على الترخيص بإنشاء جامعات جديدة وكليات في جامعات قائمة بما يتجاوز الشروط الموضوعية المطلوب توافرها في التراخيص.

الحوار
اما في موضوع الحوار، فعلمت “النهار” أن ثمة جامعاً مشتركاً بين مواقف أطراف قوى 14 آذار من الحوار مع “حزب الله” هو ضرورة أن يكون وسيلة لفض اشتباك دستوري على المستوى الوطني بعدما أدى تأليف الحكومة المطلوب منه بتشكيل عملية ربط نزاع، الأمر الذي يعني ضرورة أن يكون الحوار تحت بند واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي المعلومات أن الرئيس سعد الحريري يتمتع بدعم كامل من مختلف القوى المكونة لقوى 14 آذار إذا قرر التحاور مع الحزب، من غير أن يغفل هو وأطراف التحالف أن المشكلة في البلاد وطنية وتستلزم بالتالي حواراً وطنياً شاملاً، لكنه يتعذر حالياً في غياب رئيس للجمهورية، أضف أن لا مجال للعودة إلى حوار مفتوح لأن التجارب أكدت عدم التزام الحزب ما يتقرر في النتيجة، من أيام الاتفاق في جلسات الحوار على ترسيم الحدود وإنهاء السلاح خارج المخيمات الفلسطينية إلى “إعلان بعبدا” الذي وافق الحزب عليه ثم سحب موافقته.
وذهب بعض المصادر إلى التذكير بأن “حزب الله” ينفتح على الحوار كلما تقدمت المحكمة الدولية نحو التشكل بداية، ثم نحو تحقيق إنجازات على صعيد كشف الحقائق، وذلك للتغطية عليها واستيعابها بالحوار مع أكثر المعنيين بالمحاكمة.
إلا أن أصحاب هذا الرأي لا ينكرون أن للحوار فوائده بالنسبة إلى خصوم الحزب حتى لو لم يلتزم النتائج، ويعطون مثلاً “إعلان بعبدا” الذي أصبح وثيقة لبنانية رسمية في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حتى لو اعترض الحزب لاحقاً وحاول التملص منها وانقلب عليها. والأمر نفسه ينطبق على المحكمة الدولية، ومقررات الدوحة وسوى ذلك من محطات، ليخلصوا إلى أن الحزب مضطر إلى تقديم تنازلات، على صعيد الانتخابات الرئاسية أقله إذا كان مصراً على الحوار انطلاقا من مصالحه الحالية.

في عين الحلوة؟
وفي جانب أمني آخر اتخذ اجتماع عقد امس بين مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفد من “اللجنة الامنية الفلسطينية العليا” بعدا دقيقا اذ علمت “النهار” ان شحرور أبلغ الوفد ان ثمة معلومات عن وجود المطلوبين في ملفات ارهابية واعتداءات على الجيش الشيخ احمد الاسير وفضل شاكر وشادي المولوي في مخيم عين الحلوة وان على اللجنة والقيادات الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد، محذرا من محاولات قد يقوم بها المولوي تحديدا لتعكير الامن . واكد الجانب الفلسطيني انه سيعمل على اخراج المطلوبين من المخيم اذا توافرت معلومات عن وجودهم فيه . وأفيد مساء عن قيام مخابرات الجيش بعملية دهم لمنطقتي عبرا ونزلة صيدون بحثا عن مطلوبين من أنصار الاسير.
في غضون ذلك، جددت وزارة الخارجية الاميركية تحذيرها لرعاياها من التوجه الى لبنان “لأسباب امنية جراء المخاوف من عمليات ارهابية “. وجاء في بيان نشره موقع السفارة الاميركية في لبنان على الانترنت ان الخارجية الاميركية تحذر مواطنيها من السفر على خطوط طيران تمر فوق الاراضي السورية كما اعادت تجديد تحذيرها السابق لمواطنيها من السفر الى لبنان.

الجيش
في المقابل، وعطفا على ما نشرته “النهار” امس عن محادثات الوفد الفرنسي العسكري الموجود حاليا في لبنان، علم ان المحادثات التي جرت في وزارة الدفاع امس مع الوفد الذي يضم ممثلين لوزارة الدفاع وشركات الاسلحة الفرنسية حددت نهائيا كل الاعتدة والمعدات الجوية والبرية والبحرية التي سيتسلمها الجيش ضمن هبة الـثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية للبنان. وقد تبيّن خلال المحادثات ان ترجمة العقود التجارية ليست فيها خروقات خارج العلاقات بين الدول الثلاث المعنية وهي المملكة العربية السعودية وفرنسا ولبنان وهي تتميز بالشفافية. كما علمت “النهار” ان تسليم الاسلحة سيتم على ثلاث دفعات: دفعة فورية، ودفعة ستجهز من الاسلحة الجديدة من مخازن الجيش الفرنسي لتسهيل تسليح الجيش اللبناني في أقرب وقت، ودفعة ثالثة سيأخذ تحضيرها وقتا لأنها مرتبطة بعملية التصنيع.

السابق
فارس سعيّد: العماد عون أعطى جعجع شرعية مسيحية
التالي
تفاصيل خاصّة حول جريمة قتل نسرين روحانا