«فاتح 110» ينقل «إسرائيل» بأقل من دقيقة إلى العصر الحجري

توقفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عند التقارير الصحفية التي تحدثت عن حصول حزب الله علي صواريخ أرض – أرض إيرانية الصنع، من طراز «فاتح 110» ، لافتة إلي أن هذا النوع من الصواريخ الحديثة من شأنه أن ينقل «إسرائيل» ومن فيها بأقل من دقيقة إلي العصر الحجري.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية قالت في عددها الصادر أمس أن وجود صواريخ متطورة من طراز «فاتح 110»، يزيد من «كابوس الجيش الاسرائيلي».
وبعد عرض مطول للمميزات العددية والتقنية لصاروخ «فاتح 110»الإيراني الأكثر تطوراً والفائق السرعة والدقة، الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، ومزود برأس متفجر يزن 500 كيلوغرام، لفتت صحيفة «الأخبار» في تقرير نشرته اليوم الاثنين إلي أن هذاالصاروخ قادر علي ضرب وزارة الحرب والاركان العامة للجيش الصهيوني في «الكريا» في تل ابيب، مع رأس متفجر تبلغ زنته 500 كيلوغرام، خلال نحو دقيقتين، أو برأس معدل زنة 300 كيلوغرام، بأقلّ من دقيقة واحدة.
وقالت: إن سبعة صواريخ من «فاتح 110 ــ دي 1»، من شأنها أن تغلب مفاعيل كل منظومات الاعتراض الصاروخي لتل ابيب، في اقل من دقيقة واحدة، كما ان صاروخاً واحداً فقط من الجيل الجديد، قادر علي ضرب اهم محطة توليد للطاقة الكهربائية في الخضيرة في شمال فلسطين المحتلة، ايضا خلال اقل من دقيقة واحدة، رداً علي اعتداء «إسرائيلي» علي محطات الطاقة في لبنان. وبتعابير «عبرية فصيحة» أيضاً: من شأن ذلك ان ينقل «إسرائيل» ومن فيها الي «العصر الحجري».
ورأت الصحيفة أن وصول هذا النوع من الصواريخ الي لبنان يعني، من وجهة نظر العدو، كسراً لنظرية «كسر التوازن»: قدرة تدميرية متبادلة في زمن الحرب، وردع متبادل يمنع «الإسرائيلي» من الاعتداء الشامل في زمن اللاحرب. ويبقي علي الجانبين ان يبلورا قواعد الاشتباك بين الزمنين، لكن من المؤكد ان وجود هذا النوع من الصواريخ في حوزة حزب الله، الي جانب غيرها من القدرات، من شأنه ان ينعكس ايجاباً لناحية الحزب في اكثر من بند من بنود هذه القواعد، ويدفع «إسرائيل» الي التفكير كثيراً، وكثيراً جداً، قبل اتخاذ قرار بشن اعتداء علي لبنان، وليس فقط قبل تنفيذ الاعتداء.
وأشارت إلي أن «فاتح 110» من الجيل الرابع، هو عامل من بين عوامل اخري، موجودة لدي حزب الله، منعت «إسرائيل» من توجيه اعتداء واسع علي لبنان طوال السنوات الماضية، بل وايضا توجيه اعتداء محدود من شأنه ان يجر الي مواجهة واسعة. وهذا السلاح الي جانب اسلحة اخري، حفظ لبنان وشعبه وبنيته التحتية، والا لما كانت اسرائيل لتتعفف عن استهدافه.
وقالت الصحيفة تقول: لكن هل هذا يعني ان تل ابيب لن تقدم بالمطلق علي شن اعتداء علي لبنان؟ بالتأكيد لا. الردع المتبادل لا يلغي الحروب، لكنه يخفّف كثيرا من إمكانية نشوبها. فمن ناحية «إسرائيل»، توافر القدرة والارادة لدي حزب الله، يمثل ردعا كاملا في وجهها، يمنعها من شن اعتداءات. اما إذا ظنت «إسرائيل» ان حزب الله فقد اياً من العاملين، أي القدرة أو ارادة تفعيل هذه القدرة، فلن تتعفف عن شن اعتدائها. وهذا ما حصل اخيرا عندما ظنت ان الحزب مشغول في الساحتين السورية واللبنانية بما يمنعه من الرد علي اعتداءاتها. وهذه هي حدود الخطر في معادلة الردع، بما يمكن تسميته «الخطأ في الحسابات».
أضافت «الأخبار»: اذاً المواجهة الشاملة مستبعدة؟ الجواب هو: نعم… ولكن. «نعم» لوجود ردع متبادل قائم علي قدرة الطرفين علي ايذاء بعضهما بعضاً، بصورة تدفعهما الي الامتناع او التسبب في حرب لا يريدانها. اما «ولكن»، فلأن الوضع قابل ايضا للانفجار، وينبع ذلك استثناء من وجود خطوط حمراء متبادلة لدي الطرفين، والقرار بضرورة الرد إذا خرقت هذه الخطوط. فهل تعود «إسرائيل» إلي الوقوع في خطأ حساباتها؟ سؤال يرمي الكرة في ملعب «الإسرائيليين».

السابق
69 سنة على تأسيس الأمم المتحدة: فلسطين والحقوق المهدورة
التالي
وزير الداخلية الإيراني: الأرباح الخيالية لتجارة المخدرات أفسدت النظام