سليمان: العولمة لا تعالج ببن لادن وداعش وإعلان بعبدا سينفذ

ميشال سليمان

قال سليمان: “إنها من المناسبات الجيدة والطيبة، ومن علامات الأزمنة السعيدة أن فترة الولاية التي قضيتها منذ 2008 حتى الآن كانت حافلة بمناسبات مهمة وعديدة في الفاتيكان، عبرت عن ارتباط لبنان الحقيقي بعاصمة الكثلكة.
ما نطلبه هو أن كما يمكننا الاجتماع بسهولة في الفاتيكان لنجتمع في لبنان حتى تسهيل أمور الناس وحتى تطبيق الديموقراطية التي يطالب بها غبطة البطريرك والتي تقول أنه من الواجب على النائب تطبيق واجبه الديمقراطي، فالناس تنتخبه ليس لتنفيذ مآربه الشخصية بل لتنفيذ واجبه الديموقراطي وتعطيل الانتخابات ليس ديموقراطياً وهو بدعة جديدة، كلا فالديموقراطية مبنية على المعارضة والموالاة أو الاكثرية والمعارضة والديموقراطية مبنية على النقاش ومن ثم التصويت فكيف نصوت إن قاطعنا؟ إذا نحن نضرب اساسات الديموقراطية بحجة أن المقاطعة حق ديموقراطي.
نحن لا يمكننا الا ممارسة الديموقراطية بوعي وايجابية ولا نستطيع ممارستها بما يناسب مصلحتنا فقط لأننا نؤثر على مصالح الناس وهذا ما حصل في هذه الفترة وهي فترة حروب حولنا”.

وأضاف: “عملنا على تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة حولنا، قبلوا بهذا الترتيب ثم رفضوه بعد حين. الميثاق الوطني حل أزمة لبنانية مع بداية الاستقلال وتكلم عن الشرق والغرب والـ58 انتهت بلا غالب ولا مغلوب والحرب الاهلية انتهت بالطائف والاضطرابات والحروب في الـ2005 و2008 انتهت بإتفاق الدوحة، وهذه المشكلة لا تنتهي الا بتحييد لبنان أي بتطبيق “اعلان بعبدا” ومذكرة تفاهم بكركي.

لا يحق لنا الرهان على مصلحة الوطن ولقمة الناس وهجرتهم ليست بيدنا. بدأت الحروب في الربيع العربي فقلنا أننا في لبنان سنصبح المقصد فتوجهنا نحو حركات الشارع والتهديد والخطف، رتبنا “اعلان بعبدا” لنقول التحييد ولا نريد منطقة حرة لتمرير الاسلحة ولقد زرت دول الخليج للتأكيد على هذا الامر وكنا نتكلم عن المعارضة السورية وليس عن النظام لأن بعض اللبنانيين توجهوا نحو مساندة المعارضة وتفاجأ الخليجيون معتقدين أنهم يستطيعون تمرير الاسلحة في لبنان فرفضت ذلك رفضا قاطعا”.

وتابع سليمان: “الطائف في حاجة الى استكمال تطبيقه، ولا يستكمل ذلك إلا بتحصين مواده، ونحن وضعنا “اعلان بعبدا”، وهو الخطة او الاسلوب لتنفيذ هذا الامر، ووضعنا استراتيجية دفاعية لحل موضوع اسرائيل، والحمدلله، فقد اصبح لدى الجيش 4 مليارات وهناك مليار و600 في الميزانية ويحتاجون لأربع سنوات تقريبا فيصبح للجيش سلاح.

تعالوا لتنظيم موضوع المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية، فيصبح الامر للدولة، ولا يجوز بعدما تحررت الارض اللبنانية أن يطلق أي كان صاروخ ساعة يشاء. فماذا كنا لنفعل لو اراد الفلسطينيون التحرير من أرض لبنان؟

نحن قلنا تعالوا لوضع استراتيجية دفاعية ضد اسرائيل والارهاب والسلاح الموجود بين أيدي الناس، ولنفكر حتى امتلاك للجيش لحاجياته ،وتعالوا نفكر معا كيف تصبح الأمرة بيد الجيش وحده، أمرته من الدولة من المجلس الاعلى للدفاع او من مجلس الوزراء او من لجنة وزارية معينة وفقا لتعليمات موضوعة مسبقا.
توقف الحوار وتوقفت الاجتماعات بعدما وضعت ورقة واضحة مفصلة لا يستطيع أحد رفضها ضمنت فيها كل المواد الاستراتيجية من الاقتصاد والديبلوماسية وكل الامور التي تساعد لبنان”.

وكرر: “اعلان بعبدا” مع الاستراتيجية الدفاعية مع مذكرة تفاهم بكركي التي هي أم الكل، يجب أن تطبق ليستعيد لبنان استقراره واقتصاده واعتداله، وهذا مطلب قديم، فهل الآن بتنا ضده؟
اليوم هذا الوسام مهم جدا بمعانيه، انه وسام للاعتدال، وهو ما يعني أن الفاتيكان يقول: “هكذا نريدكم في لبنان، ليس ليضع كل مشروعه، أكان نظاما طائفي التمثيل أو عدمه، ولبنان حسب الباباوات كما يراه يوحنا بولس الثاني وكلهم يرونه كـ”رسالة”.
القوة في الطائفة والزاروب لا تمشي، ونحن لا نتكلم بمنطق العدد بل بمنطق الحضارة المسيحية والمسلمة، فنصف المجلس النيابي مسيحي، ونصفه الآخر مسلم، لكنه ليس متعصبا مسيحيا، ونصفه الآخر متعصب مسلم. والمسيحي والمسلم المنتخبان يحملان حضارة أديانها، وهاتان الحضارتان تتفاعلان ليكون الكيان اللبناني مثالا للعالم.

إنها رسالة الاعتدال التي أدت الى قوة لبنان للاسف في الخارج فقط، وهذا ما يميز لبنان. نظامنا يحتاج الى ممارسة راقية وليس ممارسة همجية، لأن اختلاط البشر بالعلم وبطرق التواصل الاجتماعي وبتكنولوجيا المعلومات وبالاتصالات هو اختلاط غريب عجيب فلا تدخل اليوم الى مستشفى او مدرسة او مطعم الا وترى من مختلف الجنسيات”.

وأشار الى أن “العولمة لا تعالج ببن لادن” و”داعش” وبالدولة اليهودية الاسرائيلية، اذا كان العالم يريد العيش في ظل نظام منفتح يشرك الجميع، وهذا ما ناديت به في بغداد، وقلت لهم ان الديموقراطية الانسانية الجديدة لكي تتماشى مع النظام العالمي يجب ان ترتكز على اشراك كل المكونات البشرية الموجودة في الدول، بإدارة الشأن السياسي، ليس بالنظر الى عددها بل الى حضارتها اي 9 ملايين قبطي في مصر، وهم بالمناسبة لا ينتجون نائبا، ولكن مصر بلا الاقباط ليست مصر. اذا يجب تكريس هذه الحضارات بنوع من كوتا وأكبر من كوتا”.

وختم: “هذه هي المعاني الاساسية التي يجسدها لبنان. المطلوب من رئيس جمهورية لبنان أن يصمت والا يقول الحقيقة ويتم تخويفه بشائعات كاذبة، فللنتظر بعد هذا الوسام كم من التهم والتجريح العائلي والشخصي سأتلقى، لكن علينا الا نضعف. سنربح، و”اعلان بعبدا” سينفذ بالتأكيد”.

السابق
الراعي: لبنان لا يقوم على الكذب بل على الكرامة
التالي
حزب الله اعلن عن تحرير الأسير عماد عياد مقابل إطلاق أسيرين